احتجاجات واسعة في إيران.. مسؤول إيراني: البلاد أشبه ببرميل بارود

أكد المسؤول الايراني أن 'القادة الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن قطع جميع السبل الدبلوماسية قد يزيد من السخط الداخلي ضد مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي'.

نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤول مقرب من الحكومة الإيرانية تأكيده أن 'البلاد أشبه ببرميل بارود والمزيد من الضغوط الاقتصادية قد يكون الشرارة التي تشعله'، كاشفا عن 'اجتماعات رفيعة المستوى عُقِدت لمناقشة احتمال اندلاع احتجاجات واسعة جديدة والإجراءات المحتملة لمواجهتها'.

وأكد المسؤول الايراني أن 'القادة الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن قطع جميع السبل الدبلوماسية قد يزيد من السخط الداخلي ضد مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي'.

وتشهد إيران موجة متصاعدة من الاحتجاجات والإضرابات في مختلف المدن، على خلفية الوضع الإقتصادي المتأزم، واستمرار انهيار العملية الايرانية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

إقرأ أيضا: الملف النووي الإيراني.. بيان مشترك للصين وروسيا وإيران: الدبلوماسية والحوار هما الخياران الوحيدان

وتتواصل العقوبات الاميركية تجاه طهران، لتشتد وتيرتها مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وإعلانه عن سياسة 'الضغوط القصوى' تجاه إيران لمنعها من امتلاك 'أسلحة نووية'.

الاحتجاجات

سجلت خلال الايام الماضية موجة من الاحتجاجات للقطاع الصحي وفرق الطوارئ وعمال النفط وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خرج المئات من الإيرانيين إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم المشروعة، بما في ذلك دفع مستحقاتهم المالية، وتحسين الأجور، وإنهاء الفساد والإهمال الذي يمارسه النظام الإيراني حسب مواقع إيرانية معارضة.

في أراك وسط إيران، بدأ الممرضون إضرابًا يوم 12 مارس، مستنكرين فشل النظام في تحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية. وفي تبريز شمال غرب إيران، نظم العاملون في القطاع الصحي وفرق الطوارئ مظاهرات احتجاجية ضد تأخر رواتبهم وتدهور أوضاعهم المعيشية، حيث ردد المتظاهرون هتافات: “العدالة! العدالة!” مطالبين بتحرك فوري من قبل النظام.

وفي طهران، تجمع ذوو الاحتياجات الخاصة أمام قصر الرئاسة، محتجين على رفض النظام تنفيذ القوانين التي تضمن لهم الدعم المالي. رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “كفى ظلمًا! موائدنا فارغة!” في نداء يائس لتحقيق مطالبهم الأساسية.

أما في جزيرة لاوان جنوب إيران، فقد استأنف عمال شركة النفط البحرية الإيرانية احتجاجاتهم، مطالبين بتحسين الأجور، وتصحيح تصنيف الوظائف، وتغيير الإدارة الفاسدة في الشركة. ويأتي هذا الإضراب ضمن سلسلة من الاضطرابات في قطاع الطاقة، حيث يعاني العمال من عقود استغلالية وظروف عمل خطرة دون تعويض مناسب.

ـوفي مدينة مشهد تظاهر المساهمون في شركة پديده ضد سوء الإدارة المالية، مطالبين باستعادة أموالهم المنهوبة.

وفي دهلران انسحب العاملون في فرق الطوارئ الطبية من مواقع عملهم احتجاجًا على تدني الأجور وظروف العمل المأساوية.

 ونظم موظفو وزارة الزراعة كرمانشاه وسرپل ذهاب احتجاجات بسبب عدم دفع رواتبهم.

إقرأ أيضا: طهران حول رسالة ترامب: سنردّ بعد إجراء التقييمات والدراسات اللازمة

كما خرج مئات المتضررين من الخطة الوطنية للإسكان في مظاهرات في مدينة كرمنشاه ضد الفساد وسوء الإدارة، متهمين السلطات بالاحتيال عليهم.

وشهدت طهران مظاهرات نظمها العمال والتجار وموظفو القطاع العام للمطالبة بتحرك عاجل لكبح ارتفاع تكاليف المعيشة.

وانضم إلى هذه الإحتجاجات عمال النفط والغاز في كانجان وحقل بارس الجنوبي إلى الاحتجاجات، مطالبين بزيادة الأجور بنسبة 70% لمواكبة التضخم المتصاعد.

قمع الإحتجاجات

ذكرت مواقع ايرانية معارضة أن قوات الأمن الإيرانية تقوم بتفريق التظاهرات من خلال مهجمة المتظاهرين بعنف.

مواطن أضرم النار بنفسه

إلى جانب الاحتجاجات، يدفع اليأس الاقتصادي المتزايد الإيرانيين إلى القيام بأفعال يائسة. ففي زنجان، أكد رئيس البلدية أن أحد عمال البلدية أضرم النار في نفسه في مقر عمله بعد تجاهل مطالبه المتكررة بالحصول على مستحقاته المالية وأمانه الوظيفي. وقد فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بإصاباته.

النظام يواجه أزمة متفاقمة

تعكس الموجة الأخيرة من الاحتجاجات تصاعد الأزمة داخل النظام الإيراني، الذي يكافح لاحتواء الغضب الشعبي المتنامي. وبينما يركز النظام على بقائه بدلاً من معالجة الأزمات الاقتصادية، تتحرك المزيد من شرائح المجتمع ضد الفساد وسوء الإدارة. ومع تدهور الأوضاع المعيشية وتصاعد القمع، يجد النظام نفسه في مواجهة تحدٍّ متزايد أمام شعب مصمم على استعادة حقوقه.

وأمس اعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم إنها فرضت عقوبات على وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد وبعض السفن التي ترفع علم هونغ كونغ، وتشارك في أسطول ظل يساعد إيران على إخفاء شحناتها من النفط.

وذكرت الوزارة في بيان أن باك نجاد “يشرف على تصدير نفط إيراني بعشرات المليارات من الدولارات، ويخصص للقوات المسلحة الإيرانية كميات من النفط بمليارات الدولارات لتصديرها”.

واشارت وزراة الخزانة الى إنها فرضت عقوبات أيضا على مالكي أو مشغلي السفن، التي سلمت نفطا إيرانيا إلى الصين أو نقلته من المخازن هناك. وأوضحت أن هؤلاء في دول متعددة، من بينها الهند والصين.