اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
أميرة بن طرف -
خرج مؤتمر «تطوير التعليم من التلقين الى الابداع.. نحو نموذج التعليم الفنلندي» بـ15 توصية، لتطوير التعليم في البلاد، ابرزها تبني نموذج التعليم التفاعلي واعادة هيكلة المناهج الدراسية والتركيز على رفاهية المعلم والطالب.
واجمع المشاركون في المؤتمر الذي نظمه الاتحاد العام لعمال الكويت بالتعاون مع شركة الصناعة والتكنولوجيا، امس، في مكتبة الكويت الوطنية، على التوصية بتمكين المعلم وتطويره مهنيا وتفعيل التعليم القائم على المشاريع وتقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل الى جانب توصيات اخرى.
وأكد المتحدثون أن المستقبل يُبنى بتعليم قائم على الإبداع والابتكار، مشددين على ضرورة تطوير التعليم وربط مخرجاته بسوق العمل.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة الصناعة والتكنولوجيا الشيخ يوسف العبدالله الصباح، في كلمة له في افتتاح المؤتمر، ان التعليم والقراءة ركيزة اساسية منذ بداية الدعوة الاسلامية لتتأسس امة قائمة على الفكر والبحث والمعرفة، مؤكدا ان التعليم ليس ترفا او خيارا اضافيا، بل هو اصل الرسالة واساس الحضارة.
وبين الصباح ان عنوان المؤتمر عميق، وليس مجرد شعار اعلامي، بل يجسد تحولا جذريا في فلسفة التعليم للانتقال من تعليم يكرر إلى تعليم يفكر ومن حفظ إلى فهم ومن تلقين إلى ابتكار، معتبرا ان الكويت سبقت عصرها في إدراك قيمة التعليم منذ ما يقارب من 115 عاما بإطلاق أولى خطوات التعليم النظامي بتأسيس المدرسة المباركية في البلاد، لتأكد الكويت منذ ذلك الحين أن النهضة تبدأ من العقل وأن التعليم ليس خيارا، بل هو العمود الفقري لبناء الدولة الحديثة.
واشار الى ان الاهتمام بالتعليم اليوم تحول إلى مسيرة تمكين وطني طموح، حيث تعاقبت القيادات الوطنية الحكيمة التي جعلت التعليم محور الدولة الحديثة، حيث تواصل القيادة السياسية هذه المسيرة الوطنية الراسخة.
تغيرات متسارعة
واعتبر الصباح ان العالم سريع التغير، بالتالي فأبناؤنا لن ينجحوا غدا بأدوات الأمس، بالتالي اصبحت الحاجة ملحة لتعليم قائم على الابتكار والتحليل والمناقشة والابداع.
وتطرق للنموذج الفنلندي في التعليم، مبينا ان هذا النموذج الذي جعل الطالب محور العملية التعليمية ورفع مكانة المعلم وخلق بيئة آمنة ومحفزة، مبينا ان التجربة تستحق ان نستلهم منها ما يساعدنا في صناعة نموذج كويتي خليجي يليق بقيمنا وهويتنا وتطلعاتنا، مشيرا إلى انه لتحقيق ذلك لا بد من ترسيخ مهارات التفكير النقدي والتحليل العميق، فالعالم اليوم لا يريد من يحفظ الاجابة، بل من يصنعها ويربط الافكار بعضها ببعض.
وبين الصباح ان العالم يشهد تغيرات تكنولوجية، يظهر خلالها انترنت الاشياء والتواصل الاجتماعي والبرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني كأحد أكبر ركائز التربية الحديثة، معتبرا ان هذه التخصصات لم تعد تخصصات نخبوية ولا علما محصورا في الجهات التقنية، بل أصبحت ثقافة حياتية وضرورة وطنية، مؤكدا اننا نريد أن نعلم أبناءنا كيف يحمون هويتهم الرقمية وكيف يتعاملون بوعي مع المعلومات.
واشار الى ان الكويت رغم امكاناتها الكبيرة لا تزال في التصنيفات الدولية في المراتب المتوسطة، تربويا، قياسا بدول الجوار، معتبرا ان هذه المؤشرات لا يجب ان تحرجنا فالدول لا تتقدم بالانكار، بل بالاعتراف والتصحيح.
وفي كلمة له ضمن محاور المؤتمر، تحدث عن ضرورة بناء عقول قوية، عبر مواءمة المدارس مع متطلبات جامعات ايفي ليغ واكسفورد وكامبريدج.
واعتبر الصباح ان اغلب المدارس تركز على التعليم الاكاديمي، وهناك ضعف في الارشاد الجامعي والمهني، وقلة في المدارس التي توفر دعما شاملا للقبول الجامعي، لافتا إلى ان الدرجات الاكاديمية وحدها لم تعد كافية، حيث ان الجامعات تبحث عن طالب متكامل الشخصية. وبين ان الواقع يشير الى قلة في عدد المقاعد في الجامعات المرموقة وزيادة في اعداد المتقدمين، ما يعني منافسة شديدة على هذه المقاعد، مؤكدا ان الجامعات الكبرى تنظر لما هو ابعد من الدرجات كمهارات القيادة والابتكار والمسؤولية المجتمعية والابداع والتفوق الرياضي.
النظام الفنلندي
بدوره القى سفير جمهورية فنلندا في قطر والكويت، جوها موستونين، كلمة في الافتتاح، اكد خلالها ان الاستثمار في التعليم جزء من القصة الفنلدية في التحول الى بلد متطور تكنولوجيا.
وبين ان النظام الفنلندي اعطى المعلمين استقلالية مهنية ومنحهم الثقة، مشيرا إلى ان التعليم الفنلندي يولي المساواة قيمة مهمة باعتبارها اداة من اجل ضمان الاستفادة من كامل الطاقات، مضيفا انه لا توجد اختبارات مقننة وقياسية، بل تقييم فردي من المعلمين للطلبة.
وبين ان في النموذج الفنلندي الطالب يستمتع بوجوده في المدرسة من خلال الانشطة، مقدرا ان متابعة النقاشات لاصلاح التعليم في الكويت اظهرت الرغبة بجعل الطلبة محور التطوير في العملية التربوية.
من جهته، قال رئيس الاتحاد العام لعمال الكويت، صباح العقاب، ان المؤتمر يأتي في اطار المبادرات الوطنية الداعمة لتوجهات الدولة، في تطوير المنظومة التعليمة، معتبرا ان المؤتمر يأتي ضمن رؤية الاتحاد العام في تعزيز دوره المجتمعي والمساهمة الفاعلة بدفع عجلة تطوير التعليم من خلال تبني افضل الممارسات والنماذج العالمية، وبمقدمتها النموذج الفنلندي.
وقال العقاب ان الاتحاد يثمن جميع الجهود الحكومية المبذولة في تطوير التعليم وبمقدمتها تعديل المناهج التعليمية ومواكبتها مع متطلبات المجتمع، مضيفا ان اختيار العنوان يعكس الايمان العميق بأن تطوير التعليم هو المفتاح الحقيقي لبناء المستقبل، عبر الانتقال من الاساليب التقليدية الى الاساليب التي تعتمد على الابداع والتفكير النقدي. واضاف ان التعليم لا يبنى فقط داخل الفصول، بل هو مشروع وطني يجب ان تتكاتف خلاله جميع المؤسسات، بما فيها الاتحادات والنقابات العمالية التي ترى في تطوير التعليم ركيزة اساسية في بناء انسان واع.
العبدالله: برنامج متكامل للقبول في «إيفي ليغ وأكسفورد» بالرياض
قال رئيس مجلس ادارة شركة الصناعة والتكنولوجيا الشيخ يوسف العبدالله الصباح: في مدرستنا الجديدة في الرياض نقدم برنامجا متكاملا للقبول في ايفي ليغ واكسفورد ودعم اكاديمي وقيادي لتعزيز ملف الطالب، فضلا عن الاختبارات اللازمة للوصول للمنافسة العالمية، حيث يتخرج طلاب المدرسة مستعدين للجامعات العالمية.
7 مرتكزات للتعليم الفنلندي
تحدث عميد كلية العلوم الادارية في الجامعة الدولية بالكويت د.فيصل المناور، عن فلسفة التعليم الفنلندي ومقارنته بالانظمة التقليدية، لافتا إلى ان التجربة الفنلندية تمثل تجربة عالمية لتعليم انساني متوازن، اذ تقوم على رؤية شمولية تجعل الطالب محور العملية التعليمية، بينما تعتمد الانظمة التقليدية على التلقين ومركزية المعلم.
واشار الى ان التعليم الفنلندي قائم على 7 مرتكزات هي الانسان، العدالة، الثقة، التعليم للحياة، التكامل، الرفاهية والاستقلالية، مشيرا إلى ان ابرز التحديات التي تعاني منها انظمة التعليم التقليدية هي ان طرق التعليم تقوم على التلقين وضعف الجرعة التعليمية القائمة على تعزيز المهارات العلمية والحياتية لدى الطالب، وضعف استقطاب المهارات العالية في التدريس.
توصيات تعليمية
1 - تبني نموذج التعليم التفاعلي
2 - إعادة هيكلة المناهج الدراسية
3 - التركيز على رفاهية الطالب والمعلم
4 - تمكين المعلم وتطويره المهني
5 - تفعيل التعليم القائم على المشاريع
6 - تقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل
7 - دعم استقلالية المدارس
8 - تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم
9 - نشر ثقافة التقييم النوعي
10 - إشراك الاتحادات والنقابات العمالية والمجتمع المدني في دائرة صنع القرار
11 - بناء بيئة تعليمية جاذبة
12 - تصميم برامج تعليمية مرنة
13 - ربط التعليم بالتنمية المستدامة
14 - تعزيز أساليب التقييم التي تقيس التفكير والتحليل
15 - تعزيز دور أولياء الأمور والمجتمع


































