اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
أكد المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، د. حسن الفجام، أن الهيئة تواصل مهامها ومسؤولياتها الكبيرة لتحقق الغرض من إنشائها، وهو «توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية، وتلبية احتياجات التنمية في البلاد»، مشيرا إلى أن الكليات والمعاهد التدريبية والدورات الخاصة تساهم في إمداد سوق العمل بما يقارب 10 آلاف خريج سنوياً، مؤهلين بالمعارف والمهارات اللازمة والكفاءة، التي تمكنهم من إتقان أعمالهم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم ، في حفل تكريم المتفوقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي 2023 ـ 2024، الذي أقيم برعاية وحضور سمو أمير البلاد، على مسرح ديوان عام الهيئة الجديد في منطقة الشويخ.
وخاطب الفجام سمو الأمير في كلمته قائلا: يسعدني في مستهل هذا الحفل المبارك، وبأسمى آيات التقدير والاحترام، أن أرحب بتشريف سموكم للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، حيث إنه يعبّر عن دعمكم اللامحدود للهيئة، الذي له أبلغ الأثر في دفع مسيرتها نحو التميز والريادة.
وسام فخر
وقال الفجام: إن الهيئة تثمّن عاليا هذه المكرمة الأميرية السامية، فحضور سموكم يعد وسام فخر على صدورنا، وموضع اعتزاز لجميع منتسبي الهيئة، وذكرى خالدة في وجدان أبنائكم الخريجين وبناتكم الخريجات، وبصمة دائمة في حياتهم أبداً لا تغيب، وتعبّر عن بالغ حرص سموكم على مشاركة فرحة الآباء والأمهات بتفوق أبنائهم.
وتابع مخاطباً سمو الأمير: إن حضوركم اليوم يمثل للهيئة وصول السحاب، الذي يحمل الخير، ويمنح ظله الطمأنينة والاستقرار، وينزل ماء طيبا على أرض الهيئة، فتنبت شجرة طيبة، تثمر الهمة والعزيمة والمثابرة للعمل على تقدم وازدهار الهيئة، ويدوم أثرها طوال العام، وحتى لقائنا بسموكم في العام المقبل بإذن الله، وأنتم بموفور الصحة والعافية.
ومضى إلى القول: احتراماً لوقتكم الثمين، وإجلالاً لمقامكم الكريم، سأمضي في حديثي على جناح الاختصار، وأختزل الحديث كما تختزل القصيدة في بيت، وأضع بين أيديكم شيئاً من إنجازات الهيئة، وإن كان كل إنجاز يحمل في طياته الكثير من العطاء.
كفاءات وطنية
وأشار الفجام إلى أنه تماشياً مع خطة التنمية ورؤية الكويت، بادرت الهيئة وسعت وبالفعل، من إعداد الخطة الاستراتيجية الخمسية انتهت، ومن مجلس الإدارة اعتمدت، حيث شملت 4 غايات، وتفرعت منها أهداف ومبادرات، لنحقق بها الرؤية والرسالة والطموحات.
وقال: ولأن العمود الفقري للنجاح هو العنصر البشري، فقد استحوذ على أهداف ومبادرات، الغاية الأولى لنحقق الوصول إلى إعداد كفاءات وطنية حرفية ومهنية تتناسب مع متطلبات سوق العمل، تفكر بابتكار، وتعمل بمهارة، وتدير بإبداع، لتساهم في تحقيق أهداف الخطط التنموية للدولة.
وذكر الفجام أن الهيئة تحتضن نحو 59 ألف طالب وطالبة، وتستشعر جسامة المهام الملقاة على عاتقها، فتقوم باستمرار بتطوير المناهج الأكاديمية والبرامج التدريبية وتحديث الورش والمختبرات، لخلق توازن بين المعارف والمهارات للوصول للكفايات المطلوبة لسوق العمل لتحقيق التميز في شتى المجالات.
وبيّن أن التميز في الأداء المؤسسي في الهيئة كان محور الغاية الثانية، حيث تم ترسيخ مفاهيم الحوكمة المؤسسية والرقمية بين منتسبيها، وشرعت في تفعيلها ضمن ممارسات العمل اليومي في الإدارة، حتى باتت الهيئة من بين المراتب المتقدمة في تطبيق إجراءات الحوكمة بين المؤسسات الحكومية.
تصنيف عالمي
ولفت الفجام إلى أنه كان لرفع المكانة الدولية للكويت مكان في وجدان الهيئة، التي حصلت كلياتها ومعاهدها على اعتمادات مؤسسية وبرامجية وشهادات في الجودة من منظمات محلية وعالمية، وما زالت الهيئة تستكمل مسيرتها، التي تعد قفزات للصعود للقمة، ووسيلة للتصنيف العالمي.
وأوضح أن التميّز في البحث والابتكار كان الغاية الثالثة، فسعت إليه الهيئة بخطى ثابتة وأسلوب بناء وروح متجددة، عبر تنمية القدرات البحثية لأعضاء هيئتي التدريس والتدريب، من خلال تطوير اللوائح والقرارات المتعلقة بالأبحاث، ليكون البحث العلمي مساهماً في إيجاد الحلول التطبيقية المناسبة للعديد من المشكلات والتحديات، التي تواجهها مؤسسات الدولة المختلفة.
وتابع: ولأن التنمية الوطنية هي الوقود المحرك للأوطان، فلم تغفل عنها الخطة، فقد كانت هي الغاية الرابعة من خلال ترسيخ ثقافة العمل التطوعي بروح واعية وهمة نبيلة في المجالات الإنسانية والبيئية في نفوس جميع منتسبيها، لنعزّز مفاهيم الاستدامة البيئية صوناً لموارد الكويت الطبيعية، ولبناء بيئة خضراء نقية وجميلة.
ووجّه الفجام خطابه إلى سمو الأمير قائلاً: إن رؤيتكم وتوجهاتكم الحكيمة وإيمانكم بأن بناء الإنسان الكويتي هو الركيزة الأساسية لبناء الوطن، كانت ومازالت نبراساً نهتدي بها في الهيئة، حيث نعزز في طلبتنا أن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالأخلاق، وأن التقدم الحقيقي لا يقاس بالمؤهلات وحدها، بل بمدى تمسك الإنسان الكويتي بمبادئ دينه، واعتزازه بوطنه، واحترامه لتراثه وأعرافه وتقاليده الكويتية الأصيلة، لتبقى الكويت بإذن الله منارة للمعرفة، ورمزاً للحضارة، حاضرة بتأثيرها، فاعلة بمكانتها في المحافل الخليجية والإقليمية والدولية.
حصاد مبارك
وإذ خاطب الفجام آباء وأمهات الطلبة الخريجين بقوله: «نعلم أن وراء كل خريج ناجح قلباً داعماً وسنداً ثابتاً، وأسرة احتضنت الأحلام، وسهرت على تحقيقها، فهنيئاً لكم هذا الحصاد المبارك»، وجّه كلمات إلى الخريجين والخريجات قائلاً: نفخر بكم، والكويت اليوم تنظر إليكم بأمل كبير، فأنتم الجيل القادر على صناعة مستقبلها المشرق، فكونوا كما عهدناكم قدوة في الأداء، متألقين في العطاء، ملتزمين بالأخلاق والمبادئ، محافظين على الوحدة الوطنية، مؤمنين بأن كل عمل صادق مهما كان صغيراً هو لبنة في بناء هذا الوطن الغالي، وتذكروا دائماً أن الله أعزنا بالإسلام، ثم من علينا بالكويت وطناً آمناً، وحبانا بحكام حكماء رعوا البلاد واعتنوا بالعباد، ميزانهم العدل، ونهجهم الحصافة في إدارة الدولة، فازرعوا في قلوبكم وقلوب من حولكم المحبة والوفاء لهم ولهذا الوطن الغالي، فإن الكويت تستحق أن نفديها بالروح، ونبذل من أجلها كل عزيز ونفيس.
فيلم وثائقي
شهد الحفل عرض فيلم وثائقي حمل عنوان «من التعليم إلى التطبيق».