لايف ستايل
موقع كل يوم -ياسمينا
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
تعتبر المعايير الجمالية رمزًا للثقافة، وتتأثر بالتاريخ والتقاليد الثقافية، وهذا يعني أن معايير الجمال قد تختلف كثيرًا حسب الثقافة التي يتم تقييمها، لكننا اليوم يبدو أننا نعيش في عصر مغاير لمفاهيم الجمال. ومن هنا، كنا قد أخبرناكِ عن الموضة المستدامة في الشرق الأوسط: كيف تفكر العلامات التجارية بطريقة إبداعيّة؟
انطلاقًا من انتشار عمليات التجميل بكثرة في الآونة الأخيرة، يبدو أننا نقف أمام أسئلة لا بد من طرحها بشدة: هل من تعريف محدّد للجمال؟ وما العوامل التي تؤثّر في هذا المفهوم ومن يحدّد معاييره؟
كيف نشأت المعايير الجمالية في المجتمع؟
تعتبر معايير الجمال المثاليّة متبدّلة مع التطوّر الزمنيّ، ومن ثقافة إلى أخرى. بفضل الاستعمار الغربيّ، أصبحت معايير الجمال الأوروبيّة أساساً ومعترفاً بها عالميّاً. هذه المعايير، هي نتاج مجتمع رأسماليّ، متعصّب للبشرة البيضاء. ظهرت فكرة البشرة البيضاء خلال القرن الخامس عشر تقريباً، حين انتقل المستعمرون إلى إفريقيا، آسيا وأميركا اللّاتينية، معتبرين أنّها الأفضل، كونها دليلاً على الرفاهية الاقتصاديّة والتحصيل العلميّ. كذلك الحال في المجتمعات المصريّة، اليونانيّة والرومانيّة… باختصار، للون البشرة دلالات طبقيّة. حتى اليوم، لا تزال عقليّة المستعمر مسيطرة، ما انعكس أيضاً على عالم الموضة. وفي سياق الحديث عن الموضة، سبق وأن أخبرناكِ عن هل تستحق هذه القطعة الفخمة سعرها؟ إليكِ الحقيقة الكاملة!
معايير الجمال عند الفراعنة
غالباً ما تصور النساء في الفن المصري بخصر نحيل وأرداف ضيقة وصدر مرتفع، بالإضافة للشعر الأسود والبشرة الذهبية، وقد وضع الرجال والنساء على حد سواء الكحل الأسود الثقيل الذي كان يضاعف للحماية من أشعة الشمس، ثم تبدلت فيما بعد لتصبح المرأة ذات الوركين الممتلئين والصدر الواسع، هي المفضلة، كان هذا لأن الرجال اعتقدوا أن الممتلئات السمينات ذوات الشفاه الممتلئة، والرموش الملتفة مثل عين الثور، والقزحية السوداء الواسعة، أقل عرضة للمشاكل خلال فترة الحمل.
واستخدمت النساء المصريات الكحل لخلق عيون مثيرة ، كما كان ماء الورد شائعاً للغاية في العناية بالبشرة ولا يزال يستخدم حتى اليوم في معظم المنظفات، ذلك لأن ماء الورد أثبت فعاليته على تقليل التجاعيد، وشد المسام، كما تنبعث منه رائحة لاتصدق ! استخدم المصريون عجينة حمراء لتلوين شفاههم وخدودهم، وحرقوا اللوز لتلوين حواجبهم، والزعفران كظل للعيون، كان لدى كل امرأة علبة مكياج خاصة بها .
كما استخدم المصريون النحاس، للبشرة، فكما هو معروف فوائد النحاس على الجلد كثيرة من بينها أنه يساعد على التئام الجروح والندوب، وله خصائص مضادة للشيخوخة.
معايير الجمال في الستينات
كانت الستينات وقت كسر الحدود والسماح للمرأة بالسيطرة على حياتها، أصبح من الشائع أن ترتدي النساء البنطلونات والتنانير القصيرة وحتى البلوزات الشفافة.
اشتهر الشعر الأشقر بالفراولة في الستينات، لاسيما بين نجوم هوليوود مثل بريجيت باردو، كانت حمالات الصدر أيضاً شائعة للغاية خلال هذه الفترة شجع هذا النساء على رفع صدورهن، بحيث يشبهن صدور نجوم السينما، مثل مارلين مونرو، ستذهب النساء إلى أبعد الحدود لتحقيق هذا الشعر الأشقر المثالي، قامو بتبيييض شعرهم عدة مرات حتى يصبح لامعاً بدرجة كافية، ثم استخدموا الشامبو الوردي للحفاظ على اللون لفترة أطول، كما أصبحت عبارة الكبير أفضل عبارة شائعة خلال هذا الوقت، تم توضيح هذه الفكرة من خلال زيادة شعبية الثدي الأكبر حجماً، كانت النساء يرتدين حمالات الصدر ولا يغادرن المنزل بدون حزام لإظهار شخصياتهن المتعرجة.
معايير الجمال في الوقت الحاضر
في الوقت الحاضر تتغير معايير الجمال، يمكن للمرأة ارتداء ماتريد، وصبغ شعرها بألوان مختلفة ، والحصول على وشم متعدد، إذا كان مستوحى من المشاهير، مثل ريهانا أو أنجلينا جولي، لم يعد هناك شكل مثالي للجسم، تشعر المرأة بالحرية في احتضان جسدها.
ولم تعد المرأة تتعرض للضغوط لتغيير مظهرها بسب معايير الجمال، يعتقد الكثير من الناس أن وسائل الإعلام لم تعد تركز بشكل كاف على المظهر الأنثوي، ومع ذلك هذا لايعني أن الصناعة والمجتمع قد توقف عن الضغط على النساء لتبدو وكأنهن من المشاهير.
بمجرد اختفاء أحد معايير الجمال، يظهر معيار آخر مكانه، بغض النظر عن التقدم الذي يحرزه العالم لتمكين المرأة، ستكون دائماً هناك معايير جمال جديدة يتم الضغط عليها لاتباعها، في الواقع أنشأت الثقافة الغربية طريقة للتعامل مع هذا، يتم تشجيع النساء على البقاء ضمن القاعدة، لكن لا ينبغي أن تشعر بأنها مقيدة بها،
إنه أكثر من مجرد ملابس ومكياج إن معيار جمال المر أة تشمل شخصيتها وسلوكها، وكيف أنها تعرف نفسها ، وربما أن تكون ذكية وفضولية وطموحة ومرنه، بمعنى آخر أن تكون قوية جسدياً وعاطفياً.
عامة بإمكانك اليوم أن تختاري الشكل الذي ترغبين أن تكوني عليه، لأنك بجميع المقاييس أنت جميلة ، ولكن مع مزيد من الثقافة والإنطلاقة القوية والثقة بالنفس، كوني جميلة عزيزتي كيف شئت!
في الختام، تعرّفكِ على أبرز الحيل التي يمكنكِ اتّباعها مع مختلف تصاميم الملابس التي تحصلين من خلالها على أجمل الإطلالات.