اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
مبادرة الفراية تأتي وسط أجواء من النقاش والجدل، وهي خطوة أطلقها وزير الداخلية مازن الفراية بهدف معالجة بعض المظاهر الاجتماعية التي باتت مبالغًا فيها في المناسبات مثل الأفراح والعزاء. تضمنت المبادرة تقليص بيوت العزاء ليوم واحد وتحديد المهور وتقليل عدد المدعوين في حفلات الزفاف، وذلك في إطار مسعى لتنظيم الشؤون الاجتماعية وتخفيف العبء الاقتصادي عن المواطنين، إلى جانب تعزيز قيمة البساطة.
رغم محاولتي اجتناب الحديث عن هذه المبادرة، إلا أن التصريحات المتباينة واللغط الذي دار حولها دفعني للتعبير عن رأيي. ظهور بعض الأطراف التي اختارت النقد الحاد أو التشكيك في مواقف الوزير والوزراة، بدلاً من الحوار البناء، يُثير التساؤلات حول غياب رغبتهم في مناقشة المبادرة بموضوعية. في المقابل، شهدنا تحفظ البعض الآخر بحجة الدفاع المبالغ فيه عن هوية العشائر، متجاهلين حقيقة أن الوزير نفسه ينتمي إلى عشيرة جنوبية تُجسد الولاء للوطن وقيمه مثل أي أردني أصيل.
ما يستوجب التركيز هنا ليس مجرد الدفاع عن وزير الداخلية كشخص، بل دعم المبادرة التي وجدت تأييدًا شعبيًا ملموسًا، ظهر جليًا في توقيع الوثائق العشائرية المؤيدة خلال الأشهر الماضية. إن الهجوم الشخصي والتشكيك بوطنيته أو نيّته لا يبدو منطقيًا، خاصة أن المبادرة تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة والتخفيف من أعباء المجتمع الاقتصادية والاجتماعية.
هذه الخطوة تستحق أن نتعامل معها بنضج فكري ووعي بأهميتها؛ فهي ليست محاولة لعزل الوزارة عن الشعب، بل تأكيد على دورها في معالجة قضايا اجتماعية متعمقة بتأثيراتها. وبالتالي، فإن التوجه الذي شملته المبادرة يعكس نوايا إيجابية تستحق الإشادة.
على الجميع تجاوز نهج النقد غير البناء والابتعاد عن إثارة الانقسامات. كلنا أبناء هذا الوطن الذي يستحق أن نتكاتف لنوحد جهودنا من أجل مستقبل أفضل للجميع.