اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
مبادرة صحية للصحفية أمل التميمي أمام الحكومة
جانتي نورالدين ابزاخ
عندما كنت أتولى إدارة التدريب في وكالة الأنباء الأردنية، اقترحت الزميلة الصحفية أمل التميمي استضافة طبيب مختص في العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لتقديم ورشة حول الوقاية من أمراض العمل المكتبي. وقد تركت الورشة، بعد تنفيذها، أثراً طيباً لدى المشاركين. واتفقنا حينها مع أخصائي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الدكتور حسن الطريفي على تنظيم ورشة أخرى، إلا أن جائحة كورونا ألزمت الجميع بيوتهم، كما أنني غادرتُ إدارة التدريب إلى موقع آخر.
ومؤخراً استعدنا الحديث عن تلك الورشة، لكن النقاش اتخذ هذه المرة منحى مختلفاً؛ إذ تجاوزنا فكرة عقد ورشة جديدة نحو هدف أوسع وطموح أكبر، يتمثّل في الوصول إلى كل موظف يعمل عملاً مكتبياً في القطاعين العام والخاص، وفي مختلف المستويات الوظيفية.
إن متلازمة العمل المكتبي هي مجموعة من الأعراض العضلية والهيكلية والاضطرابات الصحية الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير سليمة. وتشمل هذه الأعراض آلام الرقبة والكتفين والظهر، والصداع، ومشاكل الرؤية، ومتلازمة النفق الرسغي، وغيرها. وعلى الرغم من أنها ليست أمراضاً قائمة بذاتها، إلا أن إدراكها مبكراً والوقاية منها يسهمان في الحدّ من مخاطر الإصابات الناجمة عنها.
وتُصيب هذه المتلازمة شريحة واسعة من العاملين في مختلف القطاعات، إذ قد يجد الموظف الذي يبدأ نهاره وينهيه أمام المكتب نفسه يعاني من مشكلات صحية لا يعي متى بدأت ولا إلى أين قد تنتهي. وإذا لم يُدرك الأمر في وقت مبكر، فقد تتفاقم المضاعفات لتصل إلى أمراض مزمنة تحتاج إلى فحوصات مكلفة أو علاج طويل، وربما جراحة، في حين يمكن الوقاية من معظم هذه المشكلات عبر الوعي والتثقيف الصحي وممارسة بعض التمارين البسيطة.
وقد أدركت بعض الدول أهمية الوقاية من متلازمة العمل المكتبي، واعتبرتها جزءاً من الرفاه الإداري ومسؤولية رئيسية للمؤسسات تجاه العاملين لديها، لما لهذا الدور من أثر إيجابي مباشر على صحة الموظف وأدائه. ولهذا الغرض، أصدرت عدداً من الأدلة الإرشادية الخاصة بالوقاية من هذه المتلازمة.
ومن هنا، اضع أمام رئيس الوزراء ووزير الصحة المبادرة التي طرحتها زميلتي الصحفية أمل التميمي، والمتمثلة في إعداد دليل إرشادي وطني للوقاية من متلازمة العمل المكتبي، يهدف إلى التعريف بخطورتها والمشكلات الصحية المرتبطة بها وطرق الوقاية منها.
إن إعداد هذا الدليل سيشكّل مساهمة مهمة في مسار التحديث الإداري، ومبادرة صحية وطنية تنعكس آثارها إيجاباً على صحة الموظف وإنتاجيته وتوفير بيئة عمل آمنة في المؤسسات ، فضلاً عن دورها في خفض الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية.
كما أن هذه المبادرة ستوفّر فرص عمل مهمة لأخصائيي العلاج الطبيعي والتأهيل، إذ إن إعداد الدليل سيتطلب تنفيذ ورش عمل ودورات تدريبية في القطاعين العام والخاص.
أخيراً، آمل أن تحظى مبادرة الزميلة الصحفية أمل التميمي بالرعاية والاهتمام اللازمين من قبل أصحاب القرار .












































