المراوغة الإسرائيلية في مفاوضات وقف إطلاق النار

#المراوغة #الإسرائيلية في #مفاوضات #وقف_إطلاق_النار

#خولة_كامل_الكردي

لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، انتهاج أسلوب المراوغة والمكر في مباحثات وقف الحرب على قطاع غزة، ففي مفاوضات سابقة استطاع نتنياهو أن يفشل كل جهود الوسطاء لرأب الصدع لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى ووقف نزيف الدم الحاصل في قطاع غزة، في كل مرة يضع العراقيل والحجج الواهية، سعياً لعدم إتمام أي صفقة تنهي الحرب، والتي سيكون مآلها محاكمته وانهاء حياته السياسية في السجن.

وعلى ذات السياق المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، تحاول الأطراف الوسيطة المتمثلة بقطر ومصر إبعاد شبح حرب لانهائية، يسعى إلى تنفيذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزرائه المتطرفين بن غفير و سموتريتش، وبالرغم من الانتقادات التي تواجهها حكومته من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين و من المعارضة الإسرائيلية، التي تنادي بضرورة إتمام صفقة لعودة الأسرى ووقف الحرب على غزة، ولا تخلو من مصالح حزبية وكتل سياسية للمعارضة، وفي حقيقة الأمر لو كان الحل والعقد بيد المعارضة، لربما قامت بما قام به نتنياهو، لكن الحسابات السياسية الخالصة، تدفع المعارضة ورؤوسها كبني غانتس و لابيد و يائير غولان بالوقوف في وجه نتنياهو و تكيل الاتهامات له في الإخفاق في درء عملية السابع من أكتوبر، وتوجه له المسؤولية المباشرة عن الفشل في القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وتعريض الاقتصاد الصهيوني إلى ضربات قوية وإلى مستويات غير مسبوقة من الانخفاض والتراجع، سيما وقد أيدت تلك المعارضة حكومة نتنياهو في حرب ١٢ يوماً ضد إيران، حيث طالبته بضرورة تدمير البرنامج النووي الإيراني.

وعلى المقلب الآخر، شرق أوسط جديد شعار نتنياهو من وراء حروبه المتواصلة على قطاع غزة، ولبنان وسوريا وإيران، والتحذير من انعدام الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتصاعد على ألسنة مسؤولي الأمم المتحدة وحكومات المنطقة العربية والدولية، وعقب أن استبشر أهل غزة والعديد من شعوب العالم الحر، بإبرام صفقة تبادل الأسرى و إنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، خرج نتنياهو على الإعلام ليصرح بأن حماس هي من تحاول إفشال المفاوضات، زاعما أنه وافق على صفقة ويتكوف الأخيرة، والتي هي في الأصل صفقة إسرائيلية بأفكار ومقترحات نتنياهو المجحفة في حق أهل غزة.

و مع المأساة الإنسانية في غزة و التي يشهدها العالم، يواصل مجرم الحرب نتنياهو الفار من وجه العدالة، جرائمه السادية البربرية الممنهجة ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة، وقطع سبل الحياة عنهم لدفعهم إلى اليأس وترك أرضهم إلى خارج القطاع تمهيداً لعملية تهجيرهم.