اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
محللون: المرحلة الأولى من 'اتفاق غزة' تفوق سياسي للمقاومة #عاجل
اعتبر محللون سياسيون وعسكريون سبرت آراءهم اليوم الخميس، أن 'المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي دخلت مرحلة دقيقة ومفصلية، تتداخل فيها الحسابات السياسية مع الوقائع الميدانية'.
وأكد المحللون، أن 'هذه المرحلة تعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار الصراع، من المواجهة العسكرية إلى السجال السياسي، وسط محاولات دولية وإقليمية حثيثة لفرض معادلات جديدة وتثبيت التهدئة تمهيدًا للمرحلة المقبلة'.
وقال المحلل السياسي محمد القيق إن 'المرحلة الراهنة يمكن وصفها بأنها مرحلة (نعم على الطاولة ولا في الميدان)، حيث يسعى كل طرف لتحقيق مصالحه الخاصة. ففي المرحلة الأولى، يحاول الجميع إظهار استعدادهم أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقبول بالهدنة، وإثبات أنهم لا يشكلون عائقًا أمام مساعيه لنيل جائزة نوبل للسلام'.
وأضاف القيق أن 'المصالح (الإسرائيلية) تشكّل محورًا ثانيًا في هذه المرحلة، بينما يتمثل المحور الثالث في رغبة المجتمع الدولي بفرض حالة من الهدوء لتفادي تفجر الأوضاع'.
وأوضح أن 'الفلسطينيين لا يطالبون بأكثر من وقف إطلاق النار، فيما تبقى الكرة في الملعب (الإسرائيلي) لتحديد توقيت تحركها'.
وأشار إلى أن 'هناك تفاصيل حساسة لم تُناقش بعد، واكتفى الجميع حتى الآن بمباركة الاتفاق مؤقتًا إلى نهاية يوم الجمعة'.
لكنه توقع أن تبدأ بعد ذلك التصريحات السلبية ومحاولات تبادل الاتهامات، نظرًا لغياب التوافق على القضايا الجوهرية.
واعتبر أن هذه المرحلة مؤقتة وزمنية، ما لم يتدخل الوسيط التركي الجديد لترسيخ معادلة معينة.
كما لفت القيق إلى أن كلًّا من نتنياهو وترامب يمتلكان رؤية إقليمية محددة، في حين يبقى الحل السياسي للفلسطينيين خارج إطار هذه المرحلة، وهو ما تعكسه خطبهما الأخيرة في الأمم المتحدة.
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن 'اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى يؤسس لتحول نوعي في مسار الصراع، من الميدان العسكري إلى الطاولة السياسية، وهو ما سعت إليه المقاومة منذ اليوم الأول'.
وتابع: 'فقد أكد الناطق باسمها، أبو عبيدة، مرارًا أن الاحتلال لن يستعيد أسراه إلا عبر المفاوضات أو بتفتيش رمال غزة شبرًا شبرًا، وهو ما تحقق فعليًا'.
وأضاف أبو زيد ، أن نظرية 'لا وقف لإطلاق النار ولا دخول للمساعدات' انهارت بدورها، وجاء هذا الاتفاق في مرحلته الأولى منسجمًا مع رغبات المقاومة لا الاحتلال.
وأوضح أن هذا الصمود مهّد الطريق أمام الحل السياسي، مشيرًا إلى أن 'السابع من أكتوبر شكّل لحظة فارقة للمقاومة، إذ احتفلت به هذا العام بنجاح المسار السياسي الذي فرضته بشروطها'.
وتوقع أبو زيد أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تحمل شروطًا أكثر صعوبة، أبرزها ملف نزع سلاح المقاومة، ومستقبل قادتها، والانسحاب الثالث لقوات الاحتلال.
لكنه أبدى ثقته بقدرة المقاومة على المناورة الدبلوماسية في ملف السلاح، عبر طرح صيغة 'وضع السلاح' بدلًا من 'نزعه'، كما كان متوقعًا منذ بداية المفاوضات.