اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
الحقيقة الدولية- المحرر السياسي
تعقيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إخفاق جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة لم يكن مجرد تصريح عابر، بل بمثابة كشف فاضح للوجه الحقيقي للمخطط الإسرائيلي–الأميركي تجاه قطاع غزة..
فعندما قال ترامب بوضوح لافت: ان 'حماس تعرف ماذا سيحدث بعد استعادة كل الرهائن، ولهذا لا تريد التوصل إلى اتفاق!!', لم يكن يدلي برأي، بل أفشى – دون أن يقصد ربما – جوهر الاستراتيجية الخفية: تفاوض لأجل الأسرى، ثم استكمال حرب الإبادة على غزة بمجرد تحريرهم!
ترامب وعلى رؤوس الأشهاد، أكد أن الهدف الحقيقي من الحوار مع حماس لم يكن إنهاء العدوان أو الوصول إلى تهدئة دائمة، بل صفقة مشروطة، الغاية منها استرداد الأسرى ثم إطلاق يد الاحتلال مجددًا في القطاع المنكوب، ثم لم يترك مجالاً للتأويل حين قال صراحة: 'لا بد من القضاء على حماس.. سيتعين عليهم (الإسرائيليون) القتال وتطهير المنطقة'.
هذه ليست لغة سياسية!، بل حربية إباديّة بامتياز، تعكس بوضوح التواطؤ الأميركي مع استراتيجية الاحتلال القائمة على التدمير الشامل والتهجير القسري، تحت غطاء استعادة الأسرى.
ترامب، الذي تحدث عمّا سمّاه 'صعوبة إتمام الصفقة مع حماس حين تبقى عشرة أو عشرون رهينة'، رسم بيده ملامح مرحلة ما بعد استعادة الرهائن: لا تفاوض، لا وقف إطلاق نار، بل تصعيد مفتوح،
بل تجاوز ذلك ليقول: 'أعتقد أن حماس تريد الموت.. وهذا أمر سيء للغاية'.
بهذا التوصيف، يشيطن ترامب الحركة والمقاومة عموماً، ويمنح الاحتلال مبررًا أخلاقيًا مزعومًا لاستكمال حرب الإبادة بحجة أن الطرف الآخر 'يبحث عن الموت'، متجاهلًا أن من يُقتل ويُجوّع ويُحاصر هم ملايين المدنيين العزّل في غزة!!
ثم إن العبارات التي استخدمها ترامب مثل 'تطهير المنطقة' و'القضاء على حماس' ليست مجرد تعبير عن موقف سياسي، بل تبنٍ فاضح للخطاب الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لتحويل غزة إلى أرض بلا مقاومة، وربما بلا بشر.. ليكشف ترامب – عمداً أو غفلة – أن الأسرى ليسوا إلا 'بوابة مؤقتة' نحو استكمال مشروع المحو والتصفية، لا نحو تهدئة إنسانية أو سلام سياسي.
الحقيقة التي سقطت من لسان ترمب، في لحظة انفعال سياسي أو تهوّر لغوي ربما، كشفت حرفياً ما تخفيه تل أبيب لا ما يريد قوله ترامب: لا هدنة بعد الأسرى، بل نار مفتوحة على غزة حتى آخر طفل.
العجيب اليوم، أن المقاومة لم تفضح نوايا العدو، بل فضحها أحد أبرز حلفائه، وعلى الهواء مباشرة!