اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
البرغوثي: عودة الفلسطينيين إلى غزة ملحمة بطولية أفشلت مخطط التطهير العرقي إلى الأبد #عاجل
خاص – أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن مشاهد عودة الفلسطينيين إلى غزة بعد وقف إطلاق النار تمثل 'ملحمة وطنية عظيمة' وتجسد 'فشل مخطط التهجير والتطهير العرقي الذي سعت إليه حكومة الاحتلال خلال الحرب'.
وقال البرغوثي في تصريح خاص إن العودة والنزوح ارتبطا في الوعي الجمعي الفلسطيني منذ أكثر من قرن، وإن الفلسطينيين الذين استشهد بعضهم أثناء محاولتهم العودة إلى غزة قبل إعلان وقف إطلاق النار 'جسدوا الإصرار الأسطوري على البقاء في الوطن رغم الدمار الهائل'.
وأضاف البرغوثي أن النتيجة الأساسية للحرب هي فشل مؤامرة التهجير وفشل مغامرة التطهير العرقي، مشيرًا إلى أن 'إسرائيل استخدمت كل أدواتها الوحشية من تجويع وقصف وتجريف وقتل جماعي، لكنها لم تستطع كسر إرادة الشعب الفلسطيني'.
وأكد أن هذا الفشل يحمل بُعدًا استراتيجيًا دائمًا، إذ 'لن تستطيع إسرائيل بعد اليوم أن تكرر نكبة عام 1948، ولن تتمكن من إخراج الفلسطينيين من أرضهم مرة أخرى'.
وأوضح البرغوثي أن إسرائيل التي كانت تُقدّم نفسها للعالم كـ'دولة ديمقراطية وحامية للقيم الإنسانية' أصبحت اليوم منبوذة ومطلوبة للعدالة الدولية، قائلاً:
> 'نتنياهو سيبقى مطلوبًا لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب، بعد أن ارتكبت حكومته جرائم إبادة وتطهير عرقي في غزة'.
وأضاف أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي وهو 'تحويل غزة إلى ريفييرا خالية من الفلسطينيين'، بفضل صمود وبطولة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ورأى البرغوثي أن الحرب الإسرائيلية على غزة انتهت فعليًا بالفشل العسكري والسياسي، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال 'غير جاهز لتجديد الحرب الطويلة'، لكنه حذر في الوقت نفسه من 'مناورات أو هجمات محدودة قد يلجأ إليها نتنياهو لتغطية فشله الداخلي أو لصرف الأنظار عن أزماته'.
وأكد البرغوثي أن المرحلة الثانية يجب أن تبدأ فورًا بعد تسليم الأسرى الإسرائيليين، وتشمل إجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من قطاع غزة ورفض إقامة منطقة عازلة أو أي شكل من أشكال الاحتلال الجزئي.
ودعا إلى اجتماع وطني عاجل للفصائل الفلسطينية، ترجمةً لاتفاق بكين الذي نص على تشكيل حكومة وفاق وطني مستقلة مؤقتة لمدة عام تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية.
وشدد على أن 'الوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لإفشال أي محاولات خارجية لإدارة غزة أو فرض وصاية دولية عليها'، مؤكدًا أن 'الفلسطينيين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم دون وصاية أو تدخل أجنبي'.
وحذر البرغوثي من محاولات إسرائيل والولايات المتحدة تمرير فكرة 'نزع السلاح'، مؤكدًا أن ما يُطرح فعليًا هو محاولة لنزع المقاومة نفسها، وليس مجرد تنظيمها.
وقال:
> 'ما دام الاحتلال قائمًا، يظل حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل الأشكال مكفولًا بالقانون الدولي، والمقاومة المسلحة ليست استثناءً من هذا الحق'.
وشدد البرغوثي على أن دعم صمود أهالي غزة وإعادة بناء بيوتهم ومؤسساتهم الصحية والتعليمية يشكل جزءًا من المعركة، داعيًا الفلسطينيين والعالم إلى 'توجيه كل الجهود لإعادة الإعمار وتعزيز البقاء على الأرض'.
وأشار البرغوثي إلى أن أحد أهم أسباب فشل الهجمة الإسرائيلية هو الحركة التضامنية العالمية مع فلسطين، التي وصفها بأنها 'المارد الذي خرج من القمقم ولن يعود إليه'.
> 'ما شهدناه من مظاهرات بالملايين في أوروبا والعالم يفوق ما حدث أيام النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهذا الزخم يجب أن يستمر ويتصاعد لا أن يتراجع'
وأضاف أن هذه الحركة أجبرت نتنياهو وترامب على وقف الحرب، وأن تصريحات ترامب الأخيرة حول 'عزلة إسرائيل' تؤكد ذلك.
واعتبر البرغوثي أن الوحدة بين غزة والضفة هي مفتاح أي حل سياسي مقبل، مؤكدًا أن 'محاولات فصل المنطقتين تهدف إلى إضعاف إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة'.
وأضاف أن صيغة اتفاق بكين هي 'الأفضل لضمان وحدة النظام السياسي الفلسطيني ووحدة الموقف أمام العالم'.
وحذر البرغوثي من تصاعد هجمات المستوطنين الإرهابيين في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنهم يشكلون 'القاعدة الفاشية لليمين الإسرائيلي المتطرف'، لكنه أكد أن 'صمود الضفة لن يكون أقل من صمود غزة'، وأن 'ميزان القوى بدأ يتغير لصالح الشعب الفلسطيني'.
وفي ختام حديثه، قال البرغوثي إن مستقبل الحل السياسي يعتمد على الموقف الإسرائيلي والدولي، موضحًا أن حل الدولتين الحقيقي يعني إنهاء الاحتلال بالكامل وإزالة المستوطنات، وإلا فإن البديل هو 'دولة واحدة ديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات'.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني 'لن يقبل بدولة كاريكاتيرية بلا سيادة أو حق عودة'.












































