اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، 'تهميش' رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قضايا كبرى، مثل النووي الإيراني، وإدارة مستقبل سوريا، والعلاقات مع الحوثيين في اليمن، فضلاً عن القضية التي تمسّ إسرائيل مباشرة، وهي الحرب على غزة.
ومنذ شهر مارس/ آذار الماضي، بدأت المؤشرات على التباعد بين ترامب ونتنياهو، ليس في الكواليس فحسب، عندما كانت إدارة الرئيس الأمريكي تفاوض حركة حماس في الدوحة، بل أيضاً في البيت الأبيض وأمام وسائل الإعلام، عندما أعلن ترامب بجوار نتنياهو أنه سيبدأ مفاوضات مع طهران، ليدير الأخير بصره بعيداً، وتبدو عليه الدهشة.
وبعد شهرين من سياسة 'التهميش'، ترى صحيفة 'هآرتس' أن حملة ترامب على ستؤدي إلى تراجع نفوذ رئيس الوزراء داخلياً وخارجياً، معتبرة أنه سينتهي 'معزولاً' بشكل متزايد على الساحة العالمية، لكنها تحذر من أن إسرائيل بقيادة نتنياهو مهددة بفقدان 'جاذبيتها' في أروقة صنع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا، أما الأخطر فهو تردد دول في الشرق الوسط من التطبيع معها.
إقصاء رجل الحرب
أدرك ترامب منذ أيامه الأولى في ولايته الثانية أنه أمام رجل حرب، لا يكتفي فقط بـ 'تسخين' جبهات المنطقة، بل يريد إشعالها بقصف النووي الإيراني، وجرّ سوريا الجديدة إلى حرب عبر مواصلة التوغل في أراضيها الجنوبية، ثم ينتهك وقف إطلاق النار في غزة ويجدد الحرب التي تسبّبت بإرجاع الصراع عقوداً طويلة إلى الوراء.
في المقابل، يقدّم ترامب نفسه رجل سلام، وكان برنامجه الانتخابي قائماً على إطفاء الحرائق في العالم، من أوكرانيا إلى غزة، وبعد أيام قليلة من اندلاع صراع مقلق بين الهند وباكستان، التزم الطرفان 'النوويان' لوساطة البيت الأبيض وأنهيا تصادمًا كان ينذر بحرب طويلة.
لكن أمام طموح ترامب الكبير بالحصول على 'نوبل السلام' يصطدم برجل الحرب الذي يريد لها أن تطول من أجل 'نصر رمزي'، كما تقول 'هآرتس' التي ترى أن عملية اغتيال القائد البارز في حماس، محمد السنوار، هدفها تأجيج الحرب، وهي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي.
السقوط
'سيسقط إلى الأرض بعدما حلّق عاليًا'، هكذا كتبت وكالة 'أسوشيتد برس'، قبل أشهر عن نتنياهو، واليوم مع حملة الرئيس الأمريكي ضده، فإن مشكلات رئيس الوزاء الإسرائيلي تتعاظم في الداخل، وقد تفضي إلى أن يكون وحيدًا في يوم الانتخابات، كما تتوقع 'هآرتس'.
وبسقوط نتنياهو 'المفترض'، فإن التغيير 'الإيجابي' لن يقتصر على إسرائيل، بل سيتمد إلى الشرق الأوسط، بحسب مراقبين، خصوصًا أنه باستمراره في حرب غزة وإصراره على رفض أي نقاش في عملية سلام تؤدي إلى دولة فلسطينية، يعطّل كثيرًا من فرص التقارب بين دول المنطقة وتل أبيب.
ولا يبتعد المحلل، تسفي برائيل، المقرب من دوائر المخابرات الإسرائيلية، عن هذا الطرح، معتبرًا أن نتنياهو 'العقبة الرئيسة' أمام ترامب في محاولته لتشكيل شرق أوسط جديد.
وفي مقاله بصحيفة 'هآرتس' قال برائيل إن 33 دقيقة قضاها ترامب، يوم الأربعاء، مع الرئيس السوري أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو كونفرانس، رسمت ملامح المحور الجديد الذي يتشكل تدريجيًّا برعاية الرئيس الأمريكي.
وعبّر ترامب عن يأسه من نتنياهو، بأن تجاهل 'فرض' التطبيع على سوريا مقابل رفع العقوبات، وهو ما يعني بحسب برائيل، أن الرئيس الأمريكي ماض في تصوّره للشرق الأوسط الجديد بخريطة 'واقعية واحترافية' بعيدًا عن نتنياهو وأزماته.
ومرة جديدة، أظهر ترامب تجاهلًا آخر لنتنياهو، عندما تجاوز معارضة تل أبيب لرفع العقوبات عن دمشق؛ ما يعني بحسب برائيل، أن القضية السورية كانت المحور السياسي الرئيس لزيارة ترامب للمنطقة.
وبينما ينشغل ترامب بإعادة سوريا إلى المجتمع الدولي، والتفاهم السلمي مع طهران، وإعادة بناء غزة عمرانيًّا وسياسيًّا، يتصرف نتنياهو بـ 'عدم استيعاب' يشير إليه المحلل الإسرائيلي بانشغاله بـ 'أنشطة تكتيكية'، مثل: اغتيال محمد السنوار، وقصف الموانئ في اليمن للحفاظ على ائتلافه، وهذا يؤكد أن هذه 'العقبة' يجب إزالتها من طريق الشرق الأوسط.
ارم نيوز