اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
إسرائيل… غطرسة لا تعرف حدودًا، وصمت عربي يشرعن العدوان #عاجل
كتب عوني الرجوب
في مشهد يعكس أقصى درجات الغطرسة السياسية والعسكرية، أقدمت إسرائيل كعادتها مؤخرًا على قصف رئاسة الأركان السورية والقصر الجمهوري في قلب العاصمة دمشق، في اعتداء صارخ يتجاوز كل الخطوط الحمراء، والتدخل بالشأن السوري الداخلي كأنها القوة العظمى في العالم ، تتحدى علنًا القوانين الدولية، وتهين بعض أنظمة الحكم العربي بصمتها وعجزها المريب.
هذا ليس حدثًا عابرًا، ولا مجرد 'رسالة أمنية' كما يحاول الإعلام الغربي تلميعه. إنه عدوان سافر على سيادة دولة عربية، وضرب لأهم رموزها السيادية في وضح النهار. إنه إعلان تمرد على القانون الدولي، وإصرار على أن تظل إسرائيل 'الدولة فوق القانون'، القادرة على تدمير أي عاصمة عربية دون أن تخشى العقاب، أو حتى الملامة.
ماذا تريد إسرائيل؟
تريد إسرائيل أن تقول بكل وقاحة:
'أنا أقرر من يعيش، ومن يُقصف، ومن يُسكت صوته بالقوة.'
تريد أن تفرض منطق القوة، وأن تُملي على المنطقة قواعد جديدة، عنوانها:
لا مكان لدولة عربية ذات قرار مستقل، أو جيش قادر، أو مشروع مقاومة.
وما يجري في سوريا اليوم، جرى ويجري في غزة، وفي جنوب لبنان، وفي العراق، وفي اليمن وفي كل منطقة تحاول أن تتنفس خارج الفلك الصهيوني.
طالتحدي لا يواجه سوريا فقط… بل كل العرب
من يظن أن هذه الغارات تستهدف سوريا وحدها فهو واهم.
كل دولة عربية باتت على لائحة الانتظار.
اليوم تُقصف دمشق، وغدًا… من التالي؟ بغداد؟ بيروت؟ اليمن الخرطوم؟ الرياض ، القاهره؟ لا أحد بمنأى عن هذا الاستعلاء ما دام الصمت هو الرد الوحيد.
إن صمت العرب هو الذي شجّع إسرائيل على التمادي.
وإن الخلافات والانقسامات والتطبيع المُذلّ، هي ما جعل تل أبيب تطمئن أن لا أحد سيحاسبها، ولا حتى سيُدينها.
المطلوب الآن: كسر الصمت ووقف الانهيار
آن الأوان لأن تفيق الأمة العربية من سباتها، ولتدرك أن ما يحدث ليس 'أزمة سورية' بل 'نكسة عربية جماعية'.
يجب وقف التطبيع العلني والمجاني مع إسرائيل فورًا.
يجب تفعيل ميثاق الدفاع العربي المشترك، ولو بالكلمة أولًا.
يجب دعم صمود سوريا شعبًا وجيشًا ومؤسسات، لأن المستهدف في نهاية المطاف هو كل دولة عربية . والدور سيأتي على الجميع أن ما استمر الصمت العربي كما هو عليه
إسرائيل ليست قدَراً… والعرب إن أرادوا يستطيعون
تاريخنا مليء بلحظات الصمود والانتصار، لكننا بحاجة لصحوة ضمير، ولإرادة سياسية توقف هذا الانهيار الذي لم يعد يُطاق.
فإسرائيل لا تحترم الضعفاء، ولا تحسب حسابًا لمن يصمت.
وما لم يُكبح جماحها الآن، فإن كل دولة عربية ستجد نفسها ذات يوم في مرمى نيرانها، بلا سند ولا كرامة.