اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
د. سفيان التل:مفاعل ديمونة يبعد ١٥ كلم هوائيا عن الحدود الاردنية الجنوبية ،وخطره مدلهم #عاجل
مالك عبيدات_ اكد المستشار الدولي في شؤون التخطيط والبيئة، الدكتور سفيان التل ان مفاعل ديمونة لا يبعد سوى 15 كلم بالقياس الهوائي عن محافظات الطفيلة والكرك والمناطق المحيطة بها ...
واضاف التل ل الاردن 24 ان السكان القريبين من المفاعل سيتأثرون بشكل مباشر في حال تم قصف المفاعل من قبل الجانب الايراني ، مشيرا الى ان اسرائيل لم تسمح للجنة الطاقة الدولية بالتفتيش على المفاعل ، مطالبا بتفقد جميع اجهزة الكشف عن الاشعاعات في جنوب المملكة ، وما اذا كانت فعلا تقوم بدورها على اكمل وجه .
وأشار التل الى ان المفاعل يتسرب منه الاشعاعات منذ سنوات وتم رفع دعاوى قضائية من قبل السكان المجاورين في تلك المنطقة على حكومة الاحتلال بعد ان ثبت اصابتهم بالسرطان نتيجة تسرب الاشعاعات وتم الحكم لهم ، منوها الى ان الاحتلال يقوم بتوزيع اقراص اليود منذ سنوات على السكان المجاورين للمفاعل .
وبين التل ان الاردن يحتاج الى توزيع كميات كبيرة من اليود على السكان المجاورين في المناطق القريبة من المفاعل ..
ووصف التل مفاعل ديمون بانه 'الخطر الحقيقي والمهمل” منذ سنوات حيث يوجد هناك جوانب متعددة تتعلق بنشأة المفاعل، وسياسة التعتيم النووي، ومواقع دفن النفايات النووية، والمخاطر الصحية والبيئية المرتبطة به.
وتابع التل إلى أن مفاعل ديمونة تم اختياره قريباً من الحدود الأردنية، وأن اتجاه الرياح بمعدل 70% هو اتجاه غربي، مما يعني أن 'الانبعاثات كلها تذهب مع الهواء الغربي إلى الحدود الأردنية وقد تصل إلى أبعد من ذلك”. وأشار إلى أن إسرائيل تجمع الانبعاثات خلال فترات الرياح الشرقية (10%) وتحتفظ بها في بالونات كبيرة لتعيد إطلاقها عندما تتحول الرياح إلى غربية.
وربط ذلك بارتفاع 'نسب أمراض السرطانات غير المبررة” في كثير من مناطق الأردن. وأكد أن هناك عدة مدن في وادي عربة تقع 'ضمن الدائرة الخطرة لانبعاثات المفاعلين”.
وأوضح التل أن نشأة النشاط النووي الإسرائيلي بدأت في الخمسينيات، حيث عُين شمعون بيريز مسؤولاً عن متابعة البرنامج. وتطورت التكنولوجيا والمرافق بالتعاون مع دول غربية. ووصف الدكتور التل المفاعل النووي الإسرائيلي بأنه 'ابن غير شرعي للدول الغربية”، التي أنشأته ليكون 'قاعدة نووية متقدمة لها تخيف الدول العربية ودول الشرق الأوسط”. وأكد أن فرنسا بدأت في تأسيس المفاعل في الخمسينيات، ودخل في التشغيل عام 1963. وعلى الرغم من محاولة ديغول التوقف عن المشروع لاحقاً، استمر الدعم من دول غربية أخرى.
وأفاد الدكتور التل بأن بريطانيا قدمت الكثير من المواد الانشطاريه والمواد اللازمة للمفاعل مثل البلوتونيوم واليورانيوم، بالإضافة إلى شحنة من الماء الثقيل. كما قدمت أمريكا 'دعماً كبيراً ومؤونة ونقلت اليورانيوم والمواد المخصصة إلى هذا المفاعل”.
وتحدث الدكتور التل عن سياسة 'الغموض النووي” الإسرائيلية، التي سارت جنباً إلى جنب مع منع دول المنطقة من امتلاك أي نشاط نووي، سواء سلمي أو عسكري. لكنه أوضح أن هذا الغموض بدأ يتبدد. وذكر أن موردخاي فعنونو، وهو أحد العاملين في المفاعل، كسر جزءاً من هذا الاحتكار والغموض عندما نشر صوراً كثيرة. وبناءً على ما نشره فعنونو، خلص إلى أن إسرائيل يمكن أن تنتج خمس قنابل نووية سنوياً وتمتلك ما بين مئة إلى مائتي قنبلة نووية.
وأشار التل إلى أن خبراء ومتخصصين، مثل البنتاغون، قاموا بتحليل ما نشره فعنونو وأكدوا أن 'إسرائيل هي سادس دولة نووية في العالم”. وأضاف أنه 'لم يعد هذا الغموض في كثير من جوانبه غموضاً وأصبحت إسرائيل دولة نووية معروفة”. وأكد أنه يوجد في إسرائيل ست أو سبع مواقع نووية أخرى، أهمها مفاعل ديمونة الذي انكشفت تفاصيله، بما في ذلك صوره الجوية وطوابقه الثمانية تحت الأرض.
ولفت التل إن مفاعل ديمونة تعرض، إلى جانب مفاعل آخر، لانتقادات في العقد الماضي لأنهما تجاوزا العمر التشغيلي المتوقع. وأشار إلى أن أحدهما به أكثر من ألف وخمسمائة عيب هيكلي. وأكد أن هذه العيوب الهيكلية ترفع من نسبة الخلل الذي قد ينعكس على الصحة العامة.
وأوضح أن المفاعلات القديمة تنتج مخلفات بكميات أكبر من المفاعلات الجديدة. ولفت إلى أن عشرات العمال داخل مفاعل ديمونة ماتوا بالسرطانات وقدموا شكاوى للمحاكم. وذكر أن المفاعل كان يخرج 'غيوم صفر سامة” يستنشقها العمال، وتسربت مياه ثقيلة مشبعة بالإشعاعات إلى مجرى جغرافي قريب. كما توجد شكوك في حالة الأسمنت والحديد في هيكل المفاعل، مع وجود فقاعات أثبتتها صور الأقمار الصناعية. ونقل عن مؤتمر نووي داخل إسرائيل أنه أشار إلى وجود 1537 موقعاً بها أضرار هامة جداً في المفاعل. وفي النهاية، صدرت قرارات من المحاكم الإسرائيلية بأن بعض الوفيات أو الولادات المشوهة كانت نتيجة للأضرار الناتجة من المفاعل نفسه.