×



klyoum.com
jordan
الاردن  ٤ أب ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
jordan
الاردن  ٤ أب ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الاردن

»سياسة» جو٢٤»

الامبريالية الأكاديمية ما بين شبهية صلاح السعدني وعبقرية أم منير! #عاجل

جو٢٤
times

نشر بتاريخ:  الأثنين ٤ أب ٢٠٢٥ - ١١:٥٨

الامبريالية الأكاديمية ما بين شبهية صلاح السعدني وعبقرية أم منير! عاجل

الامبريالية الأكاديمية ما بين شبهية صلاح السعدني وعبقرية أم منير! #عاجل

اخبار الاردن

موقع كل يوم -

جو٢٤


نشر بتاريخ:  ٤ أب ٢٠٢٥ 

الامبريالية الأكاديمية ما بين شبهية صلاح السعدني وعبقرية أم منير! #عاجل

د. عبدالله يوسف الزعبي -

ابتدع الفنان الراحل صلاح السعدني (1943-2024) قبل أكثر من ثلاثة عقود نظرية ساخرة اطلق عليها اسم الشبهية، ذلك أن يوجد في العالم العربى كل شيء تماماً مثل الغرب، ويضرب مثلاً على ذلك بكرة قدم؛ إذ لها اتحاد رسمي وملاعب ومدرجات وجمهور وغرف ملابس و22 لاعباً وملعب أخضر مستطيل وحكام وصفارة تماماً مثل بقية العالم، لكن ما يحدث عندنا ليست كرة قدم وإنما شبيهها. كما ن لدينا أفلام وكاميرات كما يحدث فى العالم لكن شبه الأفلام، ومثل ذلك اقتصاد شبه الاقتصاد وصناعة وزراعة كُلُّه شبه، ولهذا تمنى أن تتبخر نظرية الشبهية وتختفي ونبقى دون شبه. بالطبع نظرية الشبهية عند السعدني تختلف عن تلك عند الفيلسوف الفرنسي جان بودريار (1929-2007)، الذي وسع المفهوم تحت مصطلح المحاكاة أو الشبهية إذ يرى أن مجتمعات ما بعد الحداثة لم تعد تعيش في الواقع، بل في تمثيلات عن الواقع، ثم في تمثيلات عن التمثيلات، حتى اختفى الواقع الأصلي، وأصبح العالم مكوّناً من شبهيات لا أصل لها.

أخطر ما في نظرية الشبهية للسعدني يتجلى في مجال التربية والتعليم، في المدارس والجامعات التي استنسخت نفسها عن النظم الغربية بكافة تفاصيلها المملة كنتيجة حتمية لما ما مارسته القوى الاستعمارية على مدى قرون حتى أفضى إلى نوع أشد خطورة من الإمبريالية الكلاسيكية وهي الإمبريالية الأكاديمية. كان عالم الرياضيات الهندي سي. كي. راجو أول من صاغ مصطلح الإمبريالية الأكاديمية في أوائل القرن الحادي والعشرين حين أشار إلى فرض أطر وأيديولوجيات تعليمية غربية على النظم الأكاديمية العالمية، وخاصة في بلدان الجنوب، وانتقد استمرار الإرث الاستعماري في شكل هياكل أكاديمية تُعطي الأولوية لنظرية المعرفة الغربية، مما يُقوّض أنظمة المعرفة والممارسات التعليمية في دول جنوب العالم.

تشير الإمبريالية الأكاديمية إذاً إلى الهيمنة التي تمارسها الدول القوية، ولا سيما الدول الغربية، على إنتاج المعرفة وأنظمة التعليم والأطر الفكرية في المجتمعات الأقل قوة في عالم ما بعد الاستعمار. وقد ظهرت جنباً إلى جنب مع الإمبريالية الكلاسيكية، حيث تم تسخير التعليم والبحث العلمي عمداً لإضفاء الشرعية على الغزو الاستعماري وتفعيله. وبدلاً من أن تكون قوة محايدة أو محررة، أصبحت الأوساط الأكاديمية أداة لإعادة هيكلة المجتمعات الأصلية بما يتماشى مع الأهداف الاستعمارية، وتشكيل أنظمتها الإدارية وقيمها الثقافية وأطرها المعرفية لتعكس تلك الخاصة بالمستعمرين.

يذهب المفكر الفلسطيني منير فاشه في تحليله للإمبريالية الأكاديمية إلى أنها بدأت حين اقترح عالم اللغويات أنطونيو دي نيبريجا (1444-1522) على الملكة إيزابيلا فكرة فرض اللغة الاسبانية على الأمم والشعوب التي خضعت لسيطرتها في الامريكيتين التي افتتحهما كريستوفر كولومبوس للتو إثر سقوط الأندلس؛ إذ آمن دي نيبريجا أن احتلال الأرض وامتلاكها لا يتم إلا بإحتلال العقول عبر إعادة برمجتها بلغة جديدة تفصلها عن تاريخها و إرثها الحضاري وتخرجها عن سياقها الثقافي. وربما تكون فكرة دي نيبريجا الشيطانية، التي رفضتها الملكة إيزابيلا، البذرة الأولى لفلسفة الاستعمار الأوروبي الغربي الذي توسع وتمدد مذئذ وما زال. ويبدو أن أول من استفاد من تلك الفكرة كان عالم اللاهوت التشيكي جون آموس كومينيوس (1592–1670) الذي يُعتبر أب التعليم الحديث؛ إذ تأثر بمعاهدة وستفاليا (1648) والسياق الأوسع لتداعياتها، وخاصة فيما يتعلق بالتطلعات إلى إنشاء الدولة القومية في أوروبا. يقول فاشة أن فرنسا؛ التي كانت في طور تكوين 'دولة قومية' بحدود ومواطنين يطيعون تعليمات السلطة، قد تلقفت الفكرة ونقلتها، بعد السيطرة على عقول القبيلة الأوروبية، إلى مناطق أخرى حول العالم عبر الاستعمار والإرساليات التبشيرية. لذلك يعتبر فاشة أن أنجح فكرة في التاريخ البشري كانت فكرة التعليم الرسمي كما صممها دي نببريجا أو، التي تهدف في جوهرها إلى السيطرة على العقول والعبث في القلوب.

تطور هذا الشكل من الإمبريالية على مر القرون، فمع نضوج التخصصات العلمية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، طورت شخصيات من مثل عالم النبات السويدي كارل لينيوس (1707-1778) أنظمة تصنيف عرقي وضعت الأوروبيين على قمة التسلسل الهرمي للأجناس البشرية، مما وفر مبرراً علمياً زائفاً للهيمنة الأوروبية. كما عززت نظريات عالم التشريح الاسكتلندي روبرت نوكس (1791-1862) عن الحتمية العرقية والتشريح المتسامي، وبعثات الويلزي السير هنري مورتون ستانلي (1841-1904) إلى أفريقيا البنية الأيديولوجية للإمبراطورية، مُخفية الغزو والاستغلال وراء ستار العلم والحضارة. لذا صُممت أنظمة التعليم المفروضة على الأراضي المستعمرة لا لتمكين الناس، بل لتأديبهم، مُنتجة بيروقراطيين ووسطاء موالين للسلطات الإمبريالية. أما أخطر من جسّد اندماج الطموح الاقتصادي والرؤية الأكاديمية بالإمبريالية فكان الانجليزي سيسيل رودس (1853-1902)، قطب التعدين البريطاني، التي سميت زيمبابوي بإسمه حين كانت تسمى روديسيا قبل استقلالها عام 1980، حتى أن جامعة أكسفورد ما زالت لغاية اليوم تسمي منح دراسية بإسمه من أجل تنشئة قادة إمبراطوريين مستقبليين مشبعين بالقيم البريطانية. لذلك بررت نظريات التسلسل الهرمي العرقية والثقافية الاستعمار باعتباره مهمة خيرية لرفع مستوى شعوب يُفترض أنها أدنى.

كانت المؤسسات الأكاديمية متورطة بعمق في المشاريع الإمبريالية؛ إذ ساهمت الأغلبية الساحقة من الجامعات وعلى رأسها جامعة أكسفورد في تدريب أجيالاً من الإداريين البريطانيين واحتفلت بصلاتها الإمبريالية، مثلما أنتجت كامبريدج شخصياتٍ بارزة في المشروع الاستعماري، وطورت أبحاثاً في الأنثروبولوجيا والجغرافيا استخدمت لتصنيف السكان الخاضعين وضبطهم. ودرب المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس ضباطاً من أجل 'المهمة الحضارية'، بينما ساهمت جامعة لايدن في هولندا في صياغة السياسة الاستعمارية في جزر الهند الشرقية الهولندية، في حين لعبت جامعة كويمبرا في البرتغال وجامعة هومبولت في برلين أدواراً مماثلة في إمبراطوريتيهما. لذلك وفرت هذه الجامعات الأطر النظرية والنماذج البيروقراطية والكوادر اللازمة لاستدامة الحكم الاستعماري وإضفاء الشرعية عليه.

لا يزال إرث الإمبريالية الأكاديمية يُشكل الجامعات في دول الجنوب العالمي؛ إذ تعكس هياكل ومناهج أسلافها الاستعمارية، مُعطية الأولوية لأنظمة المعرفة الغربية ومهمشة النظريات المعرفية المحلية والوطنية. وغالباً ما تصمم المناهج الدراسية حول التقاليد الفكرية الأوروبية أو الأمريكية، مع تكامل ضئيل مع المعارف أو اللغات أو الممارسات الثقافية الأصلية. والنتيجة هي شكل من أشكال التبعية التعليمية التي تُعزز التسلسلات الهرمية المعرفية والمؤسسية التي نشأت خلال الحكم الاستعماري. ومن هنا، تُفاقم الهياكل الأكاديمية المعاصرة هذه التفاوتات في الوقت الذي تهيمن جامعات الشمال العالمي على التصنيفات العالمية، وتمويل الأبحاث، وشبكات النشر، مصنفة نفسها كمنتجين رئيسيين للمعرفة المشروعة. ويواجه الباحثون من الجنوب عوائق كبيرة أمام مشاركتهم، بما في ذلك القيود اللغوية، ونقص الموارد، والاستبعاد من هيئات التحرير النخبوية. وللحصول على التقدير، يجب على الكثيرين الالتزام بالمعايير الشمالية، والنشر باللغة الإنجليزية، ومواءمة أبحاثهم مع الأجندات العالمية التي غالباً ما يضعها المانحون الغربيون، وهذا يزيد من تهميش الاهتمامات المحلية وأنظمة المعرفة.

أضف إلى ذلك أن التحول النيوليبرالي في التعليم العالي العالمي قد عزز هذه الديناميكيات حيث يتوقع من الجامعات بشكل متزايد أن تعمل كشركات، وأن تعطي الأولوية للشهادات القابلة للتسويق، وأن تتنافس في التصنيفات العالمية، ما يضغط عليها لتقليد النماذج الغربية، حتى عندما لا تتناسب هذه النماذج مع الاحتياجات الوطنية، والنتيجة هي تسليع التعليم، وتآكل البنى الوطنية والثقافية، واستبدال المعرفة المجتمعية لصالح التخصصات التكنوقراطية المتوافقة عولمياً.

اليوم تدعو مجموعة من الأكاديميين والباحثين والناشطين إلى حراك يهدف إلى دمج نظريات المعرفة الوطنية، وتطوير أجندات بحثية قومية، وإنشاء منصات نشر وأنظمة تصنيف بديلة، وتبذل جهوداً لتعزيز التعاون الأكاديمي بين بلدان الجنوب عبر إنشاء آليات تمويل مستقلة وتعزيز الاستقلال الفكري. وتجسد حركة 'رودس يجب أن يسقط'، التي بدأت في 9 من مارس 2015 احتجاجاً على نصب تمثال سيسيل رودس في جامعة كيب تاون حيث حظيت باهتمام عالمي، وأدت إلى حركة أوسع نطاقاً «لإنهاء استعمار» التعليم في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، حتى أُزيل التمثال وسقط رودس. امتدت الحركة إلى أكسفورد من أجل محاسبة أوسع للجذور الاستعمارية للأوساط الأكاديمية العالمية، ودعوة لإعادة تصور الجامعات كمساحات للعدالة المعرفية.

محاولة جادة أخرى في هذا الإتجاه حدثت في طهران حين عُقد مؤتمر هام حول الإمبريالية الأكاديمية عام 2010 وشارك فيه عدد من المفكرين والأكاديميين من دول الجنوب من مثل سي. كي. راجو نفسه ومنير فاشة،وآخرين، ناقشوا فيه الهيمنة الغربية على المعرفة، واللغة، والبحث العلمي، والجامعات، وسبل مقاومة ذلك عبر الفكر النقدي والتعليم المستقل. وقد نُشرت العديد من المحاضرات على يوتيوب باللغة الإنجليزية!!!

ولعل الفكرة التي يسوقها منير فاشة عن أمه، التي بسببها تأخرت دراسته في جامعة هارفرد عاماً كاملاً لأنه أصر أن تكون قصتها مع مهنة الخياطة جزءً من اطروحة الدكتوراة، الأكثر إلهاماً في الدعوة للتخلص من الإمبريالية الأكاديمية في الوطن العربي تحديداً. قصة أم منير الأمية تثير الدهشة حيث مارست الهندسة بكل تجلياتها عبر خرم الإبرة وحدية الخيط، وأجرت القياسات الدقيقة حسب تنوع أجساد الزبائن وتباين أشكالها وتمايز أوصافها، ثم خمنت وقدرت وحسبت المسافات والزوايا والأبعاد، ثم خاطت الثوب على الجسم تماماً. كانت أم منير كذلك خبيرة بأنواع الأقمشة، مدبرة لميزانية الأسرة، حافظة للأسماء والتواريخ، اجتماعية بالفطرة وإبنة بيئتها؛ إذ تعرف الناس وكيف يعيشون وكيف يفكرون، فمارست الخياطة بإحساسها، وزاولت الحياكة بإبداع وحيوية وانتظام. تعاطت أم منير مع رياضيات الحواس وهندسة الأدراك وجسدت فعلاً حياتياً يناكف الاستعمار المعرفي حين أوصلت ما فصل عن الأصالة والتراث والإنسان والأرض واللغة والتاريخ.

إن إصلاح التعليم في الوطن العربي يقضي بأن تصلح الجامعات نفسها من أجل خدمة الدولة والأمة، ما يتطلب استعادة رسالتها من قبضة الإرث الإمبريالي والأرثوذكسية النيوليبرالية وتفكيك بنيتها الحالية وإعادة التفكير الجذري في ماهية انتاجها للمعرفة ومنح الأولوية للقضايا الوطنية والتنوع الثقافي والمسؤولية الاجتماعية والتخلص من النماذج الأكاديمية المستوردة. بإختصار، على الأمة العربية أن تتخلص من شبهية صلاح السعدني وأن تتحلى بصبر وبصيرة أم منير وعبقريتها العتيقة.

والنتيجة هي تسليع التعليم، وتآكل البنى الوطنية والثقافية، واستبدال المعرفة المجتمعية لصالح التخصصات التكنوقراطية المتوافقة عولمياً.

المصدر:

جو٢٤

-

الاردن

جو٢٤
أخبار الأردن اليومية في موقع جو24 الألكتروني،أخبار المحافظات اليومية،خبر عاجل من عمان و المحافظات الأردنية،وكالة جو24 الأخبارية، أخبار على مدار الساعة
جو٢٤
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الاردن:

وزير الإدارة المحلية يطلع على سير العمل في بلدية مادبا

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
8

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2104 days old | 830,666 Jordan News Articles | 3,817 Articles in Aug 2025 | 914 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 22 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا








لايف ستايل