اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
في اجتماع بالقدس المحتلة، استقبل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم، نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في لقاء يهدف إلى الإشراف المباشر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أكد المسؤولان على عمق الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما، حيث أعلن فانس عن تطلعه للعمل المشترك على 'خطة غزة للسلام وإعادة إعمار قطاع غزة'، فيما شدد نتنياهو على أن العالم 'بدأ يتغير' بفضل هذا التحالف.
مرحلة حاسمة بعد قمة شرم الشيخ تأتي زيارة نائب الرئيس الأمريكي، التي بدأت يوم الاثنين، في وقت حرج ودقيق، وتعتبر بمثابة إشراف أمريكي مباشر لضمان تنفيذ 'خطة ترمب' التي أنهت الحرب في قطاع غزة.
وقد تم تثبيت هذا الاتفاق سياسياً الأسبوع الماضي في 'قمة شرم الشيخ للسلام'، التي انعقدت برئاسة مصرية أمريكية مشتركة وبمشاركة دولية واسعة.
وبعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي ركزت على الجوانب الإنسانية العاجلة وتبادل المحتجزين الأحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، تتركز الجهود الحالية على ضمان استمرارية وقف إطلاق النار.
والأهم من ذلك، بدء الانتقال إلى المراحل التالية الأكثر تعقيداً، والتي تتعلق بإعادة الإعمار، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد، ومستقبل إدارة القطاع.
ولتأكيد جديتها، أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً عن اكتمال إنشاء مركز قيادة أمريكية خاص لمراقبة تنفيذ الاتفاق، واصفة الأيام الثلاثين المقبلة بأنها 'حاسمة' لنجاح الخطة بأكملها.
وتستند 'خطة ترمب'، التي تشكل أساس الاتفاق، على عدة مراحل تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين والأسرى، وانسحاباً تدريجياً لقوات الاحتلال، وتدفقاً للمساعدات، وتشكيل قوة استقرار دولية، وصولاً إلى الهدف النهائي المتمثل في نزع سلاح حركة حماس.
تنسيق مشترك لـ 'اليوم التالي'
أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال أن استقبال نتنياهو لنائب الرئيس الأمريكي جرى 'بمستوى عالٍ من التنسيق'، ويهدف إلى تعزيز استقرار وقف إطلاق النار الهش الذي لا يزال في مراحله الأولى.
وخلال اللقاء، أشاد نتنياهو بقوة العلاقات مع واشنطن، معتبراً إياها حجر الزاوية في التغيرات الإقليمية، وقال: 'العالم بدأ يتغير بفضل الشراكة مع الولايات المتحدة'. وأضاف في رسالة تؤكد على المصالح المشتركة: 'دولة احتلال قوية ستخدم مصالح أمريكا، وأمريكا قوية ستخدم مصالحنا'.
وفي تقييمه لنتائج الحرب التي استمرت لعامين، قال نتنياهو: 'تمكنا من عزل حماس ونجحنا في إعادة الرهائن'، مقدماً إنجازات الاتفاق كدليل على نجاح استراتيجيته.
من جانبه، حمل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس رسالة تفاؤل ودعم من واشنطن، قائلاً: 'متفائلون باستمرار وقف إطلاق النار في غزة'.
وأوضح أن الهدف من زيارته هو ضمان المضي قدماً في تطبيق الخطة الأمريكية، مضيفاً: 'أتطلع للعمل مع نتنياهو على خطة غزة للسلام وإعادة إعمار قطاع غزة'.
وفي تصريح لافت يحدد الرؤية الأمريكية الأوسع، ربط فانس بين نجاح اتفاق غزة وبين مسار التطبيع الإقليمي، قائلاً: 'نرى أن ما يجري فرصة للبناء على اتفاقات أبراهام'.
وأكد أن الاحتلال 'سيقوم بدور مهم في المنطقة' في ظل هذا الترتيب الجديد.
وتشمل مهام فانس خلال زيارته، بحسب مسؤولين أمريكيين، التركيز على الملفات العالقة، مثل استكمال البحث عن جثامين المحتجزين، والبدء الفعلي في تشكيل قوة الاستقرار الدولية، وصياغة خطة لنزع السلاح، ومتابعة مشروع 'رفح الجديدة' كنموذج مقترح لإدارة القطاع مستقبلاً.
ؤكد هذه المباحثات على التنسيق المشترك والعميق بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو لرسم ملامح المرحلة المقبلة في قطاع غزة.
ويرتبط المسار العام للأحداث الآن بمدى نجاح تطبيق بنود خطة غزة، والتي تعتبرها واشنطن بوضوح مدخلاً لتوسيع دائرة 'اتفاقات أبراهام' وتحقيق سلام إقليمي شامل، يبدأ بإنهاء الصراع في غزة وينتقل إلى تطبيع أوسع مع دول عربية وإسلامية أخرى.