اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
فانس وضم الضفة الغربية!!!
كتب أ. د. حسن البراري -
سيبكم من ترامب ومن روبيو، اللذين تحولت مناظرتهما في انتخابات 2016 إلى مشهدٍ عبثي تناولت فيه الصحف الأميركية تفاصيل شخصية لا تليق بحجم الدولة التي يدعي كلاهما الدفاع عن عظمتها، فبعد تشكيك ماركو روبيو برجولة ترامب رد عليه مدافعًا عن اعضائه التناسلية ما دفع نيويورك تايمز إلى عنونة هذه الحادثة على صفحتها الأولى وعلى ثمانية أعمدة.
فجوهر المسألة اليوم لا يكمن في التراشق الكلامي بين السياسيين، بل في التحول البنيوي داخل التيار المحافظ الأميركي، الذي تجسده وجوه جديدة مثل جي. دي. فانس، نائب ترامب ونجم الصهيونية المسيحية في ثوبها الشعبوي المعاصر.
زيارة فانس إلى المنطقة، وما تلاها من قرار إسرائيل المتعلق بضم الضفة الغربية تعكس تغلغل الرؤية الإنجيلية داخل القرار الأميركي تجاه فلسطين. ففانس لا يمثل مجرد جناح سياسي، بل هو الامتداد الأكثر وضوحًا لما يمكن تسميته ب اللاهوت السياسي الأميركي، الذي يرى في إسرائيل تحقيقًا لنبوءة توراتية لا لمصلحة استراتيجية فحسب، بل كواجب ديني يرتبط بخلاص الأمة.
وبينما كان ترامب يوظف الخطاب الديني لخدمة قاعدة انتخابية، فإن فانس يعبر عن إيمان عقائدي أصيل داخل تلك القاعدة، حيث تتماهى الجغرافيا المقدسة مع السياسة الواقعية. ومن هنا، يصبح قرار الضم امتدادًا طبيعيًا لفكرٍ يعتبر فلسطين 'أرض الميعاد' وليست قضية سياسية قابلة للتفاوض. بمعنى آخر فإن جي دي فانس هو نسخة كربونية عن بلفور الذي دفعته تربيته الانجيلية إلى تبني وعد بلفور مع أنه تم تغليفه بلغة مصالح الإمبرطورية.
إن ما يجري اليوم يبرهن أن نفوذ الصهيونية المسيحية لم يعد مقصورًا على النخب التقليدية، بل بات جزءًا من الوجدان الإنجيلي الأميركي الذي يتحول تدريجيًا إلى مرجعية لصناع القرار في واشنطن.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 







































