اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
رم - د.سامي علي العموش
الأردن لم يكن في يوم من الأيام إقليميًا أو جهويًا ولكن دائما وأبدا كان منبعه الفكر القومي الذي ينظر إلى الوطن العربي كقطعة واحدة لا يمكن تجزئتها بلد فيه الاعتدال ولم ينظر إلى لون أو جنس، ومن هنا رأينا على امتداد عمر الدولة الأردنية وجود أشخاص من منابت مختلفة تسلموا مواقع المسؤولية ولم يكن هناك نظرة واحدة لهم في أنهم لا يمثلون الوطن وألوانه المختلفة، وعليه فإن هذه المساحة الواسعة لا يمكن أن تجدها في أي قطر عربي مماثل وللتأكيد فلننظر من حولنا في دول إقليمية محيطة كيف هم؟ وكيف نحن؟ إذاً فليس هناك قمع ولا إقصاء ولكن صاحب الفرصة واجتهاده يعطى الدور الحقيقي والأشخاص الرياديين دائما يتقدمون في المجالات المختلفة لأنهم يمثلون النخبة ولعل فيهم من يعمل على التغيير الإيجابي الذي يستهدف الوطن أولًا وآخرا وليس له أجندة إلا رسالته وصموده ودفاعه عن حقوقه، كيف لا؟ وهو وطن الجميع الذي يحتوي كل الألوان والأطياف.
إن ما نراه اليوم ونسمعه لهو مُدمي في أشخاص يستهدفون الوطن ومسيرته ورسالته تحت شعارات مختلفة لتبرير غاياتهم، إن الأردن أحوج ما يكون إلى الانتماء الصادق والمعبر بطريقة صحيحة وعبر الوسائل المختلفة وضمن حدود القانون، فكيف تسول النفس لمن قدم لهم الأردن وما زال يقدم الكثير من المساحات التي يحرم فيها في كثير من دول الجوار؟ وبدل تعزيز مناعة الأردن وقدرته على الصمود في ظل هذه الظروف العاتية يكون العمل بالاتجاه المعاكس، فلن يكون هناك من مبرر لأي كائن من يكون من يقلق ويهدد استقرار الأردن لأن الانتماء الحقيقي هو بالعمل الجاد والمخلص وليس بأجندة خارجية تحاك في الظلام وإن ما طبخ ليلاً لا بد أن يظهر وما أسوأه من موقف عندما يكون الشخص المعني مقسما على الولاء والانتماء والحفاظ على أمن واستقرار الأردن.
هذا الوطن بُنِيَ بدماء الشهداء وكفاحهم وسهرهم في الليل والنهار في مختلف الأجهزة التي نقدر لهم الحفظ على أمن واستقرار البلاد يرفعون رأس الأردن في كل المواقف لأنهم يقدمون الغالي والنفيس في سبيل رفعة الأردن، وأنا أفهم بأن الأحزاب القائمة يجب أن تكون ولاؤها وانتماءها وفكرها أردنياً لا يمثلون أجندة خارجية معروفة للقاصي والداني مِن مَن لا يريدون للأردن الخير ويحسدونها على أمنها واستقرارها، وبالرغم من كل هذه الظروف فالأردن والحمد لله يستمر في برامجه وعمله واستقراره وأكبر دليل على ذلك السير في العملية الانتخابية على مستوى البلديات وتعيين لجان لإدامة العمل إلى حين صدور قانون الانتخاب بشكله الجديد، هنيئا للأردن والوطن في كل هذه التحديات، أرى وطني شجرة نخيل شامخة.