اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
رم - سلط برنامج 'عين على القدس'، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على تصاعد جرائم حكومة الاحتلال والمستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، وذلك في النصف الأول من عام 2025.
وأفاد تقرير البرنامج المعد في القدس بأن النصف الأول من عام 2025 شهد ارتفاعا كبيرا في جرائم الاحتلال ضد المدينة المقدسة والمقدسيين، مشيرا إلى أن محافظة القدس الشريف أعدت تقريرا مفصلا، سلطت فيه الضوء على الكثير من الاعتداءات بحق القدس وأهلها الفلسطينيين، حيث رصد التقرير تصاعدا في انتهاكات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك كما ونوعا، إضافة إلى ارتفاع أعداد الشهداء والمعتقلين في المدينة.
كما أكد التقرير ارتفاع أوامر الإبعاد عن الأقصى المبارك، وإضافة عدد كبير من الحواجز والبوابات التي تفصل القدس عن قراها ومحيطها، وإغلاق مدارس الأونروا والمؤسسات الفلسطينية في المدينة، واستهداف الحضور المسيحي فيها.
ولفت التقرير إلى أن مدينة القدس والضفة الغربية شهدتا توسعا كبيرا في عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وعنف المستوطنين، وعمليات هدم المنازل، إضافة إلى تزايد قرارات محاكم الاحتلال القاضية بترحيل الفلسطينيين من بيوتهم، والاستيلاء عليها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وقال مسؤول العلاقات العامة في محافظة القدس، عمر رجوب، إن أبرز الاعتداءات التي وثقتها محافظة القدس خلال النصف الأول من عام 2025 ما جرى في المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمه نحو 33634 مستعمرا، نفذوا خلال اقتحاماتهم انتهاكات غير مسبوقة في المسجد، ومنها محاولة ذبح قربان حيواني داخله، ومحاولة الوصول بـ'اللحم الملطخ بالدم' إلى ساحة الأقصى المبارك، قبل أن يتمكن حراس المسجد من الحيلولة دون ذلك.
وأضاف أن هذه الفترة شهدت ارتقاء 10 شهداء في المدينة المقدسة، إضافة إلى مواصلة الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين 47 شهيدا مقدسيا.
وأوضح الرجوب أن قوات الاحتلال قامت باعتقال 404 مقدسيين، فيما أصدرت سلطات الاحتلال أحكاما بالسجن الفعلي على 166 مقدسيا، 99 منها بالاعتقال الإداري.
بدوره، قال مدير البحث الميداني في جمعية بتسيلم، كريم جبران، إن هناك تضافرا في الجهود وتوزيعا في الأدوار بين مؤسسات الاحتلال المختلفة في الجرائم المرتكبة بحق المقدسيين، حيث تقوم بلدية الاحتلال بعمليات الهدم الممنهجة لمساكن الفلسطينيين في القدس، فيما تقوم 'الإدارة المدنية' بعمليات الهدم في المنطقة (ج).
وأضاف أن التوسع الاستيطاني آخذ بالتسارع في القدس والضفة الغربية، وسط استشراء عنف المستوطنين، ومحاولتهم الضغط على الفلسطينيين لترحيلهم، إلى جانب المخططات الكثيرة من قبل حكومة الاحتلال الهادفة لترحيل المقدسيين من مناطقهم، ومنها أحياء سلوان وبطن الهوى.
ونوه تقرير البرنامج إلى أن أهالي القدس يؤكدون أن قيام الاحتلال ومؤسساته المختلفة بتسريع وتيرة هذه الجرائم والاعتداءات هو تطبيق متسارع لعملية تهويد القدس ومقدساتها، في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي على هذه الجرائم.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لمحافظ القدس، معروف الرفاعي، إن محافظة القدس رصدت بعد السابع من تشرين الأول أكثر من 90 شهيدًا، نصفهم من الأطفال ممن هم دون السادسة عشرة من عمرهم، وقد ارتقوا في مدينة القدس نتيجةً للتحريض الشديد من الإعلام العبري، ووسط مشاركة وتشجيع من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وعلى رأسهم الوزيران المتطرفان بن غفير وسموتريتش، إلى جانب أعضاء في الكنيست الإسرائيلي محسوبون على حزب الليكود (حزب نتنياهو).
واشار إلى أن بن غفير قام بعد السابع من تشرين الأول بتسليح أكثر من 200 ألف مستوطن في الضفة الغربية ومدينة القدس، ومنحهم تراخيص لحمل السلاح، وشجعهم على قتل أي مواطن عربي يشكل عليهم أدنى مستوى من مستويات الخطر، ما أدى إلى انتشار وتسارع عمليات القتل بـ'دم بارد' على الحواجز وفي الأزقة وشوارع البلدة القديمة وجدار الفصل العنصري.
من جانبه، شدد عضو مجلس أوقاف القدس، خليل العسلي، على أهمية ما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني، بالتنديد بما حدث من انتهاكات خطيرة واعتداءات على الممتلكات المسيحية في فلسطين بصورة عامة، والقدس بشكل خاص، وذلك في البيان الذي نقله وقرأه بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، ثيوفيلوس الثالث، نيابة عن جلالته، خلال زيارته لمدينة الطيبة شرق مدينة رام الله، حيث دان جلالته في البيان الاعتداءات الهمجية التي ارتكبها مستوطنون متطرفون أخيرا على كنيسة الخضر والمقبرة المسيحية التاريخية في بلدة الطيبة، واستنكر إقدامهم على إضرام النار في أشجار داخل المقبرة، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى والمقدسات المسيحية والوجود المسيحي في الأرض المقدسة.
وأكد العسلي أن التصريحات التي أدلى بها جلالة الملك في البيان أثارت غضب الشارع الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، حيث أكد جلالته أن القدس تمر بمرحلة خطيرة، وأن على المجتمع الدولي التحرك واتخاذ موقف حازم أمام هذه الاعتداءات التي تطال المسلمين والمسيحيين معا، بما في ذلك الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في قطاع غزة.
(بترا)