اخبار الاردن
موقع كل يوم -قناة المملكة
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
اختتم مجمع اللغة العربية الأردني موسمه الثقافي الثالث والأربعين لعام 2025م، الذي عُقدت فعالياته الثلاثاء من كل أسبوع خلال المدة من 17 حزيران حتى 8 تموز، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في اللغة والترجمة والدراسات الثقافية؛ في إطار جهود المجمع الرامية إلى تطوير اللغة العربية وتعزيز الحوار الثقافي.
وقد عُقدت الجلسة الختامية للموسم في مقرّ المجمع الثلاثاء الموافق للثامن من تموز لعام 2025م، بإدارة عضوه محمد عصفور، مقدّمًا محاضرة إبراهيم السعافين، عضو المجمع، المعنونة بـ: 'صدى ألف ليلة وليلة في نماذج من السرد الغربي'.
استهل السعافين محاضرته بوصف كتاب ألف ليلة وليلة، بالكنز والنبع الذي يستقي منه الكتّاب والنقاد والمبدعون في شتى الأجناس والأشكال إبداعاتهم الفنية والأدبية والفكرية، مشيرًا إلى أنه من أهم النصوص القديمة التي استجابت للرؤية الواقعية التي صورت المجتمع البرجوازي، وأضاءت مجتمع المدينة وطبقاتها المختلفة من حكام وتجّار وعلماء وشطار ومحتالين وهامشيين وسحرة، ونساء ورجال على حدّ سواء، وأنه من أكثر الأعمال الأدبية تأثيرًا في التاريخ السردي الإنساني؛ فقد ترك بصمةً واضحةً في الأدب العالمي، وكتابات كبار الأدباء في الشرق والغرب، أمثال ديكنز، وفولتير، وفولتير، وبورخيس، وكويلو.
واستعرض السعافين عددًا من المواضيع الأساسية التي تتمحور حولها ألف ليلة وليلة، والأبعاد الفنية والنقدية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية التي تمخّضت عنها، ومواقف الباحثين والدارسين النقدية تجاهها، مستشهدًا بالأمثلة الداعمة، ومسلّطًا الضوء على دور المرأة المهم في التشكيل السردي، وصورتها الحقيقية التي جاءت خلافًا للصورة النمطية لها في الأدب التراثي، مشيرًا إلى أن بعض الترجمات الغربية للكتاب دعمت في بعض الأحيان الصورة الاستشراقية السلبية عن الشرق من خلال قراءة خاطئة أو مغرضة عنه، بتعزيز فكرة حضور الجواري والحريم والعبيد والفجور ومشاهد اللذة وألوان المتعة على نواحي الحياة الاجتماعيّة والحضارية دون التعمّق بالعناصر الجوهريّة والأفكار الرئيسيّة المرادة منه.
وتابع السعافين: 'إن ألف ليلة وليلة ليست مجرد عمل سردي تقليدي، بل هو نص استثنائي ألهب خيال الأدباء، وهي ذات منحى واقعي تستلهم حياة الطبقة البرجوازية العربية؛ ولاسيما في القرنين الرابع والخامس الهجريين، كما وصفها أحد النقاد بقوله: 'قد تكون هذه القصص أول ولادة لظهور روح التاريخ في الرواية.
وختم السعافين محاضرته بعرض نماذج من قصص الكاتب الأرجنتيني خورخي بورخيس، كقصة: 'الحالمان' و'الخرائب الدائرية' و'غرفة التماثيل'.
وعن تأثير ألف ليلة وليلة في بعض الأعمال الأدبية الغربية، علّق عصفور قائلًا: 'إن أعظم تأثير لألف ليلة وليلة؛ هو كتاب شهرزاد لكوساكوف، وهذا يكفي لإشهارها، حيث لم تعد ملكًا للأدب العربي؛ بل أصبحت رمزًا للأدب العالمي'.
وانتهت الجلسة بنقاش موسّع بين المحاضر وجمهور الحضور حول عدد من النقاط المهمة في المحاضرة.