اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية : - اختتم مجمع اللغة العربية اليوم الثلاثاء جلسات الموسم الثقافي الثالث والأربعين بعقد الندوة الأخيرة والتي حملت عنوان 'صدى ألف ليلة وليلة في نماذج من السرد الغربي' وحاضر فيها عضو المجمع الدكتور ابراهيم السعافين.
وقال الدكتور سعافين في الندوة التي حضرها رئيس المجمع المؤرخ الدكتور محمد البخيت وأدارها عضو المجمع الدكتور محمد عصفور، إن كتاب 'ألف ليلة وليلة' يعد كنزا يستقي منه الكتّاب والنقاد إلداعاتهم في مختلف الأجناس الفنية والأدبية والفكرية، مشيرا إلى أن أبرز سمة في النصوص الإنسانية الخالدة قدرتها علي توليد الأفكار والمضامين المدهشة، وخضوعها لعمليات التأويل المركبة والمعقدة التي تسمح للثقافات والأفكار والفلسفات والمعتقدات والبنى والنماذج بالدخول بقوة وطواعية في عمليات التأويل.
وأشار السعافين إلى قضية التأويل الذي يقف عنده النقد في النص السردي، موضحا أن بعض الاتجاهات النقدية الحديثة تفرق بين النص الكلاسيكي والنص الحديث بقابلية النص الحديث للتأويل في حين يكشف النص الكلاسيكي عن نفسه من خلال قراءة لا تبتعد كثيراً عن الظاهر.
وقال، إن 'ألف ليلة وليلة' بوصفه نصا كلاسيكيا قابلا لعمليات مختلفة من التأويل بامتياز يمكن إخضاع بنيته لكثير من القراءات والتحولات، مؤكدا أنه أهم نص قديم يستجيب للرؤية الواقعية التي تصور المجتمع البرجوازي وتضيء مجتمع المدينة وطبقاتها المختلفة.
وبين انه بالرغم من ان الكتاب من ناحية الشكل يعج بالقصص الغرائبية والعجائبية التي ألهبت خيال الأدباء الرومانسيين إلا أنه يعتبر أول ولادة لظهور روح التاريخ في الرواية بحسب النقاد، مشيرا الى أن اهتمام القراء بـ 'ألف ليلة وليلة' يدل على عناصر إنسانية مشتركة وأصيلة، موضحا أن التعديل او التكييف الذي أجراه المؤلفون على القصة والرواية والمسرح وقصص الأطفال دليل على غنى 'الليالي' بالشكل والمضمون، كما يُجمع الدارسون على تأثير 'اللّيالي' في السرد الغربي الحديث منذ أمد بعيد خاصة منذ القرن الثامن عشر بعد ترجمة هذا النص الشعبي الفريد أول مرة على يد الفرنسي أنطوان غالان عامي 1704-1717 في اثني عشر مجلدًا.
وأشار إلى أن ترجمة غالان حظيت بالترجمة إلى اللغات الآوروبية مثل الإيطالية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والرومانية والهولندية والدانماركية والألمانية واليونانية والسويدية والروسية والبولندية والهنجارية، لافتا إلى أن المستشرق فون هامر كان هو أوّل من نقل عن النصّ العربي الأصل قصصًا في القاهرة واسطنبول لم تكن موجودة في ترجمة غالان.
واستعرض السعافين أبرز من تجلى لديهم أثر 'الف ليلة ولية' من الكتاب الغربيين وابرز تلك الاعمال الادبية ومنهم؛ رواية ديفيد كوبرفيلد للروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز، ورواية 'كانديد' للأديب والفيلسوف الفرتسي فولتير – فرانسوا ماري روويه، ورواية 'الخيميائي' للروائي البرازيلي بوالو كويلو وبعض مجموعات القاصّ الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس مثل 'سداسيات بابل' و 'مرآة الحبر' و'مديح الظلّ' و 'قصص' و 'الرّمل'.
وأشار إلى أن الاديب الانجليزي 'ديكنز' مولع في 'ألف ليلة وليلة' فيما اعترف 'كويلو' أنه تأثر بـ 'ألف ليلة وليلة' وقرأها في صغره.
وفي ختام الندوة التي حضرها عدد كبير من الاكاديميين والباحثين جرى حوار موسع حول الموضوع.