اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - في عالم الجمال والعناية الذاتية، تبرز وصفات طبيعية تناقلتها الثقافات عبر القرون، لتتحوّل من أسرار منزلية إلى طقوس راسخة في الروتين اليومي. ومن بين هذه الأسرار، يسطع ماسك الأرز للشعر كأحد أبرز التقاليد الجمالية في شرق آسيا، لا سيما في اليابان والصين، حيث كان ماء الأرز يُستخدم من قبل النساء لإضفاء كثافة ولمعان على الشعر، والحفاظ على نعومته على مر الزمن.
ويحتوي ماء الأرز على مزيج غني من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية، أبرزها مركّب الإينوزيتول الطبيعي، الذي أظهرت الدراسات الحديثة فعاليته في علاج مشكلات الشعر من الجذور حتى الأطراف. هذا التركيب الفريد يجعله خياراً مثالياً لمن ترغب في اعتماد روتين نقي يعزز صحة الشعر دون اللجوء إلى العلاجات المكلفة أو المركّبات الكيميائية.
تتعدّد فوائد ماسك الأرز لتتجاوز المظهر السطحي، إذ يمنح الشعر ترطيبًا عميقًا بفضل الفيتامينات B وE، ويعزّز الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يحفّز النمو ويحدّ من التساقط المرتبط بالإجهاد أو التغيرات الموسمية. كما يُشكل طبقة خفيفة ترفع من لمعان الخصلات دون إثقالها، وتُعيد للأطراف المتعبة مرونتها، بفضل مضادات الأكسدة والمعادن الأساسية.
وتكمن فعالية الماسك أيضًا في قدرته على تسريع نمو الشعر وتقويته من الداخل، خاصةً بعد التعرض المستمر للعوامل البيئية كالحرارة والشمس. ويُعرف الإينوزيتول بأنه يخترق الشعرة ليُحسّن بنيتها ويمنحها مقاومة أعلى.
لتحضير الماسك، تُستخدم مكونات بسيطة ومتوفّرة منزليًا: نصف كوب أرز أبيض يُغسل وينقع في ماء نقي لمدة 24 ساعة، ثم يُصفّى ويُوضع في زجاجة رذاذ مع بضع قطرات من زيت الأرغان أو الجوجوبا. يُحفظ المزيج في الثلاجة ويُستخدم خلال أسبوع.
قبل الاستخدام، يُنصح بإجراء اختبار حساسية على الجلد لتجنّب أي رد فعل تحسسي. ويُفضّل تطبيق الماسك على شعر نظيف ورطب (وليس مبللاً بالكامل) لضمان امتصاص أفضل، وتجنّب تراكم الشوائب أو بقايا الأرز على الفروة.
يُنصح بترك الماسك لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة مرتين أسبوعيًا، فيما يُفضل للشعر الدهني استخدامه مرة واحدة فقط. ويمكن تمديد المدة أو تطبيقه طوال الليل إذا كان المزيج مخففًا ومصحوبًا بزيوت لطيفة.
أما في مرحلة الغسل، فيُفضل استخدام ماء فاتر لتفكيك الماسك، تليه جلسة تنظيف خفيفة بشامبو خالٍ من الكبريتات، مع تدليك الفروة بلطف. يُنهي الروتين بوضع بلسم خفيف على الأطراف، يليها شطف بالماء البارد لتثبيت الرطوبة داخل الشعرة.
ورغم فوائده المتعددة، فإن الماسك قد لا يكون مناسبًا للجميع. يُحذر من استخدامه في حالات الحساسية الجلدية أو الالتهابات، وقد يؤدي الاستعمال المفرط دون دمجه بزيوت مرطبة إلى جفاف عكسي. كما أن عدم غسله بشكل صحيح قد يؤدي إلى تراكم البروتينات أو انسداد المسام، خاصة لدى أصحاب الفروة الدهنية.
ويؤكد خبراء الجمال أن ما يجعل ماسك الأرز مميزًا هو بساطته وعمق أثره، إذ يجمع بين التقاليد القديمة والدراسات الحديثة، ليقدّم علاجًا فعّالًا وطبيعيًا يعيد للشعر لمعانه وقوته، بأقل التكاليف وأعلى درجات الأمان.
اقرأ ايضاً: