اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
يبدو المطلب المصري بإضفاء شرعية دولية على اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة رغبةً في تثبيته بما يضمن مصالح الفلسطينيين والمنطقة، مطلبًا مهمًا، وربما تريد القاهرة تفادي تحولات خطيرة قد تحدث مستقبلًا.
فبعد دخول الاتفاق — الذي تم التوصل إليه في مدينة شرم الشيخ — حيز التنفيذ، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة نشر قوة دولية في القطاع، وأعرب عن رغبته في إضفاء شرعية دولية على صفقة إنهاء الحرب من خلال مجلس الأمن.
كما شدد الرئيس السيسي على ضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، والتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، وقال إن مصر ستنظم مؤتمرًا دوليًا لإعادة الإعمار.
ووفق تقارير صحفية، يرى مراقبون أن شرعنة الاتفاق دوليًا تضمن عدم تراجع إسرائيل والولايات المتحدة عنه لاحقًا، لأن غياب هذه المرجعية سيجعل كل شيء خاضعًا لما يريده بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.
ولم تعلق الولايات المتحدة ولا إسرائيل رسميًا على هذا المطلب المصري، لكن بيتر روف، الكاتب في مجلة نيوزويك، يقول إن على ترامب رفض أي تدخلٍ للأمم المتحدة في هذا الاتفاق.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال روف إن الأمم المتحدة لم تكن جزءًا من الاتفاق، وإن دخولها على الخط يعني مزيدًا من الإجراءات، وربما يعرّض الصفقة كلها لخطر استخدام حق الفيتو ضدها من أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.
لكن أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات، إبراهيم فريحات، يعتقد أن واشنطن وتل أبيب تسعيان من خلال هذه الرواية إلى التحكم في مجريات الأمور وبسط نفوذهما على الاتفاق والمنطقة كلها.
فغياب المرجعية الدولية، وإن كان سيسرّع تنفيذ الاتفاق — كما يقول فريحات — إلا أنه يظل هدفًا إسرائيليًا أميركيًا، لأنه يجعل كل الاتفاقات خاضعة لقرارات ترامب ونتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وتاريخيًا، رفضت إسرائيل تدويل الصراع لكي تضمن الحفاظ على نفوذها ونفوذ الولايات المتحدة وسيطرتهما على مجريات الصراع، كما يقول فريحات، الذي أكد عدم وجود ضمانات للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق حتى الآن.
وحتى ترامب لا يمكن التعامل معه كضامنٍ موثوق — برأي فريحات — لأنه انقلب على الاتفاق الذي عرضه على القادة العرب والمسلمين في نيويورك بعد ساعات فقط، وأعلن اتفاقًا مختلفًا تمامًا.
كما لا يمكن الحديث مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مسألة نزع السلاح دون وجود غطاء دولي لهذا الاتفاق، لأن البندقية هي البديل الوحيد للشرعية الدولية، ولأنه لا أحد يثق في إدارة ترامب التي تورطت في إبادة غزة جماعيًا، حسب فريحات.
وقال سيرجي لافروف إن دور مصر رائد وأساس، ويظهر ذلك بوضوح في قمة شرم الشيخ اليوم. وأكد الوزير الروسي أن العلاقة بين روسيا ومصر هي علاقة نموذجية، فنحن نبني أول محطة نووية في مصر، وهناك تعاون كبير في النقل اللوجستي، ولدينا مدينة صناعية روسية في مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة بقناة السويس.
ووصف الوزير الروسي مصر بأنها شريك وصديق محوري في شمال أفريقيا، وأن العلاقات تنظر في مسارات التعاون الواعدة وتشجع الأطراف المعنية في الملفات المختلفة على العمل بشكل إيجابي، مثل التنسيق في ملف ليبيا التي نأمل أن يتم التوصل إلى تسوية فيها نحن بحاجة إليها.
وأشار لافروف إلى أن تاريخ العلاقات الثنائية حافل منذ أيام الاتحاد السوفيتي، والتعاون المثمر في مشروعات الطاقة العملاقة في الماضي.