اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمن الإقليمي خالد عكاشة، تفاصيل غير معلنة حول كواليس استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حضور قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكدًا أن القرار مصري خالص من بدايته حتى نهايته، 'بدأ من عند الرئاسة المصرية وانتهى بمعرفتها'، على حد قوله.
عكاشة: سيناريو مصري محكم لإدارة موقف مفاجئ
أكد عكاشة أن ما جرى لم يكن وليد الصدفة ولا بفعل ضغوط خارجية، بل جاء في إطار خطة مصرية معدّة مسبقًا لمواجهة سيناريوهات متعددة، من بينها احتمال أن يطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تأكيد مشاركته، دعوة نتنياهو إلى القمة بشكل مفاجئ.
وأوضح أن هذا السيناريو كان من شأنه إحراج القاهرة إذا تم رفض الطلب الأمريكي علنًا، بما قد يؤدي إلى تفجير المؤتمر قبل انعقاده. لكن الأجهزة المصرية، بحسب عكاشة، كانت على أتمّ الاستعداد بمسارات بديلة وإجراءات دقيقة ومحسوبة، تضمن الحفاظ على سير القمة دون أزمات.
استعداد مسبق حتى للسيناريو الكارثي
وأضاف الخبير الاستراتيجي أن القاهرة استعدت حتى لأسوأ الاحتمالات، وهو أن يهبط الرئيس الأمريكي في شرم الشيخ وقد اصطحب معه نتنياهو دون إخطار مسبق.
وقال إن الطاقم المصري كان جاهزًا لهذا الاحتمال الكارثي أيضًا، للحفاظ على استقرار أعمال القمة، مشيرًا إلى أن ما حدث فعليًا لم يخرج عن نطاق الخطة المعدة سلفًا.
تفاصيل ما جرى داخل الغرف المغلقة
وأشار عكاشة إلى أن الإجراءات المصرية جرت وفق ترتيب دقيق:
أولًا، وافق الرئيس المصري على طلب ترامب السماح بالحضور، حفاظًا على المسار البروتوكولي، مع إصدار بيان عاجل من الرئاسة في التوقيت المناسب ليصل للطرفين الأمريكي والإسرائيلي.
ثانيًا، فُعّلت إجراءات استباقية لتثبيت حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتنسيق مع الأردن وفرنسا، ضمانًا لتوازن الصورة السياسية في القمة.
ثالثًا، تم تكليف الطاقم المصري بإدارة سيناريو يجعل قرار عدم حضور نتنياهو نابعًا من نفسه، وليس من رفض مصري مباشر.
وبحسب عكاشة، فإن الفريق المصري المكلف نجح في استثارة تحفظات وغضب عدد من الوفود المشاركة من احتمالية مشاركة نتنياهو، في مقدمتهم قادة تركيا وقطر والعراق وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وهو ما وصل لنتنياهو نفسه عبر قنوات غير مباشرة.
وأوضح أن الطاقم المصري نقل بدقة رسالة مفادها أن المساحة البروتوكولية المخصصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ستكون محدودة للغاية، وربما تُفسد زيارة ترامب إلى تل أبيب، وهو ما دفع نتنياهو في النهاية إلى التراجع عن الحضور بإرادته الكاملة، دون أي علاقة بمناسبات دينية كما رُوّج إعلاميًا.
إشادة بالاحتراف المصري
وختم خالد عكاشة منشوره بتوجيه الشكر للرئاسة المصرية ولـ'الطاقم المصري الرائع الذي أدار الموقف بكفاءة مذهلة منذ انطلاق جولات التفاوض'، مؤكدًا أن ما حدث في شرم الشيخ يعكس احتراف الدولة المصرية في إدارة ملفاتها الحساسة بهدوء وذكاء استراتيجي.