مشاجرة ومزاح وغزل.. اللحظات الأكثر طرافة في رحلة ترامب إلى شرم الشيخ

عُقدت، الاثنين، قمة السلام في شرم الشيخ برئاسة مشتركة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، للاحتفال بمرحلة أولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ في 10 أكتوبر بوساطة أمريكية.

الرحلة القصيرة التي استمرت نحو 24 ساعة من واشنطن إلى إسرائيل ثم مصر والعودة، كشفت عن لمحات إنسانية غير تقليدية تجاوزت حدود البروتوكول الرسمي، وسرعان ما وجدت طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرةً نقاشات واسعة حول “الشو الشخصي مقابل السلام الحقيقي”، خاصة مع حاجة غزة إلى 300 ألف خيمة على الأقل، وفق تقرير شبكة 'إيه بي سي نيوز'.

ترامب يكافح لإغلاق مظلته تحت المطر

غادرت الطائرة الرئاسية إير فورس وان قاعدة أندروز العسكرية في ولاية ماريلاند مساء 12 أكتوبر تحت أمطار غزيرة، وظهر ترامب وهو يكافح لإغلاق مظلته قبل صعوده إلى الطائرة، في مشهد أثار ضحك الحراس والصحفيين، ووثّقته شبكة 'إيه بي سي نيوز'.

وخلال الرحلة، عقد ترامب جلسة صحفية مطوّلة استغرقت 25 دقيقة تناولت ملفات الشرق الأوسط والصين، وشهدت مواجهة حادة بينه وبين المراسلة 'داشا بيرنز' من موقع بوليتيكو، التي سألته عن التعريفات الجمركية الجديدة على الصين بنسبة 100%.

ورد ترامب ساخرًا: 'أنتِ من أي وسيلة إعلامية؟'، ثم أضاف مازحًا أمام الصحفيين: 'بوليتكو مخطئة في كل شيء! أخبار مزيفة!'.

صحيفة 'ديلي ميل' سلطت الضوء على الموقف، ونشرت مقطع الفيديو الذي حصد ملايين المشاهدات على منصة 'إكس'.

تفاصيل الرحلة الجوية وأجواء الدعابة

تناول الصحفيون على متن الطائرة وجبة مكونة من الإسباجيتي والسلطة الإيطالية وحلوى التيراميسو، وفق ما نشرته الصحفية 'مارجو مارتن' عبر إنستغرام، بينما اختار ترامب وجباته المفضلة من شرائح اللحم والبيض والديك الرومي مع مشروب الكوكاكولا.

ورغم المطر، ارتدى ترامب بدلة رمادية داكنة وربطة عنق حمراء، وحرص على إطلاق نكات خفيفة عن 'السلام الذي يتحدى العواصف'، بحسب 'تايمز أوف إسرائيل'.

لحظات عاطفية في تل أبيب

في مطار بن غوريون، التقى ترامب عائلات الرهائن الإسرائيليين في لقاء اتسم بالعاطفة، حيث احتضن الأمهات وبكى معهن، متعهدًا بـ'إنهاء الكابوس' وإعادة إعمار غزة، وفق موقع 'بوليتيكو'.

وأهداه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حمامة ذهبية رمزية، مع ترشيحه لجائزة 'إسرائيل'، وتلقى رسائل شكر من ذوي الرهائن.

وفي كلمته أمام الكنيست، ألقى ترامب خطابًا امتد ساعة كاملة، مازح الحضور عن تأخره قائلًا: 'السلام يستحق الانتظار'، وروى قصصًا عن فقدان الأحبة في الحروب، قبل أن يدعو الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوج للعفو عن نتنياهو، معتبرًا قضايا 'السيجار والشمبانيا' مجرد 'تفاهات'، بحسب ما نقل 'بوليتيكو'.

من الكنيست إلى شرم الشيخ: مصافحات وجدل

خلال القمة في شرم الشيخ مساء 13 أكتوبر، رحّب ترامب بنحو 27 من القادة والدبلوماسيين أمام لافتة كتب عليها Peace 2025، وسط تأخير عن الموعد الأصلي.

وكانت مصافحته مع الرئيس محمود عباس الأبرز، إذ استمرت طويلًا وسط تصفيق الحضور، في أول لقاء بينهما منذ 8 سنوات. أما مصافحته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فوصفتها 'ديلي ميل' بأنها 'شد وجذب'، مع تعليقات غامضة لم تُلتقطها الميكروفونات.

ومع الرئيس السيسي، غلبت الودية الشخصية على اللقاء، إذ عبّر ترامب عن اعتزازه بـ'الصداقة التي تعود إلى عام 2016'، بينما مازح الشيخ منصور بن زايد قائلًا: 'لديكم نقود لا نهاية لها! ولكنك رجل رائع أيضًا!' — وهو تعليق أثار موجة من التغريدات الكروية بسبب ملكية الشيخ منصور لنادي مانشستر سيتي.

الميكروفون المفتوح والجدل الدبلوماسي

من أكثر اللحظات إثارةً في القمة، تسجيل حديث جانبي غير مقصود عبر ميكروفون مفتوح بين ترامب والرئيس الإندونيسي برابوو سوبراتو، الذي سأله عن لقاء محتمل مع نجل ترامب في منطقة 'غير آمنة' بإندونيسيا.

ورد ترامب: 'سأطلب من إريك الاتصال بك، إنه ولد جيد'. وأثار التسجيل جدلًا واسعًا حول تداخل السياسة مع الأعمال، خاصة مع توسع منظمة ترامب في مشاريع عقارية بإندونيسيا.

مزاح ورسائل مبطنة

اختتم ترامب القمة بدعابة قال فيها: 'بعضكم لا أحبه، لكن السلام يجمعنا'.

العبارة فتحت باب التكهنات حول من يقصده تحديدًا؛ ورجّح مراقبون أنه ربما يشير إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أو رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في ضوء الخلافات الأخيرة حول الإنفاق الدفاعي في الناتو.