اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
إنجاز دولي جديد يؤكد الحضور المصري الفاعل على الساحة العالمية، جاء فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ليشكل محطة مضيئة في مسار الدبلوماسية الثقافية المصرية، ويعكس المكانة التي باتت تحظى بها مصر في دعم قضايا الثقافة والتعليم وحماية التراث الإنساني.
ويعد هذا الفوز تتويجًا لدور مصر الرائد في تعزيز الحوار بين الحضارات وإبراز ثقلها التاريخي والحضاري، ورسالة تقدير من المجتمع الدولي للخبرات الوطنية القادرة على قيادة مؤسسات عالمية كبرى بكفاءة واقتدار.
ويرى عدد من الخبراء أن تولي الدكتور العناني هذا المنصب الرفيع لا يمثل مجرد إنجاز شخصي أو دبلوماسي، بل يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في تعزيز حضورها داخل أروقة المنظمة الدولية، ويفتح آفاقًا جديدة أمام مصر للمشاركة بفاعلية في رسم ملامح مستقبل الثقافة والتعليم وحماية التراث على مستوى العالم.
قال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية والخبير الاستشاري للبلديات الدولية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، إن فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يمثل حدثًا تاريخيًا للعرب والمصريين جميعًا، مؤكدًا أنه أول عربي يتولى المنصب بالإجماع، في وقت امتنعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.
وأضاف عرفة أن هناك ملفات شائكة ستواجه قيادة اليونسكو خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها ملف التعليم، موضحًا أن العالم ما زال يعاني من تفاوت جودة التعليم بين الدول الغنية والفقيرة، فضلًا عن صعوبة تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان التعليم الجيد للجميع بحلول عام 2030.
وأشار إلى أن التحول الرقمي في التعليم يواجه عقبات كبيرة نتيجة ضعف البنية التكنولوجية في كثير من الدول النامية، إلى جانب التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي، فضلًا عن أزمات التعليم في مناطق الحروب، حيث يفقد الأطفال في فلسطين والسودان واليمن وأوكرانيا حقهم في التعليم الآمن، ويتعرضون للقتل والانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وجهات أخرى مسلحة.
وفيما يتعلق بملفات الثقافة والتراث، أوضح عرفة أن المنظمة تواجه تحديات كبيرة في حماية التراث الإنساني في مناطق الصراع، بعدما شهدت السنوات الأخيرة عمليات تدمير ونهب واسعة للمواقع الأثرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدًا أن ضعف الالتزام الدولي يمثل عقبة أمام تطبيق قرارات حماية التراث.
وأشار إلى وجود صراعات بين بعض الدول حول تسجيل التراث غير المادي، مثل الفنون الشعبية والأكلات التقليدية، مؤكدًا أن هذه الخلافات تتطلب رؤية متوازنة تحفظ الحقوق الثقافية لكل الشعوب.
وأضاف عرفة أن من بين الملفات المهمة كذلك ملف التغير المناخي وتأثيره على التراث العالمي، حيث تهدد ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد عددًا من المواقع التراثية، إلى جانب ملفات حرية التعبير والإعلام وأزمات التمويل والسياسة التي واجهت المنظمة بعد انسحاب أو تقليص مساهمات بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة في فترات سابقة.
وختم الخبير في الإدارة المحلية تصريحه بالتأكيد على أن ملفات التنمية المستدامة والبيئة تمثل أولوية قصوى أمام اليونسكو خلال المرحلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بتنفيذ برامج التعليم البيئي ودمج الثقافة والتراث في خطط التنمية المستدامة، معربًا عن ثقته في قدرة الدكتور خالد العناني على قيادة المنظمة بكفاءة عالية تليق بمكانة مصر والعالم العربي.