اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت أسواق المعادن الثمينة اليوم الأربعاء قفزة تاريخية غير مسبوقة، بعدما تجاوز سعر الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه، مدفوعًا بموجة قوية من الطلب العالمي على الملاذات الآمنة وسط التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية المتصاعدة، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
مكاسب قوية في المعاملات الفورية والآجلة
ووفقًا لبيانات التداول، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.29% ليصل إلى 4035.07 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتسجل 4025 دولارًا للأونصة، في أداء يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في استمرار الاتجاه الصعودي.
الذهب مخزن آمن للقيمة وسط الأزمات
ويُعد الذهب الملاذ الأكثر أمانًا في أوقات الاضطرابات، وقد ارتفع منذ بداية عام 2025 بنسبة 52% بعد أن سجل في عام 2024 زيادة بلغت 27%، وفقًا لتقرير وكالة 'رويترز'. ويرى محللون أن المعدن الأصفر يستفيد حاليًا من حالة القلق العالمية بشأن تباطؤ الاقتصاد وارتفاع الديون وضعف الدولار الأميركي.
ساويرس: الذهب قد يصل إلى 5000 دولار قريبًا
وفي تصريح خاص لقناة العربية، قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس إنه يتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى مستوى 5000 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة، مستندًا إلى استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب وتنامي الاتجاه العالمي لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار.
توقعات بتخفيضات جديدة في أسعار الفائدة
وأشار المحللون إلى أن المستثمرين يتوقعون خفضًا جديدًا في سعر الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع خفض إضافي مماثل متوقع في ديسمبر، وهو ما يدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب، باعتباره المستفيد الأكبر من تراجع العائدات الحقيقية على الأصول المالية.
أسباب الارتفاع التاريخي
ويرجع هذا الصعود القياسي إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها زيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وتجدد الإقبال على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إلى جانب تراجع الدولار الأميركي وارتفاع الطلب الفردي في الأسواق الآسيوية والأوروبية. كما ساهمت الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان في زيادة الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.
تراجع البيانات الأميركية وتأثيره على الأسواق
وبحسب التقارير، دخل الإغلاق الحكومي الأميركي يومه السابع أمس الثلاثاء، مما أدى إلى تعطيل نشر مؤشرات اقتصادية رئيسية، وهو ما أجبر المستثمرين على الاعتماد على البيانات الثانوية لتقييم توقيت ومدى تخفيض الفائدة المقبلة، ما زاد من حالة عدم اليقين التي تدفع نحو الذهب.
ثقة المستثمرين تدفع الأسعار إلى آفاق جديدة
وقال تاي وونغ، تاجر المعادن المستقل، إن الأسواق تتجه الآن إلى الهدف الكبير المقبل وهو 5000 دولار للأونصة، مشيرًا إلى أن العوامل الداعمة للصعود لا تزال قوية، وعلى رأسها تراكم الديون الأميركية وضعف الدولار العالمي. وأضاف أن التهدئة المحتملة في أوكرانيا أو الشرق الأوسط قد تُحدث تباطؤًا مؤقتًا، لكنها لن تغيّر الاتجاه العام.
محللو الأسواق: “الخوف من تفويت الفرصة” يغذي الصعود
وأكد جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك 'يو.بي.إس' أن المستثمرين يشترون الذهب حتى مع ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن 'الخوف من تفويت الفرصة' أصبح أحد المحركات الأساسية لارتفاع الأسعار الحالية، ما يعزز زخم الصعود في الأسواق العالمية.
ارتفاع المعادن النفيسة الأخرى
وفي المقابل، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 48.03 دولارًا للأونصة، كما صعد البلاتين بنسبة 2.2% إلى 1653.21 دولارًا للأونصة، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 1355.32 دولارًا للأونصة، في موجة صعود شاملة شملت كافة المعادن النفيسة.