اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن ما ارتكبه المجرم علي عبد الرحمن الشهير بـ'كوشيب' من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق، مشيرًا إلى أنه نفذ أبشع المجازر في مناطق دليج، كرع جداد، وادي صالح، قارسيلا، مكجر، الجنينة، زالنجي وصرة بندسي وغيرها من مدن وقرى دارفور التي عانت ويلات الإبادة والعنف والدمار.
وأكد مناوي دعمهم القوي للعدالة أينما كانت، موضحًا أن الإدانة الدولية الصادرة بحقه تمثل انتصارًا عظيمًا للضحايا الذين سقطوا تحت وطأة الاختفاء القسري والتطهير العرقي والتهجير القسري، وانتصارًا للأيتام والأرامل والشيوخ الذين أُحرقوا داخل بيوتهم ومساجدهم.
العدالة تنتصر للضحايا والمظلومين
وأضاف مناوي أن إدانة كوشيب تُعد انتصارًا لتلك الأم المفجوعة التي أُبيد زوجها وأطفالها الستة أمام عينيها، وانتصارًا لأهالي قرية دليج الذين أُبيد منهم أكثر من ثمانية وستين نفسًا بريئة بلا ذنب سوى انتمائهم لأرضهم. واعتبر الإدانة ردًّا للمظلومين وصوتًا للنازحين واللاجئين والمغتصبات والمشردين، ورسالة واضحة للعالم بأن العدالة لا تموت مهما طال الزمن أو تغيّرت الظروف.
حركة العدل والمساواة
ورحبت حركة العدل والمساواة السودانية بالحكم الذي وصفته بالتاريخي، الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بإدانة علي محمد علي عبد الرحمن (كوشيب) في أكثر من 27 تهمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها في إقليم دارفور. وأكد الناطق الرسمي باسم الحركة محمد زكريا أن هذا القرار يمثل انتصارًا عظيمًا للضحايا الذين عانوا من القتل والاغتصاب والتشريد والتعذيب على أيدي الميليشيات التي قادها كوشيب، مشددًا على أن العدالة قد تتأخر لكنها لا تسقط بالتقادم، وأن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن.
ثمرة نضال قوى الكفاح المسلح
ونوّه زكريا إلى أن الإدانة جاءت ثمرة نضال طويل خاضته قوى الكفاح المسلح دفاعًا عن العدالة وحقوق الضحايا، وتجسيدًا لصمود السودانيين المطالبين بالإنصاف، معتبرًا أنها رسالة قوية إلى مجرمي مليشيا الدعم السريع وكل من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء بأن العدالة ستلاحقهم أينما فروا. ودعا المؤسسات العدلية في السودان إلى الالتزام باتفاقية جوبا لسلام السودان عبر مثول المطلوبين أمام العدالة، كما ناشد المجتمع الدولي بمواصلة دعمه لمسار العدالة الانتقالية والوقوف إلى جانب الضحايا.
مناوي يفاجئ منتقديه بموقف حاسم
يأتي موقف مناوي هذا مخالفًا لتوقعات بعض القوى السياسية، إذ تحدث أنصار تحالف تأسيس عن صمته وصمت وزير المالية جبريل إبراهيم إزاء محاكمة كوشيب، مشيرين إلى أنهما ربما يتجنبان التعليق حفاظًا على مشاعر حلفائهما من العسكريين، غير أن تصريحات مناوي القوية فندت تلك المزاعم وأكدت التزامه بمبدأ العدالة وحقوق الضحايا دون مجاملة لأي طرف.
تفاصيل الحكم التاريخي الصادر من المحكمة الجنائية
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أدانت يوم الاثنين 6 أكتوبر، علي محمد عبد الرحمن كوشيب بأكثر من 26 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في إقليم دارفور بين عامي 2003 و2004. وشملت الاتهامات القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب والمعاملة الوحشية، وهي من أبشع الجرائم التي شهدها الإقليم خلال فترة النزاع.
بداية القضية ومسار المحاكمة
يُذكر أن كوشيب سلّم نفسه طواعية للمحكمة الجنائية الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى بتاريخ 9 يونيو 2020، وبدأت محاكمته رسميًا في 5 أبريل 2022. وفي ديسمبر 2024، انتهت المرافعات الختامية بين الادعاء والدفاع. وقد أنكر كوشيب التهم كافة، مدعيًا أنه ليس الشخص المقصود وأن هناك خطأ في الهوية.
العدالة الدولية تعيد الأمل إلى دارفور
ويُنظر إلى هذه الإدانة على أنها خطوة مفصلية في مسار العدالة الدولية في السودان، حيث يرى مراقبون أنها قد تفتح الباب لملاحقة بقية المتورطين في جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية. كما اعتبرها حقوقيون انتصارًا معنويًا كبيرًا لأهالي دارفور الذين ينتظرون القصاص منذ أكثر من عقدين.
رسالة واضحة لكل مجرمي الحرب
وشددت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة أن يكون الحكم الصادر بحق كوشيب رسالة قوية لكل من تورط في جرائم مماثلة بأن العدالة لن تغمض عينيها، وأن حقوق الضحايا ستبقى محفوظة مهما طال الزمن، في حين رأت منظمات دولية أن الخطوة تمثل نقطة تحول نحو بناء دولة القانون والعدالة في السودان.