اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
طالبت الأمم المتحدة عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، يوم الأحد، بإجراء تحقيق شامل ونزيه في القصف الذي شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي وصفتها بـ”الانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي”.
تصاعد الهجمات على الفاشر
وأوضحت الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع زادت وتيرة هجماتها على مدينة الفاشر منذ أغسطس الماضي، عقب تهجيرها لمعظم سكان المدينة ومخيمات النازحين والقرى المجاورة، في إطار محاولاتها المستمرة منذ 11 مايو 2024 للسيطرة على عاصمة شمال دارفور.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون في بيان رسمي، إن طائرات مسيّرة شنت هجمات متتالية على موقع يأوي نازحين في حي الدرجة الأولى بالفاشر يومي الجمعة والسبت الماضيين، ما أدى إلى مقتل 57 مدنيًا على الأقل بينهم أطفال.
قصف المستشفى السعودي
وكشفت براون أن قوات الدعم السريع نفذت سلسلة هجمات جديدة بين 5 و8 أكتوبر الجاري على المستشفى السعودي بالفاشر، الذي يُعد آخر مرفق طبي رئيسي عامل في المدينة، مما أدى إلى مقتل 53 مدنيًا وإصابة أكثر من 60 آخرين، مضيفة أن هذه الاعتداءات تمثل “ضربة قاصمة لبقاء المحاصرين داخل المدينة”.
وأوضحت أن القصف ألحق أضرارًا جسيمة بالمستشفى السعودي الذي يخدم آلاف المدنيين المتضررين من الحرب، مشددة على أن استهداف المرافق الطبية يعد انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وأن هذه الجرائم تتطلب تحقيقات عاجلة ومحاسبة صارمة للمتورطين.
الوضع الإنساني في الفاشر
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن مدينة الفاشر لا تزال تؤوي أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، يعيشون في ظروف إنسانية متدهورة للغاية نتيجة الحصار البري الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية والإغاثية بشكل شبه كامل.
ودعت براون إلى وقف استهداف المستشفيات والملاجئ ومراكز الإيواء، مؤكدة التزام الأمم المتحدة بدعم سكان الفاشر وجميع المتضررين من النزاع في السودان، ومطالبة بـوقف فوري للعنف ورفع الحصار عن المدينة.
يونيسف: قتل الأطفال جريمة لا تُغتفر
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مقتل 17 طفلًا بينهم رضيع عمره سبعة أيام فقط، وإصابة 21 طفلًا آخرين في هجوم استهدف مركز دار الأرقم للنازحين بالفاشر صباح السبت الماضي، مشيرة إلى أن المركز كان يستضيف عائلات نزحت بسبب الصراع الدائر في الإقليم.
وقالت المنظمة في بيانها إن قوات الدعم السريع تفرض قيودًا صارمة على الحركة والوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية داخل المدينة، فيما يتعرض المدنيون وبينهم آلاف الأطفال لـقصف متكرر وتدهور إنساني كارثي.
مطالبة بوقف العدوان وفتح ممرات آمنة
ودعت “يونيسف” إلى وقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء السودان، ورفع الحصار المفروض على الفاشر، مع تأمين ممرات إنسانية آمنة تتيح للمدنيين الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية، مؤكدة ضرورة ضمان حماية الأطفال والنساء من الهجمات العشوائية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل في تصريح قوي إن “الهجوم المدمّر على الأطفال والأسر النازحة الباحثة عن الأمان عملٌ شنيع لا يمكن تبريره”، مؤكدة أن “قتل الأطفال وإصابتهم جريمة كبرى وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، والهجمات على المدنيين في أماكن يفترض أن تكون ملاذًا لهم أمر لا يُغتفر”.
المدينة المحاصرة
وتؤكد تقارير ميدانية أن قوات الدعم السريع أقامت سواتر ترابية حول الفاشر للتحكم في مداخلها ومخارجها، فيما يطلق عناصرها النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار، الأمر الذي أجبر آلاف السكان على البقاء تحت القصف وانعدام الغذاء والمياه، وسط صمت دولي متزايد بشأن المأساة الإنسانية التي تتكشف يومًا بعد يوم في شمال دارفور.
ويُعد هذا القصف الأخير واحدًا من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ بداية الحرب، في وقت تتواصل فيه نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوقف استهداف المدنيين وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.