اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٥
صدر حديثًا عن دار العربي للنشر كتاب بعنوان 'استراتيجيات مواجهة خطاب الكراهية وآليات التصدي'، للكاتب هاني ضوة، والأكاديمية د. هدى لحكيم بناني.
ويُعد الكتاب الأول من نوعه في المكتبة العربية كدليل مرجعي شامل يهدف إلى تقديم فهم عميق ومتكامل لقضية خطاب الكراهية وأبعادها، إضافة إلى اقتراح آليات عملية للتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تهدد استقرار المجتمعات وتماسكها.
ويمثل الكتاب، الذي يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، إضافة نوعية وفريدة للمكتبة العربية، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة لمراجع عربية شاملة حول مواجهة خطاب الكراهية. وقد اعتمد المؤلفان على منهجية علمية مدعومة بأكثر من 80 مرجعًا عربيًا وأجنبيًا، ما يعكس الجهد المبذول لتقديم رؤية شاملة ومتكاملة حول الظاهرة.
وكتب مقدمة الكتاب د.نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث أكد في مقدمته أن هذا الكتاب يأتي في وقته وفي حينه، خصوصًا مع تنامي دعوات الكراهية والعنصرية، فضلًا عن اتجاهات الإبادة التي تقوم بها العصابات والكيانات المتعطشة للدماء والمتسلحة بالحقد والبغضاء ضد الإنسانية عامة والعرب والمسلمين خاصة، وأعني هنا الجماعات الصهيونية والحركات الماسونية. ولا شك أن ما يصدر عنها في غزة وفلسطين وسوريا ولبنان لهو خير شاهد على ذلك.
أضاف في المقدمة أن هذا الدليل يمثل بداية أو خطوة مهمة لبذل الجهود من قبل أصحاب الضمائر الحية والفطر السوية والعقول المستقيمة والتوجهات الخالصة الصادقة للعمل على بذر المحبة ونشر المودة والتحفيز على تعميق أواصر الأخوة، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز السلم وتأكيد التعايش المشترك، مما يدفع إلى البناء والتشييد والعمران. خصوصًا وأن هذا الدليل قدَّم جملة من الإرشادات القانونية اللازمة لإدراك خطورة خطاب الكراهية والوقوف على عواقبه وآثاره.
وأشار في مقدمة الكتاب إلى أن مؤلفي الكتاب كانا على يقظة ودراية عندما توقفا أمام الوسائل التكنولوجية الحديثة والمسؤولية الجماعية والفردية وضرورة الدعم لضحايا هذا الخطاب المؤسس على الكراهية والقائم عليها. وما يمكن أن يتحقق من مراعاة للقيم الإنسانية وحقوق البشرية، وكل ذلك بأسلوب واضح وتحقيق دقيق، وذلك من خلال بناء منهجي لموضوع خطاب الكراهية من مختلف الجوانب، مع تحليل عميق للأبعاد المفاهيمية والتاريخية والتشريعية، واستراتيجيات المواجهة المتاحة.
اختتم المفتي تقدمة الكتاب بقوله:'نحن أمام عمل رصدي لظاهرة الكراهية وتحليل الخطاب الخاص بها، معتمدًا على مجموعة من الأطر والأساليب والوسائل والتطبيقات، وكل هذا بأسلوب يعتمد فيه المؤلفان على الحق والدوران معه'.
يتناول الكتاب قضية 'خطاب الكراهية' من زوايا متعددة، مستعرضًا الأبعاد المفاهيمية والتاريخية والتشريعية، مع تقديم استراتيجيات فعّالة لمواجهته. ينقسم الكتاب إلى فصلين رئيسيين يتضمنان محاور تغطي الموضوع بشكل شامل ومتكامل.
ويضم الفصل الأول من الكتاب، من خلال تسعة محاور متنوعة، التعريفات والممارسات المرتبطة بخطاب الكراهية، مع استعراض تأثيراته التاريخية والقانونية والاجتماعية. يبدأ بتعقيدات تعريف هذا المفهوم، حيث يستعرض الخلفيات التاريخية والقانونية التي تؤثر على تطبيقه، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي. يتناول أيضًا العلاقة بين الكلمات المستخدمة في الخطاب العدائي وتأثيرها على بناء العداء الاجتماعي، مشيرًا إلى التداخل بين حرية التعبير وخطاب الكراهية. بالإضافة إلى ذلك، يناقش الفصل تأثيرات خطاب الكراهية على المجتمعات، بدءًا من التحريض اللفظي وصولًا إلى العنف المادي، ويشير إلى الثغرات التشريعية التي تحتاج إلى معالجة للحد من هذه الظاهرة.
ويركز الفصل الثاني، من خلال ثمانية محاور على أهمية تكاتف مختلف فئات المجتمع لمواجهة هذه الظاهرة. يتناول دور الأكاديميين والباحثين في تطوير المناهج والأدوات التعليمية، ويبرز دور الإعلام في تعزيز التسامح ونشر القيم الإيجابية. كما يُسلط الضوء على كيفية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفعالة في المجتمع، مع التأكيد على أهمية التعليم والتثقيف. يُناقش أيضًا دور المؤسسات الرسمية في وضع قوانين فعّالة لمواجهة خطاب الكراهية، ويشير الكتاب إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والمجتمع لتعزيز قيم التسامح والاعتدال.
كما يضم كتاب 'استراتيجيات مواجهة خطاب الكراهية' تصميم 'حقائب تدريبية متخصصة' تستهدف مختلف الفئات المتنوعة، مثل: المؤسسات الرسمية والدينية والإعلامية، إضافة إلى الشباب، لتعزيز قدراتهم في مواجهة خطاب الكراهية. وتهدف هذه الحقائب إلى تقديم أدوات واستراتيجيات عملية للتعامل مع هذا الخطاب بكفاءة وفعالية.
ويختتم الكتاب بتقديم توصيات عملية مبنية على تحليل علمي، تهدف إلى تعزيز جهود الأفراد والمؤسسات في التصدي لخطاب الكراهية وتحقيق مجتمع أكثر تسامحًا وتعايشًا.
ويشدد الكتاب على أهمية التقييم المستمر لجهود مكافحة خطاب الكراهية وقياس النتائج لضمان تحسين البرامج التدريبية والاستراتيجيات المستخدمة.