اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم تمضِ ساعات قليلة على التهديدات التي أطلقها قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتوعد فيها بتصعيد المواجهة مع الجيش السوداني، حتى شنت قواته الأربعاء هجمات بالمسّيرات، استهدفت «مطار الخرطوم الدولي»، قبل ساعات من إعادة تشغيله بعد إغلاق دام عامين ونصفاً.
وفي كلمة مصورة بثت على قناته في منصة «تلغرام»، ليل الثلاثاء-الأربعاء، صعّد حميدتي من لهجته، مهدداً باستهداف «أي طائرة أو مسيرة تقلع من داخل البلاد أو خارجها، تستهدف المدنيين» في مناطق سيطرته في دارفور.
قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أ.ف.ب)
وقال: «نحن صمتنا كثيراً، اسمعوا مني الآن، أي طائرة أو مسيرة تقوم من أي مطار أو من دولة مجاورة (لم يذكر اسمها)، تُسقط أو تضرب وتقتل، هذا المطار سيكون هدفاً مشروعاً لنا»، مضيفاً: «سنوقف هذه المسيرات».
وتابع: «سنرد بقوة بشن ضربات على الثكنات والمواقع العسكرية للجيش، وهو حق مشروع في إطار الدفاع عن أنفسنا»، موجهاً قواته بالذهاب الفوري إلى ميادين القتال.
وكان قائد الجيش، رئيس «مجلس السيادة» عبد الفتاح البرهان، تفقد يوم الثلاثاء مطار الخرطوم الدولي، بعد ساعات من تعرضه لضربات بمسيرات تابعة لــ«الدعم السريع»، وجدد «العزم على القضاء على التمرد، وعدم إعطائه فرصة للعودة مرة أخرى إلى المشهد في البلاد».
وقال البرهان: «لا نريد لأي مرتزق أو ميليشيوي، ولا أي جهة تساند (ميليشيا الدعم السريع) أي دور في مستقبل السودان».
وشن الجيش في الأيام الماضية سلسلة من الغارات الجوية بطائرات مسيرة، استهدفت مناطق عدة في ولايات إقليم دارفور، الخاضعة بشكل شبه كامل لسيطرة «قوات الدعم السريع».
ولكن لليوم الثاني على التوالي استهدفت مسيرات «الدعم السريع» مطار الخرطوم الدولي، الذي كان من المقرر أن يستأنف أولى رحلاته الداخلية، بعد إغلاقه منذ اندلاع الحرب في البلاد.
وفد رئيس مجلس السيادة عند مخرج صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم (إعلام السيادة)
وقال شهود عيان، من الأحياء المجاورة للمطار شرق الخرطوم، لــ«الشرق الأوسط»: «إنهم شاهدوا اشتعال النيران وتصاعد الدخان الكثيف في محيط المطار».
وأفادت تقارير إعلامية بتأجيل رحلات مجدولة لإحدى شركات الطيران السودانية كان مقرراً أن تبدأ الأربعاء، إلى أجل غير مسمى، بعد التطورات الأخيرة.
وفي السياق ذاته، صدّت المضادات الأرضية للجيش فجر الأربعاء هجوماً بطائرة مسّيرة، كان يستهدف المحطة التحويلية للكهرباء في مدينة الرصيرص بولاية النيل الأزرق.
ودخلت الحرب في السودان منعطفاً جديداً مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بالطائرات المسيرة التي طالت المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين في الخرطوم ودارفور، وولايات أخرى في شمال وجنوب البلاد.
تجدد المعارك
وإلى ذلك، قال حميدتي عن مدينة الفاشر المحاصرة من قبل قواته منذ أكثر من 18 شهراً إن الممرات الآمنة مفتوحة أمام كل من المدنيين والعسكريين للخروج من المدينة إلى مخيمات النازحين في مناطق بولاية شمال دارفور. ودعا المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات لكل المناطق التي تقع تحت سيطرة قواته في إقليمي دارفور وكردفان غرب البلاد.
حرب المُسيَّرات في السودان دمَّرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)
وجدد حميدتي الدعوة لتشكيل «لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق في كل المجازر التي حصلت البلاد»، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبت في حرب 15 أبريل (نيسان) 2023، مشدداً على أنه «لا تنازل عن هذا المطلب».
ويرأس قائد «الدعم السريع» «المجلس الرئاسي» للحكومة الموازية في البلاد، ومقرها مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، غرب السودان.
وفي الفاشر، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش والقوات المساندة له، من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى، حسبما أفادت مصادر عسكرية ومحلية في المدينة.
جانب آخر من النازحين من الفاشر (منسقية اللاجئين والنازحين في فيسبوك)
وقالت «الفرقة السادسة مشاة» في الجيش إنها صدّت هجمات عنيفة شنّتها «ميليشيا الدعم السريع» على المحور الجنوبي لمدينة الفاشر.
وحققت «قوات الدعم السريع» في الأسابيع الماضية تقدماً لافتاً، وتوغلت في الأحياء الشرقية والجنوبية للفاشر، وفي المقابل يسيطر الجيش على القطاع الغربي من المدينة، وأجزاء من «مخيم أبو شوك» للنازحين.
ويشير أحدث تقرير أممي إلى أن الفاشر تؤوي نحو 260 ألف مدني، في ظل انعدام شبه كامل للمساعدات الإنسانية. وحذر من أن يؤدي الحصار المفروض على المدينة، وقطع طرق الإمداد، وتوقف وصول القوافل الإنسانية في معظم الأحيان إلى مأساة إنسانية «غير مسبوقة».