اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
منذ رحلة نتنياهو الأولى إلى واشنطن وحواره مع ترامب، وإسرائيل تعمل للوصول إلى اتفاق مرحلي ووقف النار. الرئيس ترامب معني بتحريك مسيرة سلام إقليمية وضم دول أخرى إلى اتفاقات إبراهيم وعلى رأسها السعودية، ليؤدي بذلك إلى نمو اقتصادي إقليمي وعزل إيران.
واضح أن ما سيجلب السعوديين ودولاً أخرى إلى الطاولة هو إنهاء الحرب في غزة وبدء مسيرة الإعمار. استجابت إسرائيل لطلب ترامب، وأرسلت طاقماً لخوض مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة على اتفاق مرحلي يتضمن وقف نار لستين يوماً، يتحرر في أثنائه عشرة مخطوفين أحياء وجثامين موتى في عدة دفعات.
أثناء وقف النار، تجرى محادثات على مرحلة إنهاء الحرب، مع ضمانات من ترامب لحماس بعدم استئناف الحرب ما دامت المفاوضات جارية. فهمت حماس بأن إسرائيل معنية جداً بعقد صفقة بسبب ضغط أمريكي، فشددت الشروط، ووافق طاقم المفاوضات بتعليمات من رئيس الوزراء، على تنازلات كثيرة.
وحسب ما نشر، سينتشر الجيش الإسرائيلي أثناء وقف النار في خطوط هيكلية لنهاية الحرب. أما السكان في غزة فسيعودون إلى أرجاء القطاع كله، وستدخل مساعدات إنسانية وتوزعها حماس – التي ستعود لتسيطر على ما تبقى من غزة.
رغم انتصار إسرائيل العسكري في القطاع، تجري المفاوضات بشروط بدء صعبة. حماس التي تتحدث مباشرة مع محافل أمريكية رسمية، تجمع ثقة بالنفس؛ فهي لا تزال تحتجز 20 مخطوفاً أحياء، وتفهم بأن إسرائيل جاءت لتعقد صفقة بأي ثمن تقريباً بناء على طلب ترامب. في هذه الأثناء، تبدو إسرائيل في موقع دون، وهي في واقع الأمر تجري الآن مفاوضات تنازلت فيها عن انتشار الجيش الإسرائيلي في محور موراغ ونتساريم، وكذا عن انتشار أوسع في فيلادلفيا. يبدو هذا الانتشار كانتشار للجيش الإسرائيلي في خطوط إنهاء الحرب. في نهاية المعركة، سيتطلع الجيش الإسرائيلي للتموضع في شريط عازل حول القطاع وتجري على عرضه مفاوضات الآن. بالمقابل، تحصل إسرائيل على قسم من المخطوفين فقط، وباستطاعة حماس، التي ستبقى صاحبة السيادة، إعادة بناء نفسها من ناحية عسكرية أيضاً.
تكنوقراطيون عرب
إسرائيل ملزمة بوقف الانجراف وإعادة احتساب المسار من جديد. خير أننا أوقفنا المفاوضات في الدوحة التي ليست سوى حدث ابتزاز ومماطلة من جانب حماس. وصول ستيف ويتكوف إلى أوروبا، فرصة للجلوس أمامه لنقول له بوضوح إن منحى لصفقة جزئية لن ينجح، وإننا مستعدون للسير الآن إلى منحى إنهاء الحرب يتمثل بالكل مقابل الكل. والمعنى، قبول أجزاء من المقترح المصري، الذي في إطاره يحكم القطاع في المرحلة الانتقالية تكنوقراطيون عرب.
إعمار القطاع هو الورقة الأهم في أيدي إسرائيل، وعلينا أن نضمن تحكماً إسرائيلياً كاملاً بالعملية، بموافقة أمريكية وضمان أن حماس لن تكون جزءاً من العملية. التحكم بالإعمار – الذي يتضمن خطة مدنية كاملة، بما في ذلك التعليم – سيضمن وجه غزة لسنوات طويلة.
بالتوازي، ستنتشر إسرائيل عسكرياً على الحزام العازل، وهكذا يكون بوسعها أن تدافع عن بلدات الغلاف ضد اجتياح ما مع منطقة أمنية بعرض 1 – 1.5 كيلومتر، وبالمقابل تحصل على كل المخطوفين الأحياء والأموات. الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في هذه المرحلة هو بقاء القطاع بسلاحه، وسيكون لإسرائيل كتاب جانبي أمريكي يسمح بعمل عسكري ضد بنى تحتية عسكرية.
من ناحية سياسية، لرئيس الوزراء أغلبية داخل الحكومة لخطوة من هذا النوع. ستخرج الكنيست إلى الإجازة في الأحد القادم، ويبدو أن الانتخابات على أي حال ستجرى في الربع الأول من العام 2026. من الأفضل لرئيس الوزراء أن يصل إلى الانتخابات مع اتفاق إنهاء الحرب يعيد كل المخطوفين، مع حداثة عهد لانتصارات على حزب الله وإيران.
إن اتفاقاً سياسياً بقيادة الولايات المتحدة مع دول تنضم إلى اتفاقات إبراهيم، سيكون إنجازاً جوهرياً، وسيسمح بإعادة بناء الاقتصاد والمجتمع الممزق، الذي يحتاج هو الآخر إلى عملية إعمار وإشفاء.
أليعيزر تشايني مروم
معاريف 25/7/2025