اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في لحظة مفصلية تعيشها الساحة الجنوبية، يواصل الجنوب ترسيخ معادلة الثبات والانتصار مستندًا إلى القيادة الحكيمة للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.
المجلس الانتقالي استطاع، بصلابته السياسية ورؤيته الاستراتيجية المتماسكة، أن يحوّل تحديات السنوات الماضية إلى رصيد من القوة والوعي والقدرة على إدارة المعركة الوطنية بثبات واقتدار.
هذا الثبات لم يعد مجرد موقف سياسي، بل أصبح قاعدة صلبة يقوم عليها مشروع التحرر واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وقد أثبت المجلس الانتقالي أن الصمود ليس مجرد شعار بل ممارسة عملية تتجسد في الميدان السياسي، وعلى خطوط المواجهة العسكرية، وفي منظومة الأمن، وفي نبض الشارع الجنوبي الذي يلتف حول مشروعه الوطني.
فالتماسك الذي يظهر اليوم ليس نتاج لحظة طارئة، بل حصيلة مسار ممتد من الكفاح والوعي بالمسار التاريخي لقضية الجنوب، ومسؤولية الدفاع عنها أمام محاولات الطمس والتهميش ومؤامرات النيل من الهوية.
ويدرك المجلس الانتقالي أن أي انتصار حقيقي لا يتحقق إلا بوجود رؤية واضحة ومستقرة، وهو ما تجسده رؤيته القائمة على مبدأ استعادة دولة الجنوب بحدودها الجغرافية والسياسية المعترف بها دوليًا قبل 21 مايو 1990م.
هذه الرؤية ليست تفاوضية في جوهرها، وليست خاضعة لابتزازات سياسية أو ضغوط يتم وضعها، بل هي أساس وجود المجلس الانتقالي ودوافع نضاله ومركز الثقل الذي يلتف حوله الجنوبيون بمختلف أطيافهم.
وفي ظل واقع إقليمي ودولي شديد التعقيد، يبرز المجلس الانتقالي كرقم صعب استطاع تثبيت الحضور الجنوبي في قلب المشهد، رافضًا أي محاولات لتهميش إرادة الشعب أو الالتفاف على تطلعاته المشروعة.
وقد بنى المجلس الانتقالي شبكة من العلاقات السياسية الواسعة، ورسّخ حضورًا وازنًا في الملفات الدبلوماسية، وفي الوقت ذاته حافظ على جاهزية القوات الجنوبية التي شكلت جدار الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب والاعتداءات ومحاولات زعزعة الأمن.
ومن خلال هذا المسار، يثبت المجلس الانتقالي أن مشروع استعادة الدولة ليس حلمًا مؤجلًا، وإنما حقيقة تتشكل على الأرض يومًا بعد آخر.
وبالتالي فإن الجنوب بثبات قيادته ووعيه الشعبي وتماسك جبهاته، يسير نحو انتصاره المحتوم، وما يخطه اليوم من صمود واستمرار في الدفاع عن حقه التاريخي سيبقى شاهدًا على أن الإرادة حين تتجذر في الوعي الوطني، لا يمكن لأي قوة أن تعطل مسارها أو تمنع وصولها إلى غايتها الأخيرة وهي استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.













































