تمثال نادر لملكة يمنية يغادر البلاد منذ ما قبل السبعينيات ويعرض في معارض دولية

كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن تمثال أثري نادر يجسد امرأة بارزة من مدينة 'تمنع' التاريخية، عاصمة مملكة قتبان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

التمثال المصنوع من المرمر والبرونز، يُعد من أكمل التماثيل اليمنية القديمة، ويتميز بدقة نحته وثراء تفاصيله، حيث تمثل الشخصية فيه امرأة ملكية ترتدي تاجًا ومجوهرات فاخرة، وتتميز بملامح دقيقة ونظرة هادئة، في تجسيد فني نادر للجمال والرمزية الدينية في جنوب الجزيرة العربية القديمة.

ووفقاً للباحث، فإن التمثال غادر اليمن قبل عام 1970 إلى فرنسا، ومنها إلى سويسرا، ويُعرض حالياً ضمن معارض فنية دولية مرموقة، منها معرض 'باد لندن' السنوي للفنون، الذي يقام في ساحة بيركلي، ويعد من أبرز المعارض المتخصصة في الفنون القديمة.

وبحسب مؤسسة 'فينيكس للفن القديم' التي عرضت التمثال، فإن القطعة تتميز بكونها واحدة من أكثر التماثيل المرمرية حفظًا، وتجمع بين بساطة التكوين وعمق التعبير، إذ يظهر الشعر والمجوهرات والملامح الدقيقة بتفاصيل مصنوعة من البرونز ومادة داكنة يعتقد أنها البيتومين.

ويُرجح أن التمثال يمثل صورة لامرأة ملكية أو شخصية دينية بارزة، وُضعت قرب قبرها كنوع من التكريم الرمزي، وهو نمط معروف في فنون الجنوب العربي القديم، التي تميزت بتنوع كبير في التماثيل البشرية واستخدام الرمزية في النحت الجنائزي.