العزوبية تؤثر على اختيارات الحب.. لماذا نقبل بما نرفضه عادة؟ دراسة تكشف

كشفت دراسة جديدة أن الخوف من البقاء وحيداً لفترة طويلة، يمكن أن يجعل الأفراد أكثر مرونة في معاييرهم عند اختيار شركاء الحياة، بحسب الرجل.

وتشير النتائج إلى أن مجرد التفكير في احتمال استمرار العزوبية لسنوات، يدفع البعض لقبول علاقات مع أشخاص يمتلكون صفات كانوا يعتبرونها عيوباً أو 'خطوطاً حمراء' في السابق!

أجرى الدراسة فريق من جامعة فلوريدا ستيت وجامعة ييل الأمريكية، بهدف فهم كيفية تأثير توقعات الفرد بشأن مستقبله العاطفي على اختياراته.

شملت التجربة الرئيسية 452 شخصاً أعزب، طُلب من كل مشارك اختيار صفة واحدة يعتبرها 'مانعاً قاطعاً' في الشريك، من بين 25 صفة حُددت مسبقاً بعد استطلاع أولي شمل أكثر من 400 شخص، ومن هذه الصفات: تعاطي المواد الممنوعة، الخيانة، أو أسلوب الحياة المتعدد العلاقات.

بعد تحديد الصفة غير المقبولة، وُضِع المشاركون أمام سيناريو تخيلي، يُفترض فيه أن شخصاً جذاباً يمتلك تلك الصفة أبدى اهتماماً عاطفياً بهم، ثم قُسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات:

- مجموعة طُلب منها تخيل أنهم سيبقون دون علاقة لثلاث سنوات إذا رفضوا الشخص.

- مجموعة ثانية تخيلت فترة عزوبية تمتد لعشر سنوات.

- مجموعة ثالثة لم تتلق أي تعليمات بشأن مستقبلها العاطفي.

تأثير العزوبية على اختيار شريك الحياة

أظهرت النتائج المنشورة في مجلة Personal Relationships، أن المشاركين الذين تخيلوا بقاءهم دون شريك لفترة طويلة صاروا أكثر استعداداً للتفاعل مع الشخص الذي يملك الصفة المرفوضة مسبقاً، مقارنة بالمجموعة التي لم تُذكر لها أي مدة زمنية.

واللافت أن طول مدة العزوبية، سواء ثلاث أو عشر سنوات، لم يغير في النتائج كثيراً، إذ بدا مجرد توقع الوحدة كافياً لتقليل معايير الاختيار.

كما بينت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم مواقف سلبية مسبقة تجاه حياة العزوبية أو يرونها فشلاً اجتماعياً، كانوا أكثر ميلاً لقبول شركاء بصفات لا يرغبون بها عادةً، وهذا النمط النفسي يُعرف بـ'وصمة العزوبية'، وقد أظهر ارتباطاً مباشراً بانخفاض معايير اختيار الشريك.

ويرى الباحثون أن هذه الظاهرة تفسرها فكرة 'الإلحاح الاجتماعي'، أي شعور الأفراد بضغط خفي من المجتمع أو العائلة تجاه الارتباط، مما يدفع البعض لتفضيل علاقة غير مثالية على البقاء وحيدين.

وتشير النتائج إلى أن العزوبية ليست مجرد حالة اجتماعية، بل يمكن أن تؤثر على الإدراك والسلوك بعمق في مواقف اختيار الشريك.