اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
هل شعرتِ، يومًا، بالإحباط بعد أن كتبتِ رسالة مليئة بالحيوية والحماس، لتصلكِ في المقابل إجابة مقتضبة، مثل: «آها»، أو «تمام»، أو «أوكي»؟.. قد يبدو الأمر بسيطًا في لحظته، لكنه في الحقيقة قد يقتل أي تواصل عاطفي ناشئ بينكِ وبين الطرف الآخر. هذه الظاهرة تُعرف بـ«الرسائل الجافة»، وهي ليست مجرد ردود قصيرة، بل يمكن وصفها بالقاتل الصامت للكيمياء بين الأشخاص عبر المحادثات النصية، بحسب زهرة الخليج.
الأبحاث في علم النفس تكشف أن الطريقة التي تتواصلين بها، عبر الرسائل، تعكس إلى حد كبير الطريقة التي نتواصل بها عاطفيًا في حياتنا اليومية. فبعض الأشخاص يبدون جافين في ردودهم؛ لأنهم يتجنبون الانفتاح العاطفي، أو لأنهم يشعرون بالارتباك الاجتماعي، وليس دائمًا لأنهم غير مهتمين. وهنا تكمن أهمية فهم خلفية الرسائل الجافة، بدل الاكتفاء باعتبارها إشارة رفض أو فتور.
ما «الرسائل الجافة»؟
«الرسائل الجافة» ببساطة هي ردود قصيرة ومقتضبة، عادة بكلمة واحدة أو عبارتين، مثل: «آه»، أو «تمام»، أو «أوكي». ورغم أنها تبدو طبيعية أحيانًا، إلا أن تكرارها يجعل الطرف الآخر يشعر بأن جهده في فتح الحوار لم يُقدّر. وقد تعكس هذه الردود، أحيانًا، انشغال المرسل أو قلة خبرته بالمحادثة النصية، لكنها في كثير من الحالات تُترجم كغياب للحماسة، أو الارتباط العاطفي.
لماذا نصبح «مرسلين جافين»؟
ليست كل الرسائل الجافة علامة على عدم الاهتمام. ففي بعض الحالات، يكون السبب عائدًا إلى عوامل نفسية، مثل أسلوب التعلق المتجنب، الذي يجعل صاحبه مترددًا في التعبير عن مشاعره. وآخرون قد يعانون القلق الاجتماعي؛ فيفضلون الاختصار حتى لا يخطئوا. وهناك من يكونون بطبيعتهم انطوائيين، فيجدون التواصل النصي مرهقًا أو غير مريح. إضافة إلى ذلك، قد تكون الضغوط اليومية، والتعب الذهني، سببًا مباشرًا يجعل الشخص يميل إلى الردود القصيرة.
كيف تتجنبين إرسال «رسائل جافة»؟
إذا لاحظتِ أنكِ تميلين أحيانًا إلى الاكتفاء بردود مختصرة، فهناك خطوات بسيطة يمكن أن تعيد لمحادثاتكِ حيويتها. حاولي أولًا قراءة الرسالة جيدًا قبل الرد، وخذي بضع ثوانٍ للتفكير في إجابة تُظهر اهتمامكِ. وتخيّلي أنكِ تتحدثين وجهًا لوجه، فهذا يساعدكِ على كتابة رد أكثر طبيعية.
أيضًا، اجعلي رسائلكِ انعكاسًا لشخصيتكِ من خلال كلماتكِ المميزة، أو لمساتكِ الخاصة مثل الإيموجي. ويمكنكِ، كذلك، استخدام الصور، والميمات، أو حتى الرسائل الصوتية؛ لإضافة لمسة مرحة وبصرية إلى المحادثة. ولا تنسي أن طرح الأسئلة المفتوحة يفتح المجال لحوار ممتد، بدلاً من توقفه عند إجابة مقتضبة.
كيف تتعاملين مع شخص يرسل «رسائل جافة»؟
الأمر لا يتوقف عند كونكِ مرسلةً جيدةً للرسائل، بل يشمل أيضًا كيفية التعامل مع الطرف الآخر؛ إذا كان هو الجاف. جربي أن تطرحي أسئلة ممتعة، أو ترسلي له شيئًا خفيفًا، مثل: نكتة أو مقطع فيديو طريف. ويمكنكِ أيضًا مشاركة مواقف يومية بسيطة، أو ذكريات مضحكة؛ لإضفاء جو عفوي.
وفي حال لاحظتِ أن الطرف الآخر يرد بسرعة أحيانًا، أو يبادر بإرسال صور وأفكار، فهذا قد يكون دليلًا على اهتمامه، حتى إن بدا مقتضبًا في بعض الأوقات. أما إذا استمر في الردود الباردة دون أي جهد للتفاعل، فربما يكون من الأفضل التوقف عن استنزاف طاقتكِ من أجله.
هل هو غير مهتم.. أم مجرد مرسل سيئ؟
من المهم التمييز بين الاثنين. فالشخص غير المهتم غالبًا لا يظهر أي جهد في التواصل، بينما المرسل «السيئ» قد يكون فقط محدود المهارة، أو قليل الخبرة بالتعبير. انتبهي إلى إشارات بسيطة، مثل: سرعة الرد، وإرسال صور ساخرة (ميمز)، أو صور، أو طرح أسئلة متابعة؛ فهي جميعها مؤشرات إلى اهتمام حقيقي. أما الردود الجافة المستمرة مع غياب أي مبادرة، فهي مؤشر واضح إلى أن الشخص لا يستثمر عاطفيًا في العلاقة.