اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، استقبلت ميادين الجنوب حشودًا جماهيرية عارمة، تعيد للذاكرة مشاهد النضال الأولى وتؤكد أن روح الثورة لا تزال متقدة في قلوب الجنوبيين.
فالجماهير التي خرجت أرجاء الجنوب لا سيما الحشد المهيب في الضالع كما غيرها من ساحات الوطن، لم تكن تحتفي بالماضي فحسب بل تجدد العهد بالمضي قدمًا خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، باعتباره الحامل الشرعي لمشروع التحرير واستعادة الدولة.
خرجت هذه الحشود في لحظة سياسية فارقة، في ظل تزايد التحديات الداخلية والخارجية، وتتسابق القوى المناوئة لمحاولة كبح إرادة الجنوبيين.
إلا أن هذه الجماهير، بحضورها الواسع، تبعث رسالة واضحة للعالم بأن الجنوب يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية، مؤمناً بأن المجلس الانتقالي يمثل مشروعه الوطني الجامع وإرادته الشعبية الحرة.
وأثبتت التجارب أن الجنوب حين يتوحد حول قضيته وقيادته، يكون عصيًا على الانكسار، وأن مصدر قوته الحقيقية يكمن في التفاف الشعب حول أهدافه الكبرى.
خروج الشعب الجنوبي بهذا الزخم ليس مجرد فعالية رمزية، بل تعبير صادق عن الثقة المتجددة بالمجلس الانتقالي وبالنهج السياسي المتزن الذي يقوده الرئيس الزُبيدي في إدارة المرحلة، داخليًّا وخارجيًّا، بحكمة ووعي لمستجدات الوضع الراهن.
بدوره، يسعى المجلس الانتقالي لترسيخ دعائم مؤسسات الجنوب، وبناء شراكات سياسية واقتصادية تضمن مستقبلًا آمنًا ومستقرًا، فيما يأتي هذا التأييد الجماهيري الذي جدده خروج الجنوبيين اليوم، ليمنحه دفعة قوية للمضي قدمًا في مسيرة استعادة الدولة، ولتأكيد أن شرعية الجنوب تستمد من الشعب وحده.
مشهد التلاحم الشعبي مثل امتداد طبيعي لمسيرة ثورة أكتوبر الخالدة، وتجسيد لروحها التحررية التي لم تخمد، حيث برهن أبناء الجنوب أن إرادتهم لا تُكسر، وأن ثورتهم مستمرة بأشكال جديدة، يقودها وعيٌ سياسيٌّ ناضج، ومشروع وطنيّ يلتف حوله الجميع، هدفه الأسمى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.