اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، يقف الجنوب العربي شامخًا، كما وقف في فجر ذلك اليوم الخالد عام 1963، حين دوّت أولى طلقات الحرية من جبال ردفان الشماء، لتعلن للعالم أن هذا الشعب لا يقبل القيد ولا يُروَّض بالظلم، وأن الجنوب يولد حرًّا مهما توالت عليه العصور والمحن.
اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود على تلك الشرارة المقدسة، لا يزال الجنوبيون يعيشون الحالة الثورية ذاتها، لا لأنهم لم يذوقوا طعم الاستقلال، بل لأن استقلالهم الذي رُفع في الثلاثين من نوفمبر 1967 سُرق منهم في غفلة من الزمن، حين تمّت الوحدة اليمنية التي تحولت من حلمٍ نبيل إلى كابوسٍ ثقيل جثم على صدورهم منذ عام 1990.
منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة، لم يهدأ للجنوب بال، ولم تخمد جذوة الثورة في قلوب رجاله ونسائه. فما زالت عدن تصرخ في وجه الظلم، وما زالت شبوة وأبين ولحج وسقطرى والمهرة وحضرموت ترفع راية أكتوبر، راية الحرية والكرامة والسيادة.
لقد أثبت شعب الجنوب أنه لا ينسى، وأن الأوطان لا تُشترى بالوعود، ولا تُباع باسم الوحدة المزيّفة التي جلبت الخراب والدمار والنهب والتهميش لكل ما هو جنوبي.
إن الجنوبي اليوم لا يطلب المستحيل، ولا يسعى للانتقام، بل يطالب بحقه الطبيعي والمشروع في الاستقلال الكامل واستعادة دولته الجنوبية الحرة على حدود ما قبل 1990، دولة العدل والنظام والكرامة، دولة المؤسسات التي تحفظ حق المواطن وتصون سيادته.
في هذه الذكرى المجيدة، تتجدد العزيمة وتتعانق الأرواح الثورية من كل أنحاء الجنوب لتقول للعالم أجمع:
> كفى عبثًا، كفى وصاية، كفى تجاهلًا لصوت الشعب.
الجنوب قرر مصيره، ولن يعود إلى الوراء.
ستبقى ثورة 14 أكتوبر نبراسًا تهتدي به الأجيال، وستظل راية الجنوب خفاقة فوق كل القمم، حتى يتحقق الاستقلال الثاني، وحتى ينال هذا الشعب العظيم راحته بعد عقودٍ من النضال والتضحيات الجسيمة.
سلامٌ على ردفان التي أشعلت الشرارة، وسلامٌ على عدن التي احتضنت الدولة، وسلامٌ على كل قطرة دمٍ سالت في سبيل الوطن، وسلامٌ على كل قلبٍ جنوبيٍ ما زال يخفق بحب الأرض والحرية والسيادة.
وإلى أن يشرق فجر الاستقلال الحقيقي…
سنظل نردد بصوتٍ واحد:
من ردفان إلى المهرة… الجنوب قادم، والحرية موعدنا.













































