مأساة في مطار القاهرة: ركاب يمنيون عالقون بحجز المطار بعد ”خداع” شركة طيران بلقيس

شهد مطار القاهرة الدولي فجر يوم الجمعة مشهدًا إنسانيًا مأساويًا، إذ تم احتجاز عشرات المسافرين اليمنيين القادمين على متن رحلة لشركة 'بلقيس للطيران'، بعد رفض السلطات المصرية السماح لهم بدخول الأراضي المصرية بحجة غياب أسمائهم من قائمة الدخول المُعتمدة.

77.235.62.132

وسط حالة من الحيرة والقلق، بقي الركاب محتجزين في قسم الحجز دون أي توضيح رسمي أو موعد محدد لإطلاق سراحهم أو ترحيلهم، في واقعة أثارت موجة غضب واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين المتأثرين بهذه الأزمة، الناشط الجنوبي ناصر الكازمي، الذي روى تفاصيل المعاناة عبر منشور على حسابه في 'فيسبوك'، موضحًا أن جميع الركاب دفعوا قيمة تذاكرهم بالكامل، وحصلوا على الموافقات الأمنية المطلوبة من الجهات المختصة في اليمن، إلا أنهم فوجئوا عند وصولهم إلى القاهرة برفض دخولهم، دون أي تفسير مقنع أو تدخل من ممثلي الشركة.

وقال الكازمي: 'على الرغم من دفعنا قيمة التذاكر وحصولنا على الموافقة الأمنية، تم تركنا في الحجز دون أي متابعة، ومدير محطة طيران بلقيس لم يكلف نفسه الحضور لمتابعة أوضاعنا أو حتى الاطمئنان علينا'، مُشيرًا إلى غياب كامل للمسؤولية من جانب الشركة التي أوصلتهم إلى هذا المأزق.

وأضاف بتأثرٍ بالغ: 'ما يمزق القلب حقًا هو مشهد امرأة بجانبي هي وشقيقها، تتوسل للسماح لها بلقاء والدتها المريضة بالسرطان في مصر، بينما القوانين تمنعها من الدخول رغم أن والدتها تجاوزت سن الخمسين، وهو ما يُفترض أن يمنحها الحق في استقدام أبنائها وفقًا للأنظمة المصرية'، مشيرًا إلى أن هذه الحالة ليست الوحيدة، بل إن بين المحتجزين أطفالًا وكبار سن يعانون من ظروف صحية صعبة.

الأمر لم يقتصر على الاحتجاز فقط، بل تصاعدت المعاناة حين تم مصادرة هواتف الركاب وأمتعتهم الشخصية، في إجراءات وصفها الكازمي بـ'التعسفية'، بينما برّرت الجهات الأمنية المصرية موقفها بالقول: 'الشركة هي المسؤولة عن إخراجكم إلى هنا ولم تضبط وضعكم القانوني، لذا نحن لسنا معنيين بحل أزمتكم'.

وفي تحذير صريح، دعا الكازمي جميع المواطنين اليمنيين إلى 'عدم التعامل مع شركة بلقيس للطيران، فهي ليست شركة طيران حقيقية، بل مجرد وسيط عشوائي يفتقر لأبسط معايير المسؤولية والشفافية'، مؤكدًا أن وعودها بتأمين الموافقات الأمنية لا تعدو كونها 'تضليلاً وكذبة' تُستخدم لتغطية فشلها التنظيمي المتكرر.

واختتم مناشدته موجّهًا كلامه إلى المسؤولين في بلاده: 'معالي وزير النقل والسادة المسؤولون، معاناة المواطنين بسبب هذه الشركة عبء كامل يقع على عاتقكم، وواجبكم الإنساني والوطني هو التدخل الفوري لإنقاذ الركاب من هذا العبث، ومحاسبة الجهة التي تسمح لمثل هذه الشركات بالاستهتار بحياة الناس وكرامتهم'.

وتأتي هذه الواقعة في سياق متكرر من الشكاوى ضد شركة 'بلقيس للطيران'، التي اتُهمت مرارًا باستغلال حاجات المواطنين وتقديم وعود كاذبة حول إمكانية الدخول إلى مصر، دون الالتزام بالإجراءات القانونية أو التنسيق الفعّال مع السلطات المعنية، ما يضع الركاب في مواقف محرجة وخطيرة، خاصة في ظل غياب رقابة فعالة على شركات الطيران العارض أو الوكلاء غير المرخصين.