اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
غمكين مراد*
أنا رجلٌ عاقر
أحبُّلُ بحياةٍ
وألِدُ أحلاماُ ميتة
حتى إنني ولدتُ نفسي لتحيّا
لكنها عاشتني كموت.
أتكاثرُ وحدةً
لي ذُريِّةُ ظِلالٍ تحملُ اسمي
وأنا منها براء
هي مولودةٌ من زِنا حياتي مع الحياة
حتى ظِلّي لم يتحملني ولم أتبناه!
أنا كوجودٍ
أتأهبُ للحياةِ كتأهُب محكومٍ للمشنقة
أنحدرُ من جبل النَّظر إلى هاويات الرُّوح
أسقطُ في نهر الحبّ
أتطهرُ من لبوس الحياة
وأتحجرُ كحصى!
يُبلِّلُني الحبُّ دون جفاف
أتقاضى من الموت ضريبة الحياة
ودائماً ما أوبخ الحياة وأوبخ الموت أكثر
كلاهما لي استدراجٌ إلى حتفٍ مؤكد
الحياةُ كطريق
الموتُ كقبر.
أنا رجلٌ بَكَّاء
ألمحُ أمي على الشاشة أبكي
أتنهدُ آهات أبي المهجور أبكي
ألمحُني في المرآة أبكي!
لا يؤلمُني التعب
يؤلمُني الوقتُ الراحةُ في إرهاقِ حنيني
أكثرُ ما يؤلمُني هو رأسي، الباحثِ عن مطرقةٍ تدِقُّه ولا يجد
أكثر ما يؤلمُني هو رأسي أيضاً
دائراً
حائراً
فيما لا يجد ما يشغلُه.
كطحانٍ:
أطحنُ الحياة
لأُشغلني
لأُتعبني
ويستلذ رأسي بضربات الطَرْق؟
في كُلِّ الوجع
لي قلبٌ من حُبّ
لي حياةٌ من حُبّ
لي رُوحٌ من حُبّ
لي عُمرٌ من حُبّ
لي سيِّرُها
مدونةً بحبرٍ من آهات الحُبّ.
أنا عاشقٌ
أُقبِّلُ الوجع عشيقتي بعدة أفواه:
فم الرُّوح
فم القلب
فم الجسد
وأتنهدُ الموت لُذةً
أشتمُّ الحياة حين أعيشُها
أكشُّ غبار الفرح حين أمرُّهُ
أستَبِّقُ الحُزن، فأعيشُه قبل أن يعيشني
دائماً ما أؤجِلُ كُلَّ الشغف،
في الحزن
في الحبّ
وحين يملُّ، وأعيشُ كُلَّ الأيامِ في مللٍ
أنتظرُ:
ما يُحرِّقُني
ما يبعثُني
لأُشعِلَ فيما ينتظرُني
حريقاً من عودِ ثِقابِ رُوحي.
أنا ظِلٌّ لرجُلٍ سيِّاح
دليلُه مزاجُ رُوح
أسيرُ لا أكترث
يمضي العُمرُ ويفنى ولا أكترث.
*شاعر سوري