اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحرب 'انتهت' في غزة خلال توجهه الأحد إلى إسرائيل ثم مصر حيث سيترأس 'قمة سلام' في مدينة شرم الشيخ الاثنين، في الوقت الذي بدأت فيه حماس إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها بعد عامين من الاحتجاز.
وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في رد على سؤال عما إذا كان واثقا من انتهاء النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، 'الحرب انتهت. حسنا؟ هل فهمتم ذلك'، معربا عن ثقته بان وقف إطلاق النار 'سيصمد'.
وقبيل إقلاع طائرته من قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، وصف ترامب رحلته إلى الشرق الاوسط بأنها ستكون 'مميزة جدا'.
وسيقضى ترامب بضع ساعات في اسرائيل التي يصلها صباح الاثنين في أول زيارة له إلى الدولة العبرية منذ أعادة انتخابه رئيسا.
وفي المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب أن العودة المرتقبة للرهائن المُحتجزين في قطاع غزّة ستشكل 'حدثا تاريخيا'، قائلا 'لقد أنجزنا معا انتصارات هائلة أدهشت العالم كله. وأريد أن أقول لكم: في أي مكان قاتلنا فيه أحرزنا نصرا، ولكن في الوقت نفسه، أقول لكم إن المعركة لم تنته'.
وأضاف 'ما زالت أمامنا تحديات أمنية كبيرة جدا. البعض من أعدائنا يحاولون التعافي لضربنا من جديد. لكننا (..) سنتولى أمرهم'، من دون تفاصيل إضافية.
جاء هذا التباين في المواقف مع بدء تنفيذ صفقة التبادل بموجب خطة ترامب لوقف الحرب التي تنص على الإفراج عن الرهائن الـ 47 المتبقين في غزة، وبينهم عشرون تعتقد إسرائيل أنهم ما زالوا على قيد الحياة، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب
وبدأت عملية التبادل صباح اليوم الاثنين، حيث أعلن الصليب الأحمر بدء إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين، وتسلم 7 رهائن، فيما سيتم تسلم المتبقين خلال الساعات القليلة القادمة.
وشدد مصدر مطلع على المفاوضات على أن حركة حماس تصر على أن تفرج إسرائيل عن سبعة قادة فلسطينيين في عملية التبادل، مشيراً إلى أن الحركة تصر على مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعباس السيد من ضمن القادة الكبار، وهو ما أكده مصدر آخر.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قد أفاد مساء الأحد، خلال إحاطة صحافية، بأنه 'للأسف، نتوقع ألا تُعاد إلى إسرائيل الاثنين كل جثامين الرهائن المتوفين'.
ويبدأ ترامب زيارته للمنطقة بمحطة في إسرائيل حيث يلقي كلمة في الكنيست ويلتقي عائلات رهائن الإثنين، قبل الانتقال إلى شرم الشيخ في مصر لحضور قمة السلام التي سيتم خلالها وبحضور أبرز قادة العالم 'توقيع وثيقة تقضي بإنهاء الحرب في قطاع غزة' وفق الخارجية المصرية.
وأكد ترامب على متن الطائرة الرئاسية حصوله على 'ضمانات' شفهية من الجانبين ومن لاعبين إقليميين رئيسيين آخرين بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن أحدا 'يريد أن يخذله'.
وقال إن علاقته مع نتنياهو 'جيدة للغاية'، مضيفا 'كانت لدي بعض الخلافات معه وسُويت بسرعة'.
وأبدى ترامب رغبة بزيارة غزة أو على الاقل أن 'يطأ أرضها'، متعهدا بأن يتم تشكيل مجلس السلام الجديد برئاسته المخصص للقطاع 'بسرعة جدا'.
وتتهيّأ مستشفيات إسرائيلية عدة لاستقبال الرهائن المفرج عنهم، في حين أشارت سلطات السجون في إسرائيل إلى نقل سجناء فلسطينيين إلى سجنين تمهيدا لإطلاق سراحهم.
وستكون إدارة قطاع غزة، الذي مزقته حرب مستمرة منذ عامين، إحدى القضايا المطروحة.
وقال مصدر دبلوماسي أُبلغ بمراسم التوقيع في تصريح لفرانس برس مشترطا عدم كشف هويته، إن 'الموقعين سيكونون الأطراف الضامنة وهي الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا'.
وأعلنت إسرائيل الأحد انها لن توفد أي ممثل لها إلى القمة، الأمر الذي سبق أن أعلنه مسؤول في حماس السبت.
كما أعلنت إيران الاثنين عدم حضور رئيسها مسعود بزشكيان ولا وزير خارجيتها عباس عراقجي القمة الخاصة بغزة، بعد تأكيد تلقيها دعوة من الدولة المضيفة.
وبالرغم من التقدم الذي تم إحرازه، ما زال يتحتم على الوسطاء التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد تقضي بتسليم حماس سلاحها وتخليها عن حكم غزة.
وأفاد مصدر في حماس مقرب من الوفد المفاوض لوكالة فرانس برس الأحد بأن الحركة لن تشارك في حكم غزة في المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب.
وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته بسبب حساسية المسألة إنه 'بالنسبة لحماس موضوع حكم قطاع غزة هو من القضايا المنتهية. حماس لن تشارك بتاتا في المرحلة الانتقالية ما يعني أنها تخلت عن حكم القطاع ولكنها تبقى عنصرا أساسيا من النسيج الفلسطيني'.
في المقابل، رد على المطالب المتعلقة بتخلي الحركة عن سلاحها قائلا إن 'حماس موافقة على هدنة طويلة وألا يستخدم السلاح بتاتا طوال هذه المدة إلا في حال عدوان إسرائيلي على غزة'.
وبموجب خطة ترامب، تسحب إسرائيل قواتها على مراحل من مدن قطاع غزة، على أن تحل محلها قوة متعددة الجنسيات تضم قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة، يتولى تنسيق عملها مركز قيادي تحت إشراف أميركي في إسرائيل.
وستعهد الحكومة وفق الخطة الأميركية إلى 'لجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير سياسية' توضع 'تحت إشراف وسيطرة هيئة انتقالية دولية جديدة' برئاسة ترامب.
وميدانيا، أفاد صحافيو فرانس برس بتوجّه غزيّين إلى الأسواق حيث انخفضت أسعار المواد الغذائية، وسط ترقّب لتخفيف الحصار مع وقف إطلاق النار.
وشهد اليوم الثالث من وقف إطلاق النار دخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن فلسطينيين في خان يونس بجنوب القطاع قالوا إن سكانا جائعين نهبوا بعض الشحنات وسط فوضى عارمة.
وقال محمد زرب 'لا نريد العيش في غاب' مطالبا بأن يتم تأمين المساعدات وتوزيعها بصورة لائقة. وأضاف 'انظروا كيف أن الطعام مرمي على الأرض'.
وانتشر عناصر الشرطة البلدية في مخيم النصيرات، في وسط القطاع، وفق ما أفاد مصور فرانس برس، وسط الأنقاض والنفايات، فيما عاد مئات الآلاف من النازحين إلى شمال القطاع، ليجدوا غالبا منازلهم مدمرة.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى سقوط ما لا يقل عن 67806 قتلى، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.
وقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين في هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.