المؤتمر الوطني الأول للطاقة بعدن منصة استراتيجية لإطلاق مسار التعافي الأخضر وإصلاح الكهرباء في الجنوب العربي

أكبر حدث طاقي في تاريخ الجنوب عدن تطلق العهد الوطني للطاقة حتى 2035

ما أبرز جهود الرئيس الزُبيدي، والتي أسهمت في تعزيز حضور ملف الطاقة على طاولة الحكومة وشركاء التنمية؟

ما أهمية انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة بالعاصمة عدن ؟

ما أهم أهداف المؤتمر الوطني الأول للطاقة الذي عقد مؤخراً بالعاصمة عدن ؟

ما أبرز مخرجات المؤتمر الوطني الأول للطاقة بالعاصمة عدن ؟

المؤتمر نقطة تحول استراتيجية في مسار التحول الطاقي

في لحظة فارقة من تاريخ الجنوب العربي، وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطاقة إقليميًا ودوليًا، احتضنت العاصمة عدن المؤتمر الوطني الأول للطاقة، الحدث الوطني الأكبر والأول من نوعه، الذي أتى نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، والهادفة إلى تحسين الطاقة الكهربائية في العاصمة عدن والجنوب، واستجابةً لحاجة البلاد الملحّة لإصلاح قطاع الطاقة المتردي، وتمهيد الطريق نحو مستقبل طاقي مستدام وفعّال يخدم مرحلة التعافي الوطني.

وتبرز أهمية هذا المؤتمر كونه يشكل أول منصة وطنية رفيعة المستوى، تقودها وزارة الكهرباء والطاقة وبرعاية مباشرة من رئيس الوزراء، وبالشراكة مع أبرز المانحين الدوليين ومؤسسات القطاع الخاص وشركاء التنمية.

يأتي المؤتمر تحت شعار 'نحو وطنٍ متعافٍ بطاقة مستدامة'، ليؤكد التزام الدولة بالسير في اتجاه إصلاحات هيكلية جادة، والانتقال نحو مصادر طاقة نظيفة، وذات كلفة أقل وأكثر قدرة على الصمود، بما ينسجم مع الاتجاه العالمي نحو التحول الطاقي وتقليل الانبعاثات وبناء اقتصاد أخضر مستدام

-طاقة مستدامة لتعافي

وأكد المؤتمر الوطني الأول للطاقة على أن مستقبل التعافي الوطني مرهون بقطاع طاقة قوي، مستقر، وذو كفاءة عالية. فالطاقة ليست مجرد خدمة فنية أو تقنية، بل عنصر جوهري في بناء الاقتصاد، وتحريك عجلة التنمية، وإعادة الإعمار، وخلق بيئة استثمارية مواتية، وتعزيز الخدمات الأساسية كسائر دول العالم. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ليحمل رسالة واضحة:

أن الانتقال إلى طاقة نظيفة وفعّالة لم يعد خيارًا ثانويًا، بل ضرورة وطنية ملحّة لاستعادة العافية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.

-أول منصة وطنية من نوعها

وشكل هذا المؤتمر نقلة نوعية غير مسبوقة، حيث يعد أول منصة وطنية للطاقة تُنظم بقيادة وزارة الكهرباء والطاقة، وبرعاية رئيس الوزراء، وبمشاركة فاعلة من: المانحين الدوليين، والمؤسسات الحكومية، والشركات والمستثمرين، ومنظمات المجتمع المدني، والجامعات والباحثين، والمبادرات الشبابية والمبتكرين، والقطاع الخاص الوطني والعالمي

هذا الحشد الوطني والدولي يدلّ على مدى الجدية التي تتعامل بها الحكومة تجاه إصلاح قطاع الطاقة، وحرصها على توحيد الجهود في منصة واحدة، بعيدًا عن الازدواجية، وبما يضمن الانتقال من “إدارة الأزمة” إلى “التخطيط الاستراتيجي”.

-استجابة وطنية لحاجة ملحّة

إن وصف المؤتمر بأنه “رفيع المستوى” ليس مجرد توصيف إعلامي، بل يعكس طبيعة المشاركين ومستوى الوفود والخبراء والجهات الدولية الحاضرة. فهذا الحدث يأتي في توقيت حساس يمر به قطاع الطاقة في اليمن، حيث تبرز الحاجة الماسة لإصلاحات جادة تشمل: إعادة الهيكلة المؤسسية، وتحسين كفاءة التوزيع والإنتاج، والحد من فاقد الطاقة، وتوسيع شبكات النقل، وإدخال الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود المكلِف، نضوبناء بنية تحتية قادرة على الصمود

ومن هنا، فإن المؤتمر يشكل استجابة مباشرة وضرورية لما يتطلبه الوضع الراهن من تحولات شاملة، تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية، خصوصًا في الدول الهشة أو الخارجة من الصراع.

-جهود الرئيس الزبيدي

لا يمكن الحديث عن انعقاد هذا المؤتمر دون الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، والتي أسهمت بشكل مباشر في تعزيز حضور ملف الطاقة على طاولة الحكومة وشركاء التنمية.

لقد أولى الزبيدي ملف تحسين الكهرباء في عدن والجنوب أهمية قصوى خلال السنوات الماضية، من خلال: متابعة ملفات الطاقة مع الحكومة والمانحين، ودعم مشاريع الطاقة الشمسية، وتحسين بيئة الاستثمار المرتبطة بالطاقة، وتعزيز التنسيق بين المؤسسات، والدفع باتجاه حلول مستدامة طويلة الأمد ويأتي المؤتمر اليوم كأحد ثمار هذه الجهود، وبداية مسار مؤسسي أكثر تنظيمًا ووضوحًا.

-حوار استراتيجي

من أهم أهداف المؤتمر أنه يرسّخ حوارًا استراتيجيًا ومباشرًا بين الجهات المسؤولة عن الطاقة، وبين شركاء التنمية الدوليين، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني.

هذا النوع من الحوار يفتح الطريق أمام تنسيق الجهود، ورسم الأولويات بوضوح، وتوجيه التمويل نحو مشاريع فعّالة، وتجنب الازدواجية، وبناء رؤية مشتركة تسمح بتعافٍ طويل المدى. كما يسهم في تعزيز الشفافية وخلق ثقة أكبر بين الجهات المانحة والمؤسسات الوطنية.

-توحيد المانحين وتنسيق الاستراتيجيات

وسعى المؤتمر إلى إرساء منصة موحدة تجمع كافة المانحين مع الحكومة، لتنسيق الاستراتيجيات المستقبلية، وتسهيل الاستثمار، وتحقيق التكامل بين المشروعات، بما يضمن أن تسهم موارد التمويل في إطار وطني واحد، يخدم إعادة بناء قطاع الطاقة بما يتناسب مع احتياجات البلاد.

هذه المنصة تُعد خطوة نوعية لأنها تمنع تكرار المشاريع، وتضمن اتساق التمويل مع الرؤية الوطنية، بدلًا من المشاريع المتفرقة التي قد لا تخدم هدفًا استراتيجيًا متكاملاً.

-خارطة طريق وطنية حتى 2035م

من أبرز ما خرج به المؤتمر هو إطلاق واعتماد العهد الوطني للطاقة في اليمن، وهي وثيقة استراتيجية شاملة تمتد حتى العام 2035، وتهدف إلى: تحديد معايير الإصلاح المؤسسي، وإعادة هيكلة قطاع الكهرباء، وتحديد أولويات الاستثمار، ورسم خارطة طريق طويلة الأمد، وتعزيز الشراكة مع البنك الدولي والمانحين.

يمثل هذا العهد حجر الأساس لرؤية وطنية مشتركة تضمن الاستقرار والاستدامة لقطاع الطاقة.

-مشاريع جديدة

سيكون المؤتمر منصة رسمية للإعلان عن مشاريع جديدة في قطاع الطاقة، تشمل: مشاريع ممولة بمنح، ومشاريع ممولة بقروض ميسرة، وأدوات تمويل مختلطة، ومشاريع تتوافق مع المخطط الرئيسي للعاصمة عدن، وتوسعات مستقبلية في محافظات الجنوب حضرموت، أبين، الضالع.

يمثل هذا الإعلان نقطة انطلاقة مهمة ستغير مسار الطاقة في الجنوب، وتعزز قدرة البنية التحتية على الاستجابة لاحتياجات السكان.

-معرض الطاقة 16 ركنًا لشركات الطاقة الشمسية

ضمن فعاليات المؤتمر، تجهيز المعرض المصاحب، الذي سيضم:

16 جناحًا لشركات الطاقة الشمسية، وعروض تقنية حديثة، وشاشات تفاعلية، ونماذج لمشاريع الطاقة المتجددة، وحلول مبتكرة للريف والمناطق المحرومة، وعروض مقدمة للمستثمرين والزوار.

ويأتي هذا المعرض بهدف تعزيز التفاعل المباشر بين: الحكومة، وشركات الطاقة، والمبتكرين، والمنظمات، والجهات المانحة، وإبراز مساهمة القطاع الخاص في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة.

-أهمية المؤتمر

وأشرف على المؤتمر وزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يمين واطلع خلال زيارته على: جاهزية قاعات الجلسات، ترتيبات الضيوف والإعلام، وتجهيزات المعرض، والأنظمة الفنية والصوتية، وأعمال الديكور والتصميم، والتحضيرات النهائية لانطلاق الحدث

وأكد الوزير أن المؤتمر محطة وطنية مفصلية لوضع خارطة طريق حقيقية لإصلاح قطاع الطاقة، وبناء شراكات فاعلة مع المانحين.

وأشار إلى أهمية إنجاز كل الترتيبات في الوقت المحدد لضمان تنظيم مؤتمر يليق بحجم الآمال المعلّقة عليه.

-نقطة تحول استراتيجية في مسار التحول الطاقي

إن المؤتمر الوطني الأول للطاقة في العاصمة عدن لا يقتصر على كونه نقاشًا تقنيًا حول الكهرباء، بل يمثل منعطفًا استراتيجيًا في مسيرة البلاد نحو التحول الطاقي، لأنه؛ يحصل على دعم سياسي رفيع المستوى، ويجمع كل الأطراف الفاعلة في منصة واحدة، ويضع رؤية طويلة الأمد، ويطلق وثيقة وطنية للطاقة، ويسهم في تعزيز الحوكمة. كما يرسّخ نهجًا مؤسسيًا أكثر فاعلية.

ويمثل هذا التحول خطوة جوهرية نحو تعافٍ أخضر مستدام، قادر على توفير احتياجات السكان وتقليل التكاليف وإطلاق مشاريع تنموية واقتصادية تعتمد على طاقة مستقرة وآمنة.

-عدن تكتب فصلًا جديدًا في مستقبل الطاقة

مع انطلاق المؤتمر الوطني الأول للطاقة، تستعيد البلاد ثقتها بقدرتها على رسم طريق جديد نحو إصلاح قطاع حيوي ظل لسنوات يعاني من الإهمال والأزمات. واليوم، تتجه عدن لتكون مركزًا وطنيًا للطاقة المستدامة، ونقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية.

إن نجاح هذا المؤتمر سيشكل منعطفًا تاريخيًا، ليس لقطاع الطاقة فحسب، بل لمسار التعافي الوطني الشامل، وبناء الدولة الحديثة القائمة على التخطيط، والحوكمة، والشراكات، والطاقة النظيفة، والمستقبل الذي يستحقه أبناء هذا الوطن.