اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
كتب / طلال لزرق
تمر الأوطان في مراحل مفصلية تتطلب وجود قيادات وطنية صلبة، تمتلك من العزيمة والحكمة والشجاعة ما يمكنها من مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد أمن الشعوب واستقرارها. وفي ظل ما تشهده بلادنا من موجات إرهـ ـابية متكررة وهجمات تستهدف زعزعة الأمن وإغراق الجنوب في الفوضى، تظهر الحاجة الماسة إلى قيادات ميدانية من طراز خاص، أمثال العميد نبيل المشوشي، قائد اللواء الثالث دعم وإسناد.
العميد المشوشي لم يكن مجرد قائد عسكري يؤدي واجباته الروتينية، بل كان ولا يزال أحد أبرز أعمدة العمل الأمني والعسكري في الجنوب، ورمزاً للثبات في ميادين المواجهة مع قوى الإرهـ ـاب والتـ ـطرف. في محافظة أبين، حيث حاولت الجماعات الإرهـ ـابية أن تعيد إنتاج نفسها وتوسّع نفوذها، كان العميد المشوشي على رأس الصفوف، يقود رجاله بثبات، ويضرب معاقل التطرف بيد من حديد، مانعاً بذلك كارثة كانت ستطال كل بيت جنوبي.
قيادات من هذا النوع لا تُصنع في المكاتب، بل تُولد في الميدان، وتصقلها التجارب والتحديات. وقد أثبت المشوشي أنه يمتلك من الحكمة الميدانية والحس الوطني ما يؤهله لأن يكون نموذجاً يُحتذى في زمن تداخلت فيه الحسابات السياسية مع المصالح الضيقة، على حساب المصلحة العامة للشعب والوطن.
ولعل من أبرز ما يميز هذه الشخصية هو إخلاصه الكبير لقضيته، وارتباطه الوثيق بجنوده ورفاق سلاحه، الذين يرون فيه قائداً وأخاً وموجهاً، لا يتأخر عنهم في الميدان، ولا يتردد في اتخاذ القرار الصائب في أحلك الظروف. إنه يمثل النموذج الذي تحتاجه مؤسساتنا العسكرية والأمنية، وهو ما يجعلنا نؤمن بضرورة تمكين أمثاله، وتوفير كل الدعم السياسي والعسكري لهم، ليواصلوا أداء واجبهم الوطني بكفاءة واقتدار.
في معركتنا ضد قوى الخراب والإرهـ ـاب، لا يكفي أن ندين الأعمال الإرهـ ـابية أو أن نكتفي ببيانات الشجب والاستنكار، بل علينا أن ندعم فعلياً أولئك الرجال الذين أثبتوا قدرتهم على الحسم، وأبدوا استعدادهم الدائم للتضحية من أجل الوطن. والعميد نبيل المشوشي، بما راكمه من إنجازات ميدانية، وبما يحمله من صدق في التوجه، يستحق أن يُسند ويُكرم، لا بالكلمات فحسب، بل بمزيد من الثقة والدعم والتقدير.
إن مستقبل الأوطان يُبنى على أكتاف الرجال المخلصين، وعلى عقول القيادات التي تجمع بين الصلابة والانتماء، والشجاعة والانضباط. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى تكريس ثقافة الوفاء لتلك الرموز التي أثبتت أن العمل الوطني الصادق لا يزال ممكناً، وأن الجنوب لا يزال ولّاداً بالقادة الذين لا يساومون على أمن شعبهم وكرامة وطنهم.