اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
هذه ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها بوصلة الصانع الأمريكي الرائد Ford نحو تعاليم المدرسة الأوروبية؛ إذ إنّ أميرة سباقات لومان Ford GT 40 سبقتها إلى ذلك في ستينيات القرن الماضي عندما خاضت معركة استرداد الكرامة ضد الأسطورة الحمراء Ferrari وتغلبت عليها بكل عنفوان، بحسب الرجل.
ولكن GT 40 كانت سيارة لا تحمل من إرث البلاد التي أتت منها سوى التسمية التي تشير إلى العائلة الأمريكية الراقية التي اشتهرت في مجال تصنيع السيارات Ford، أما باقي ما تبقى من مكونات ميكانيكية فكان ينتمي إلى المدرسة الأوروبية متأثرًا إلى حدٍّ بعيد بعميدتها السيدة ذات الحصان الجامح ضمن انعكاس عصري لنظرية ابن خلدون التي تفيد بأنّ المغلوب يتأثر دائمًا بالغالب، فضلاً عن أنّ GT 40 نالت في بداياتها دعمًا هندسيًّا تأسيسيًّا من قبل شركة Lola البريطانية.
أما اليوم، فهذه هي المرة الأولى التي تعتمد فيها Ford على تعاليم المدرسة الأوروبية في مجال الديناميكية الهوائية المتطورة، وتدمجها على جسم سيارة لها دور تأسيسي فيما يُعرف بسيارات العضلات الأمريكية الميكانيكية المفتولة أي Mustang مع الفئة القادمة من عالم الحلبات Mustang GTD التي نتحدث عنها هنا.
تعديلات بارزة
رغم أنّ Mustang GTD تتشارك بتصميمها العام مع شقيقتها السباقية GT3، فإنها ليست مجرد نسخة مرخصة للسير على الطريق من السيارة نفسها. ففي البداية، تخلت GTD عن محرك الأسطوانات الثماني ذي التنفس الطبيعي وعن علبة التروس ذات المسننات المتماسكة، والإطار الأنبوبي المستوحى من سيارات السباق، واعتمدت على محرك من ثماني أسطوانات أيضًا ولكن مع شاحن فائق Super Charger سعة 5.2 لتر يقترن بعلبة تروس أوتوماتيكية مع قابض فاصل مزدوج ضمن هيكل أحادي هو نفسه الذي يجهز مختلف فئات Mustang الأخرى، على غرار الفئة EcoBoost مع محرك رباعي الأسطوانات، GT وDark Horse، والسبب في ذلك هو أنّ GTD في النهاية تحتاج أولًا إلى أن تتماشى مع اللوائح العالمية التي تُفرض على أي صانع كي يُسمح لسيارته بالسير على الطرق العامة، وثانيًا أن تؤمّن مستويات راحة مقبولة لمستخدميها، فلو قرر الصانع الأمريكي اعتماد علبة التروس نفسها التي تستخدمها سيارة السباق، كان من الممكن أن يعاني السائقون العنف الذي تتسم به علبة التروس ذات المسننات المتماسكة خلال عملية التعشيق.
ولكن مع ذلك تستعير GTD الكثير من المفاهيم الهندسية التي تعود لسيارات السباق، خاصةً أنّ Ford أوكلت مهمة إنتاج السيارة لشركة Multimatic الكندية، وهي الشركة نفسها التي أنتجت الجيل الثاني من فورد GT المتطرفة والخارقة.
التركيبة الديناميكية
كما ذكرنا، تتمتع Ford Mustang GTD بحزمة ديناميكية هوائية متطورة قادرة على توليد قوة ضغط هوائي نحو الأسفل تتفوق على ما توفره الكثير من السيارات الرياضية الأخرى، ويتوافر لها هذا بفضل الجناح الخلفي الكبير الذي يقف على قوائم كبيرة تنطلق من العمود C الخلفي. هذا وتستفيد السيارة أيضًا من أجنحة صغيرة مثبتة على المصد الأمامي وفتحات تمرير هواء واسعة على الرفارف الأمامية، تسهم، بالإضافة إلى شكلها المثير، بتوفير تمرير سلس للهواء من تحت المحور الأمامي وحول العجلات الأمامية، علمًا أنّ الحزمة الديناميكية الهوائية الاختيارية تستبدل بهذا الجناح الكبير الثابت جناحًا نشطًا.
المقصورة الداخلية
تستفيد مقصورة قيادة Ford Mustang GTD من تصميم يجمع ما بين الحداثة والروح الرياضية، ففيما تسيطر مادة ألياف الكربون على مساحات واسعة في الداخل، تبرز الشاشة الكبيرة الشبيهة بحاسوب لوحي، والتي تضم لوحة العدادات في جزئها الخارجي مقابل نظام عرض متعدد الاستخدام في قسمها الداخلي، هذا ولا بد من ذكر اللوح الزجاجي الشفاف المثبّت على الجدار الخلفي للمقصورة، والذي يمكن من خلاله مشاهدة نظام التعليق المتطور ضمن لمسة تعزز الروح الرياضية المتطرفة التي تقوم عليها السيارة.