اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
فعلت السلطات المغربية خطة استباقية شاملة لمواجهة أي تهديدات الجراد الصحراوي، مركزة على المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد التي شهدت مؤشرات أولية لتكاثر الجراد، وذلك في ظل التحذيرات الإقليمية من فورة الجراد الصحراوي التي بدأت منذ مارس 2025 بعدد من بلدان شمال إفريقيا، خاصة الجزائر وتونس وليبيا وتشاد.
وبحسب معطيات رسمية قدمها وزير الداخلية، فقد انطلقت عمليات المراقبة والرصد الميداني منذ منتصف مارس، همّت مناطق وادي درعة وتافيلالت، حيث تم رصد مجموعات متفرقة من الجراد اليافع والمجنح، لاسيما في أقاليم زاكورة وطاطا والراشيدية.
وبتنسيق بين المركز الوطني لمكافحة الجراد وعدد من المتدخلين، أوضح لفتيت أنه جرى تنفيذ عمليات رش أرضية وجوية مكثفة، شملت حتى نهاية ماي أكثر من 12500 هكتار، منها 7900 هكتار عبر الطائرات، و4700 هكتار عبر الرش اليدوي أو المحمول.
وشملت عمليات المعالجة هاته، رشد 5300 هكتار بإقليم زاكورة (بينها 2600 جويا)، و5616 هكتارا بإقليم طاطا (منها 4400 جويا)، فيما شهد إقليم الراشيدية رش 1584 هكتارا (منها 800 جويا).
ووفق ما أورده وزير الداخلية في جوابه على سؤال كتابي للنائب البرلماني، إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي بمجلس النواب، حول 'التدابير الاستباقية لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي'، فإن هذه التدخلات جنبت المملكة من حدوث أي خسائر إلى حد الآن.
وأعلن لفتيت عدم تسجيل أية خسائر في المحاصيل الزراعية الربيعية، خاصة زراعة الحبوب على مستوى وادي درعة وجنوب تافيلالت، مشيرا إلى أن جميع عمليات رش المبيدات تتم بحضور ممثلي السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي.
وشددت الوزارة على أن جميع التدخلات تتم بتنسيق مع السلطات المحلية، مع إشعار الساكنة ومربي الماشية والنحل قبل أي عملية رش، لتفادي أية أضرار جانبية محتملة.
ويتوفر المغرب، حسب جواب وزير الداخلية، على أسطول ميداني متكامل يتكون من 212 مركبة، منها 7 شاحنات ذات حمولة صغيرة ومتوسطة لنقل المبيدات والوقود، وأكثر من 546 آلة لرش المبيدات، منها 122 محمولة على العربات و277 محمولة على الظهر و147 آلة يدوية للتدخل الوقائي السريع.
إلى جانب ذلك، تمت تعبئة 6 طائرات TURBO TRUSH تمركزت في طاطا وزاكورة والراشيدية، فيما تشرف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي على الجانب التقني لعمليات الرش الجوي.
ومن أجل الاستعداد لإدارة وتدبير فورة الجراد الحالية، وكذلك تطور الوضع في الموسم المقبل، أفاد وزير الداخلية بأن المركز الوطني لمكافحة الجراد يقوم بتنفيذ العديد من العمليات، على رأسها تحديد قائمة الموارد البشرية التي تشارك في إدارة الأزمة، وتدريب وتكوين الأطر للرفع من المستوى التقني للمتدخلين في عمليات المكافحة.
كما يقوم المركز بإصلاح وصيانة العربات والمعدات المتوفرة بالمركز الوطني لمكافحة الجراد، وشراء العتاد والمواد اللازمة لتوفير الاحتياطات الضرورية، مع برمجة اقتناء كميات إضافية من المبيدات المرخصة لتعزيز المخزون الاحتياطي المتوفر حاليا لمواجه آفة الجراد، وفق نص الجواب الذي تتوفر جريدة 'العمق' على نسخة منه.
وتتوقع الوزارة أن يؤدي جفاف الغطاء النباتي وارتفاع الحرارة مع نهاية الربيع إلى تحرك أسراب الجراد جنوبا نحو منطقة الساحل، مما قد يقلل من خطرها المباشر على التراب الوطني، لكنها أكدت استمرار المراقبة تحسبا لتغير الوضع.
وأشارت الوزارة إلى أن المغرب شارك في ورشة إقليمية نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بتونس في ماي 2025، لوضع خطة مشتركة بين دول شمال إفريقيا، للتنسيق في مواجهة خطر الجراد خلال فصل الصيف والخريف.