اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الأول ٢٠٢٥
انتقد الكاتب السعودي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بشدة، خطاب ترويج 'استقلال الجنوب' في اليمن، مؤكداً أنه لا يُقدَّم كتوصيف محايد للواقع، بل كـ 'مشروع سردي منظّم يهدف إلى تثبيت واقع ذهني' مفاده أن الجنوب أصبح دولة بحكم الأمر الواقع.
وأكد آل الشيخ في تحليل نشره، أن هذا الخطاب لا يعتمد على مسارات سياسية أو قانونية، بل على الإيحاء بأن 'ما هو كائن' يجب التسليم به بوصفه 'ما يجب أن يكون'.
وشدد على أن هذا الواقع القائم يتم بتجاهلٍ متعمّد لحقيقة أنه 'نتاج نفوذ خارجي و تقاطع مصالح إقليمية لا علاقة لها بإرادة الناس بقدر ما لها بخريطة النفوذ.'
مفارقة 'مساندة الشمال الخاضع للحوثي'
سلط الكاتب السعودي الضوء على ما أسماه 'المفارقة الأخطر' في هذا الخطاب، وهي القفزة الدعائية التي تزعم استعداد 'إدارة الانتقالي' لمساندة 'الشمال الخاضع للحوثي'، متسائلاً: 'كيف يستقيم ادّعاء الاستقلال الكامل مع التدخل لإنقاذ كيانٍ آخر محتل دون إطار قانوني أو سياسي أو عسكري واضح؟'
واعتبر أن هذا الأمر لا يمثل 'خطة دولة'، بل هو 'محاولة تجميل فراغٍ شرعيّ عبر خطاب إنساني ظاهري يخاطب الخارج قبل الداخل'.
كما انتقد آل الشيخ توظيف مصطلح 'إرادة أهل الجنوب' كمسلمةٍ مطلقة، بلا أي مؤشرات قياس مستقلة أو اعتراف بتعدد المزاجات والانقسامات ومراكز القوة داخل الجنوب نفسه. وأشار إلى أن هذا الخطاب يستثمر عامل الإنهاك النفسي لدى اليمنيين، حيث يُسوَّق أي تحسّن مؤقت في الأمن أو المعيشة على أنه 'دليل دولة' لا 'ظرف عابر'، ويُربط شعور الخلاص بسردية الأمر الواقع، ليتحول من نقاش سياسي إلى حاجة نفسية.
وخلص آل الشيخ إلى أن ما يُطرح ليس حلاً مستداماً، بل 'محاولة لإعادة تعريف الصراع عبر فرض سردية أحادية و تحييد الأدوار الضامنة'.
وأكد آل الشيخ، أن هذا النهج قد يخلق التباساً دولياً مؤقتاً، لكنه 'لا يؤسس لاستقرار طويل الأمد .. لأن الاستقلال بلا شرعية ليس دولة .. و الإرادة بلا مؤسسات ليست تفويضاً .. و ما هو كائن لا يصبح حقاً لمجرد تكراره.'













































