اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
رسائل شديدة الأهمية بعث بها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
الرئيس الزُبيدي وجه رسائل للجنوبيين في الداخل والخارج، وربط بين الماضي العريض الذي انتصر فيه الجنوب لإرادته، وبين الحاضر الذي يقهر فيه الجنوب التحديات المختلفة.
في كلمته، هنأ الرئيس الزُبيدي الجنوبيين بحلول ذكرى الثورة، وقال: يطيب لنا أن نحييكم ونهنئكم بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة الرابع عشـر من أكتوبر المجيدة، التي انطلقت من شامخات ردفان الأبية، في مثل هذا اليوم من العام 1963، معلنة ميلاد عهد جديد في مسار نضالات شعبنا نحو الحرية والكرامة والتي توجها شعبنا بانتزاع استقلاله الأول في الـ 30 من نوفمبر 1967'.
تحدث الرئيس الزُبيدي عن أهمية الثورة الخالدة، قائلًا إنها لم تكن مجرد حدثٍ سياسي عابر، بل حالة وعيٍ وطنيٍ عميق وإيمانٍ صادق بعدالة القضية وحتمية النصر، وعزيمةٍ صلبة لا تلين ولا تعرف الانكسار.
أضاف الرئيس: 'لقد مثّلت تلك الثورة نموذجًا متكاملًا في التنظيم والقيادة والتضحية، واستطاعت أن تصوغ مفهوم الكفاح المسلح المنظم وتوحّد الصف الجنوبي على قاعدة الإيمان بالوطن والحرية والسيادة'.
ومن ذكرى الثورة وروحها، شدد الرئيس على استلهام قيم الإيثار والتلاحم والاصطفاف الوطني والإيمان العميق بأن الإرادة الصلبة قادرة على صنع المستحيل واجتراح النصر على أعتى قوة استعمارية في ذلك الحين.
وقال الرئيس: 'شعبنا اليوم باستبساله وثباته وإصراره، أكثر عزيمة وإيمانًا بأن استقلال الجنوب قادم، مهما اشتدت التحديات وتعاظمت المؤامرات، ولن يثنيه شيء عن المضـيّ في معركة استعادة وبناء دولته التي ضاعت منّا في غفلة من الزمن، دفع شعبنا ولا يزال يدفع ثمنها غاليا حتى اللحظة'.
تحدث الرئيس الزُبيدي عن انتصارات الماضي، قائلا: 'لقد حققنا بكم ومعكم خلال العقد الماضي إنجازات كبيرة على الأصعدة العسكرية والأمنية والسياسية، وتحرير الأرض، وبناء القوات المسلحة الجنوبية، والشـروع في إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية'.
أكد الرئيس كذلك أهمية دور المجلس الانتقالي، قائلا إنه يحمل قضية شعب الجنوب ويعبّر عن مشروعه الوطني، ويدير معارك السياسة والدفاع والتمثيل الوطني بوعي ومسؤولية، مرتكزًا على التفويض الشعبي والالتفاف الجماهيري الجنوبي الكبير حول قيادته وأهدافه.
استعرض الرئيس جانبًا من نجاحات المجلس، حيث تمكَّن من ترميم النسيج الوطني الجنوبي بعد عقودٍ من التمزيق والإقصاء، وأعاد إلى الوعي الجمعي الجنوبي روحه وهويته وقيمه الوطنية، واضطلع بمسؤولية إدارة مرحلةٍ صعبة تتشابك فيها المشاريع الداخلية والإقليمية والدولية، لكنه ظل ثابتًا على مبدأ واضح محوره أن الجنوب لن يُدار إلا بأبنائه، ولن يُحكم إلا بإرادة شعبه الحرة.
في كلمته أيضًا، تحدث الرئيس الزُبيدي عن الحوار الوطني قائلا: 'الحوار الذي دشّناه معًا بعد تأسيس المجلس الانتقالي بأشهر، واتخذناه نهجًا وسلوكًا لانتظام الصف الجنوبي وتعزيز تلاحمنا وبناء مستقبل شعبنا، قد تُوّج بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي خلال اللقاء التشاوري الجنوبي قبل عامين، والذي يشكّل تحولاً تاريخيًا في مسار نضالنا الوطني، صوب استعادة الهوية والسيادة، على أسس راسخة وقواعد صلبة تضع مصلحة شعبنا وخياراته فوق كل مصلحة واعتبار، وتؤسس لدولة الحرية والعدالة وسيادة القانون'.
قدم الرئيس الزُبيدي تعهدا للجنوبيين في العاصمة عدن وحضـرموت، والمهرة، وشبوة، وأبين، ولحج، وسقطرى، والضالع، وكل ربوع الوطن، قائلا: 'المجلس الانتقالي الجنوبي لن يكون إلا نصيرًا لقضاياكم وحقوقكم، وشريكًا في تحقيق تطلعاتكم في التنمية والعدالة والأمن والاستقرار'.
كلمة الرئيس تناولت كذلك رسائل للشركاء في معركة مواجهة الإرهاب الحوثي قائلا: 'نؤكد أن الجنوب الذي تحطمت على أسواره أحلام تمدد المشـروع الحوثي المدعوم من إيران، كان وسيبقى كرأس حربة في مقدمة الصفوف في مواجهة ذلك المشـروع الإرهابي'.
وأضاف: 'سنظل شركاء في مقاومة هذا الخطر، لكننا في الوقت ذاته نتمسك بحقنا الكامل في استعادة وبناء دولتنا المستقلة، وفق ما يقرره شعبنا'.
وتابع: 'يا أخوتنا وأهلنا في البيضاء، وإب، والمخا، وتهامة، وصعدة، وكل المناطق التي تقف في وجه الظلم، نقولها بصدق وإيمان: نحن معكم وإلى جانبكم، ولن نترككم في وجه قوى الطغيان والعدوان.. أنتم منا ونحن منكم، وستجدون في المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب وقواته المسلحة سنداً وظهيراً وفياً، فأنتم عمقنا الاستراتيجي وامتدادنا الطبيعي، ولن نتوانى عن نصرتكم حتى تعود أرضكم حرة آمنة، مكللة بالعزة والكرامة'.
كلمة الرئيس الزُبيدي شملت كذلك رسالة للتحالف العربي فقال: 'الأشقاء والحلفاء الصادقين، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يطيب لنا في هذا المقام أن نجدّد لكم التقدير على دعمكم الصادق لشعبنا، ونؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل شريكًا استراتيجيًا مسؤولًا في دعم جهود السلام ومكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية، وسنعمل بتنسيق كامل معكم لما فيه أمن واستقرار بلادنا والمنطقة'.
صرح الرئيس كذلك بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد كذلك للإقليم والمجتمع الدولي التزامه بدعم جهود السلام والاستقرار سلماً أو حرباً، وبما يضمن تمثيل الجنوب كطرفٍ رئيسٍ لا يمكن تجاوزه في أي عملية سياسية قادمة. وقال: 'نمد أيدينا لكل من يؤمن بالسلام العادل، القائم على احترام إرادة الشعوب ويراعي حق شعبنا الجنوبي في تجسيد إرادته وتحقيق تطلعاته واستعادة دولته'.
حرص الرئيس على توجيه رسالة للقوات المسلحة الجنوبية والأمن، قائلا: 'أنتم الامتدادٌ الطبيعي لثوار أكتوبر ونوفمبر، حماة الكرامة والسيادة، وسياج الوطن المنيع. نُحيي صمودكم في ميادين الشـرف والبطولة، دفاعاً عن الجنوب وهويته وتضحيات شهدائه الأبرار، ونعتز ببطولاتكم، وصبركم، وثباتكم، وتضحياتكم التي ستظل مشاعل نور تهتدي بها الأجيال حتى يتحقق النصـر الكامل، ويُرفع علم الجنوب خفاقًا عالياً فوق كل شبرٍ من أرض الجنوب الطاهرة'.
تناول الرئيس أيضًا دور المرأة قائلا: 'إننا في هذه الذكرى والمناسبة العظيمة، نُجدد اعتزازنا بدوركن النضالي والريادي، اللاتي سطّرتموه في صفحات مشرقة في مسيرة التحرر الوطني، وكنتن ولا تزلن رمزاً للصمود والعطاء. إذ شاركتن إلى جانب الرجال في خنادق الثورة، وفي ميادين التعليم، والصحة، والعمل المجتمعي، وأسهمتن في بناء أسس مجتمعنا الجنوبي الحر'.
وأضاف: 'نحن في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نؤكد التزامنا التام بتمكين المرأة، وتعزيز حضورها الفاعل في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وفاءً لتضحياتها، وإيماناً بدورها المحوري في صناعة المستقبل'.
رسائل الرئيس وردت كذلك إلى شباب الجنوب الواعد، فقال: 'يا من تحملون شعلة الثورة، وروح الأمل، وعزيمة البناء. وتتقدمون الصفوف، حماة للوطن، نؤمن أن رهاننا الحقيقي هو على هذا الجيل الطامح، ونعاهدكم بأننا سنكون سنداً وعوناً لكم، نفتح أمامكم أبواب العلم والتدريب والتأهيل، ونرعى طاقاتكم وإبداعاتكم، لتكونوا الركيزة الأساسية في بناء الدولة الجنوبية المنشودة، دولة العدالة، والحرية، والتنمية المستدامة'.
حرص الرئيس الزُبيدي كذلك على توجيه الشكر والتقدير إلى جماهير الشعب الجنوبي الذين احتشدوا في عموم محافظات الجنوب لإحياء هذه الذكرى الوطنية المجيدة، وقال: 'لن نُحيد عن دربنا، ولن نخذل تضحيات شهدائنا، فالنصر قريب بإذن الله، والاستقلال قادم لا محالة بعون الله وتوفيقه ثم بإرادة وعزيمة وإصرار شعبنا الجنوبي الباسل'.
رسائل الرئيس الزُبيدي حملت أهمية كبيرة وتناولت مختلف الملفات وأبرزت تجديدًا للعهد بشكل قاطع بأن الجنوب سيواصل طريقه استلهامًا من روح الثورة حتى يستكمل مسار التحرير الشامل.
عكست رسائل الرئيس الاستراتيجية التي يتبعها الجنوب العربي في التعامل مع مختلف صنوف التحديات، وكيفية المضي قدما في مسار النضال الوطني حتى يتحول حلم استعادة الدولة إلى حقيقة واقعة.
ويركز المضي في هذا المسار على مواصلة النجاحات التي تحققت على مدار الفترات الماضية والبناء على هذه المرتكزات لتكون نبراسًا للتحرير وأساسًا لمجابهة أي تهديد.