اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في ظل تصاعد حدة القتال وتبدّل خريطة السيطرة بشكل يومي في السودان، عاد الملف السوداني إلى واجهة الاهتمام الدولي، مع تحركات لافتة تقودها السعودية عبر مبادرة سياسية جديدة تعيد طرح الحل على طاولة الأطراف المتحاربة، بالتوازي مع اتصالات أمريكية مكثفة تشير إلى رغبة واضحة في إعادة فتح مسار التهدئة، وتأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه السودانيون أكبر كارثة إنسانية في تاريخ بلادهم، وسط غياب شبه كامل لأي مسار سياسي فاعل.
مبادرة سعودية تعيد ترتيب الأوراق
تأتي المبادرة السعودية، بحسب مصادر دبلوماسية، استكمالًا لمسار طويل بدأته الرياض منذ انطلاق مفاوضات جدة، لكنها هذه المرة تحمل تصورًا أكثر تحديدًا، يركز على:
تثبيت وقف إطلاق النار.
إنشاء ممرات إنسانية دائمة.
إعادة إطلاق الحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتؤكد المملكة أن موقفها ثابت تجاه السودان، قائم على وحدة الدولة، ووقف العمليات العسكرية، وتهيئة المناخ لعملية سياسية شاملة، ويقرأ مراقبون هذه الخطوة باعتبارها محاولة لإعادة إنعاش المسار الإقليمي قبل أن تدخل الأزمة في منعطف يصعب تجاوزه.
اتصالات أمريكية: لا بديل عن الحل السياسي
بالتوازي، تتحرك واشنطن لاستعادة نفوذها في الأزمة، عبر اتصالات رفيعة المستوى مع الأطراف السودانية ودول مؤثرة في المنطقة، بهدف إعادة ضخ الحياة في الجهود التفاوضية، وتشير الرسائل الأمريكية الأخيرة إلى أن استمرار الحرب سيخلق فراغًا خطيرًا في القرن الإفريقي، مع ما يحمله ذلك من تهديد مباشر للمصالح الدولية.
وتؤكد واشنطن أن دورها لن يكون بديلاً عن المبادرات الإقليمية، بل داعمًا لها، خصوصًا مبادرة السعودية، مع التركيز على الضغط على الأطراف للالتزام بخطوات تهدئة ملموسة.
خريطة عسكرية مربكة وتحولات ميدانية سريعة
تتزامن التحركات السياسية مع تصاعد القتال على الأرض، حيث يشهد السودان تحولات ميدانية سريعة، تتغير معها السيطرة على المدن والمحاور بين يوم وآخر، ويؤكد مراقبون أن المعركة الحالية لم تعد فقط معركة نفوذ، بل تحولت إلى مواجهة طويلة قد تستمر ما لم يجرِ التدخل سياسيًا بشكل أكثر حسمًا.
ومع استمرار انسداد الأفق، تزداد المخاوف من أن يشهد السودان مزيدًا من التفكك المؤسسي، بما يهدد مستقبل الدولة ووحدة أراضيها.
السودانيون.. الضحية الأكبر
في خضم هذا الصراع المعقد، يواجه ملايين السودانيين أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة:
نزوح داخلي غير مسبوق.
انعدام شبه كامل للخدمات.
انتشار الجوع والأوبئة.
وتحذر منظمات دولية من أن البلاد تقترب من 'أسوأ كارثة إنسانية في القرن'، ما لم يتوقف القتال.
هل يفتح المسار السعودي–الأمريكي نافذة للحل؟
تؤكد القراءة الأولية للمشهد أن التحرك السعودي – المدعوم أمريكيًا – قد يمثل الفرصة الأكثر واقعية لوقف المسار المتدهور، خاصة مع اقتناع المجتمع الدولي بأن الحسم العسكري بات مستحيلًا.
ويجمع الخبراء على أن نجاح هذه الجهود يتطلب:
قبول الأطراف بوقف إطلاق النار.
وجود ضمانات إقليمية ودولية.
إشراك القوى المدنية في أي عملية سياسية جديدة.
وفي ظل الارتباك العسكري وغياب القيادة السياسية الموحدة في الداخل السوداني، تبدو الحاجة ملحة لرؤية دولية–إقليمية مشتركة تنقذ ما تبقى من الدولة.













































