اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
4 مايو / محمد الزبيري
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن الجنوبية أداء واجبها الوطني بكل مهنية وشجاعة، متصدّية لمخاطر الإرهاب والفوضى، وباذلةً التضحيات لحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وسائر محافظات الجنوب، تتعرض هذه المؤسسة الوطنية لحملات شرسة تستهدف النيل من دورها وتشويه سمعتها. ومع كل إنجاز أمني يتحقق على الأرض، تتعالى أبواق مأجورة في الفضاء الإعلامي ومنصات التواصل، تروّج شائعات وتلفق أكاذيب، في محاولة يائسة لزعزعة ثقة المواطن بمؤسساته الأمنية، ولخدمة مشاريع سياسية مشبوهة تسعى لإغراق الجنوب في دوامة الفوضى من جديد.
إن ما تشهده الساحة الإعلامية اليوم من حملات تشويه ممنهجة ضد القوات الأمنية الجنوبية ليس مجرد حالة انتقاد طبيعي أو اختلاف في وجهات النظر، بل هو امتداد لحرب متعددة الأوجه، تسعى إلى تقويض ما تحقق من استقرار وأمن خلال السنوات الماضية، بفضل تضحيات جسام وجهود مخلصة. هذه الحرب، التي يديرها الذباب الإلكتروني وتتبناها أدوات إعلامية ممولة، لا تستهدف شخصًا أو مؤسسة بعينها فحسب، بل تضرب في صميم المشروع الوطني الجنوبي، وتحاول تعطيل مسيرة بناء الدولة واستعادة السيادة.
في المقابل، يقف الشعب الجنوبي، مدركًا حجم هذه الهجمة، مدافعًا عن مؤسساته التي تأسست من رحم المعاناة والنضال، ويرى في قواته الأمنية والعسكرية تجسيدًا لروح الكفاح من أجل التحرر والكرامة. واليوم، تتجلى الحاجة الماسة إلى تكاتف الجهود الوطنية والإعلامية، وإلى اصطفاف شامل يردّ الكلمة بالحقيقة، ويقابل الحملة بالوعي، ويصون مكتسبات الجنوب من الاختراق والفوضى.
فالمعركة لم تعد فقط في ميادين القتال، بل أصبحت على جبهات الإعلام أيضًا، حيث تُخاض معارك شرسة بالكلمة والصورة والمعلومة، ولعل الدفاع عن الأمن الجنوبي اليوم، في ظل هذا الاستهداف الممنهج، بات مسؤولية يتقاسمها الجميع: قيادةً، ومجتمعًا، ونخبًا إعلامية، لحماية ما تحقق، وتعزيز ما تم بناؤه، والوقوف بوجه كل من يحاول هدم صرح الأمن من خلال الشائعات والخيانة الإعلامية المقنّعة.
قوات الأمن الجنوبية:جدار الصمود في وجه المؤامرات
تُعد قوات الأمن الجنوبية الدرع الحصين وخط الدفاع الأول عن الجنوب وأمنه واستقراره، حيث تلعب دورًا محوريًا في حماية مؤسسات الدولة والحفاظ على النظام العام وضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم. لقد نشأت هذه القوات من رحم الحاجة الملحة لتأمين الجنوب من التهديدات التي تحيط به، سواء كانت داخلية أو خارجية، وباتت اليوم تمثل عمودًا أساسيًا في منظومة الأمن والاستقرار.
منذ تأسيسها، أظهرت قوات الأمن الجنوبية قدرًا عاليًا من الانضباط والاحترافية في أداء مهامها، وشاركت بفعالية في عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كما كان لها دور بارز في حفظ الأمن في المدن والطرقات والمنافذ الحيوية. وقد أثبتت هذه القوات قدرتها على العمل في بيئات معقدة وظروف استثنائية، وهو ما عزز ثقة المواطنين بها وأكد أهميتها كقوة أمنية فاعلة.
يستمد أفراد قوات الأمن الجنوبية روحهم القتالية من الانتماء الوطني والإيمان العميق بعدالة قضيتهم، وقد دفع الكثير منهم أرواحهم ثمنًا لحماية الجنوب والدفاع عن سيادته. كما لا يقتصر دورهم على الجانب العسكري والأمني فحسب، بل يتعداه إلى أداء واجباتهم في تعزيز اللحمة الوطنية والمساهمة في الجوانب الاجتماعية والإنسانية، بما يعكس صورتهم كجزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي.
رغم التحديات التي تواجهها، سواء من حيث الإمكانيات أو الضغوط السياسية والأمنية، فإن قوات الأمن الجنوبية تواصل أداء واجبها بإصرار وعزيمة، وتبقى صمام الأمان الذي تعتمد عليه المجتمعات الجنوبية في صون مكتسباتها وحماية مستقبل أجيالها.
الذباب الإلكتروني:منصات مأجورة لتشويه الأمن الجنوبي
تشهد الساحة الجنوبية، وخصوصًا العاصمة عدن، حملات تشويه ممنهجة تقودها أدوات إعلامية معادية، يتصدرها ما يُعرف بالذباب الإلكتروني، إلى جانب أطراف سياسية لا تخفي عداءها للجنوب ومشروعه الوطني. وتستهدف هذه الحملات قوات الأمن الجنوبية التي تُعد حجر الزاوية في حفظ الأمن والاستقرار، من خلال بث الشائعات واختلاق الأكاذيب وتزييف الوقائع، في محاولة يائسة لضرب ثقة الشعب بمؤسساته الأمنية وخدمة أجندات فوضوية تسعى لإغراق الجنوب في الفوضى والاضطراب.
تركز هذه الحملات على تشويه صورة القوات الجنوبية، وترويج اتهامات باطلة حول انتهاكات أو اختراقات مزعومة، دون أدلة أو مصادر موثوقة، في مسعى لتحويل الرأي العام عن الإنجازات الأمنية التي تحققت على الأرض بفضل تضحيات وجهود أبناء الجنوب. وتُستخدم في هذه الحملات منصات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، حيث تنتشر الحسابات الوهمية والصفحات الممولة التي تعمل وفق أجندة منسقة تستهدف بث الفتنة وزعزعة الثقة في الأجهزة الأمنية.
أعداء الجنوب، من خلال هذه الحملات، لا يستهدفون القوات الأمنية فحسب، بل يستهدفون مشروعًا وطنيًا جنوبيًا متكامل الأركان، يقوده رجال مخلصون يسعون لبناء دولة مستقلة ذات سيادة. وما تتعرض له الأجهزة الأمنية الجنوبية من إساءات هو نتيجة طبيعية لدورها الفاعل في إفشال مخططات الفوضى وضرب أوكار الإرهاب والجريمة، ونجاحها في حماية المواطن والمؤسسة والمجتمع.
ما يجب التأكيد عليه أن وعي الشعب الجنوبي بات اليوم حصنًا منيعًا أمام هذه الحرب الإعلامية القذرة، وأن الحملات المغرضة لن تنال من عزيمة رجال الأمن أو من ثقة المجتمع بهم. فالمواطن الجنوبي يدرك أن ما يُبث من أكاذيب ما هو إلا محاولة لخلخلة الجبهة الداخلية بعد أن فشل الأعداء في الميدان. كما أن قوات الأمن الجنوبية، وبدعم من القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، مستمرة في أداء مهامها بثبات ومسؤولية، واضعةً أمن واستقرار الجنوب فوق كل الاعتبارات، دون أن تنجر للاستفزازات أو الحملات المغرضة.
جبهة الوعي:إعلام الجنوب في مواجهة حملات التضليل
في ظل هذه المعركة المفتوحة، فإن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن الميدان الأمني، وهو ما يفرض تعزيز الوعي المجتمعي والإعلامي لمواجهة هذا السلاح الخطير الذي يسعى لهدم ما تم بناؤه بدماء وجهود أبناء الجنوب.
ما تحقق في الجنوب من إنجازات أمنية وعسكرية لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسيرة نضالية طويلة امتدت لسنوات، تخللتها تضحيات جسام وصبر وثبات وعمل متواصل لبناء مؤسسة أمنية وعسكرية وطنية جنوبية قادرة على حماية الأرض والإنسان. لقد كان هذا النجاح نتيجة لرؤية واضحة وقيادة حكيمة تمثلت في الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي حمل على عاتقه مسؤولية إعادة بناء مؤسسات الجنوب الأمنية والعسكرية من الصفر، وسط ظروف غاية في التعقيد.
تحت قيادة الرئيس الزُبيدي، تم تأسيس نواة صلبة لقوة أمنية وعسكرية جنوبية تتمتع بالكفاءة والانضباط والولاء الوطني، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تفرض وجودها على الأرض، وأن تكون قوة فاعلة في مواجهة التحديات، سواء في مكافحة الإرهاب أو التصدي للفوضى والمليشيات المسلحة، أو في تأمين المدن والمنافذ الحيوية. لم يكن بناء هذه المؤسسة مهمة سهلة، بل استدعى جهودًا كبيرة في التدريب والتأهيل وتوفير الحد الأدنى من الإمكانات في ظل شح الدعم والموارد، إلا أن العزيمة والإصرار تغلبا على الصعوبات.
التضحيات التي قدمها الأبطال من أفراد القوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي شكلت الأساس المتين لهذا الإنجاز، فقد سالت دماء كثيرة على تراب الجنوب من أجل تثبيت الأمن والاستقرار، واستعادة القرار السيادي الجنوبي، وبناء مؤسسات قادرة على حماية مكتسبات الشعب. لم تكن هذه التضحيات عبثية، بل كانت جزءًا من مشروع وطني يحمله القائد الزُبيدي، الذي آمن منذ اليوم الأول أن الأمن والاستقرار هما الأساس لأي نهوض سياسي واقتصادي واجتماعي.
اليوم، ينظر أبناء الجنوب بفخر إلى ما تحقق على الأرض، وهم يدركون أن هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتاج رؤية استراتيجية وجهود تنظيمية وعسكرية حثيثة قادها رجال مخلصون لوطنهم، وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي جسّد بإرادته وحنكته وإيمانه بعدالة القضية الجنوبية نموذج القائد الذي يصنع الفرق. وما تحقق حتى اليوم هو مجرد بداية لمسيرة مستمرة نحو استعادة الدولة الجنوبية وتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والسيادة والكرامة.
الذباب الإلكتروني:صمت في وجه الإرهاب وهجوم على من يجاربه
في مشهد يكشف عن حجم التناقض والانحياز، تتصدر اليوم بعض القوى المأجورة ووسائل الإعلام الممولة حملات التشويه والتحريض ضد المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية، في وقتٍ التزمت فيه هذه الأطراف الصمت المطبق إزاء جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي ارتكبت ولا تزال أبشع الانتهاكات بحق المدنيين في مختلف أنحاء اليمن. هذا السلوك المزدوج يفضح الأجندات الحقيقية التي تقف خلف تلك الأصوات، ويؤكد أن استهداف القوات الجنوبية ليس بدافع الحرص على حقوق أو مبادئ، بل خدمة لمشاريع مشبوهة تهدف لإضعاف الجنوب وتقويض أمنه واستقراره.
لقد سُجّلت في السنوات الماضية آلاف الجرائم التي نفذتها ميليشيا الحوثي، من قصف للأحياء السكنية، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، وتفجير المنازل، وانتهاك الحريات، وتصفية الخصوم، دون أن تجرؤ هذه الوسائل أو الأقلام على إصدار بيان إدانة واحد، أو حتى تغطية مهنية لتلك الانتهاكات. في المقابل، نجد هذه الأطراف اليوم تمارس ضجيجًا مفتعلاً، وتطلق اتهامات باطلة ضد القوات المسلحة والأمن الجنوبي، التي تقف ببسالة في وجه الإرهاب وتحمل على عاتقها مسؤولية حماية الأرض والناس.
إن استهداف المؤسسة الأمنية والعسكرية الجنوبية بهذه الطريقة لا يأتي بمعزل عن محاولات مستمرة لتشويه كل ما يحققه الجنوب من خطوات نحو بناء مؤسسات قوية ومستقلة. فهؤلاء لا يريدون جنوبًا آمنًا مستقرًا، ولا يرغبون في نجاح أي نموذج وطني ينهض بعيدًا عن هيمنتهم. لذلك، فهم يستهدفون رمز السيادة والأمن والاستقرار، لأنهم يدركون أن بقاء هذه المؤسسة قوية يعني فشل مشاريعهم وتفكك أدواتهم.
الشعب الجنوبي بات على وعي كامل بهذه اللعبة القذرة، ويدرك أن من يصمت أمام جرائم الحوثي ويهاجم من يحارب الإرهاب، لا يمكن أن يكون صاحب قضية، بل أداة مأجورة تتحرك وفق إملاءات مموليها. ولهذا، فإن هذه الحملات لن تنال من عزيمة القوات الجنوبية، ولن تزعزع ثقة الناس بقياداتهم ومؤسساتهم، بل ستزيدهم إصرارًا على التمسك بخيار التحرير والاستقلال، وبناء دولة جنوبية قوية قادرة على حماية مكتسبات شعبها.
إن من يهاجمون الجنوب اليوم لأن لديه مؤسسات أمنية وعسكرية وطنية، هم أنفسهم من هلّلوا للفوضى واستثمروا فيها، واليوم يجدون في قوة الجنوب تهديدًا لأطماعهم، ولذلك يجب أن يُفضح دورهم، وتُكشف حقيقتهم، ويُرد على أكاذيبهم بالحقائق والإنجازات والتضحيات التي قدمها أبطال الجنوب في سبيل وطن حر وآمن ومستقر.
وعي الجنوبيين يحصن أمنهم من حملات التشويه
تشهد الساحة الجنوبية تصاعدًا غير مسبوق في الحملات الإعلامية المسعورة التي تستهدف القوات الأمنية الجنوبية، في حملة ممنهجة تتسم بالتضليل والتحريض، وتفتقر إلى أدنى درجات المهنية والمصداقية. ويأتي هذا التصعيد في إطار محاولات مستمرة لزعزعة الاستقرار الأمني الذي تنعم به العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب، بعد سنوات من العمل المتواصل والتضحيات الجسيمة التي بذلتها الأجهزة الأمنية في سبيل بسط النظام وفرض سيادة القانون.
تهدف هذه الحملات بالدرجة الأولى إلى ضرب الثقة المتبادلة بين المواطن ومؤسسته الأمنية، وتشويه الصورة المشرفة التي باتت تتمتع بها القوات الجنوبية، والتي أثبتت كفاءتها في محاربة الإرهاب والجريمة وحماية مؤسسات الدولة. لكن اللافت أن هذه الحملات لا تأتي من فراغ، بل تقف خلفها جهات معادية لمشروع الجنوب الوطني، تسعى لإعادة الفوضى وخلط الأوراق، من خلال تشويه رموز الأمن وقياداته، وإثارة الشكوك حول أدائه، في محاولة لإضعاف الحاضنة الشعبية التي تلتف حول هذه المؤسسة الحيوية.
ومن الواضح أن هذه الحملات تخدم أجندات إقليمية ومحلية لا تخفي عداءها للجنوب، وتستغل المنصات الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي، وأذرعها الناطقة بلسان تلك المشاريع، لبث الشائعات وترويج الأكاذيب وتحريف الوقائع. وهو ما يمثل امتدادًا لحرب غير تقليدية تستهدف الجبهة الداخلية، بعد أن فشلت أدواتهم في الميدان العسكري والسياسي.
القوات الأمنية الجنوبية، التي نشأت من رحم النضال وقدمت خيرة أبنائها شهداء وجرحى في سبيل ترسيخ الأمن، ليست مجرد جهاز أمني، بل هي جزء من المشروع الوطني الجنوبي التحرري، وهي الضامن الأول لحماية مكتسبات الشعب، ومن الطبيعي أن تكون هدفًا لهجمات من لا يريدون للجنوب أن يستقر أو ينهض.
في مواجهة هذه الحملات، تبقى الحقيقة واضحة في نظر الجنوبيين: أن من يُهاجم المؤسسة الأمنية اليوم هو ذاته من صمت عن جرائم الميليشيات، وفتح المجال أمام الفوضى، ويحاول اليوم بشتى الطرق إعادة عجلة الجنوب إلى الوراء. وهو ما يتطلب اصطفافًا شعبيًا وإعلاميًا وطنيًا قويًا، يسند القوات الأمنية، ويدافع عنها في وجه هذه الحرب الإعلامية القذرة، ويواجه التضليل بالحقيقة، والإشاعة بالوعي، والكراهية بالانتماء الوطني الصادق.
إن الجنوب ماضٍ في بناء مؤسساته، مهما كانت الحملات، ومهما اشتد الاستهداف، وستبقى قواته الأمنية حاضرة في الميدان، تثبّت الأمن وتحمي الإرادة، وتُفشل كل المؤامرات التي تُحاك في الظلام ضد تطلعات شعب صامد وعازم على استعادة دولته وهويته.
في ظل ما تتعرض له المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية من حملات استهداف ممنهجة، بات من الضروري والملح أن تضطلع النخب الإعلامية والناشطون الجنوبيون وكل فئات الشعب الجنوبي بدورهم الوطني والمسؤول في الدفاع عن هذه المؤسسات، التي تشكل الركيزة الأساسية لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، والحصن المنيع أمام مشاريع الفوضى والإرهاب والعبث.
لقد أثبتت التجربة أن أعداء الجنوب، بعد أن فشلوا في المواجهة العسكرية والأمنية، لجأوا إلى معركة الإعلام والحرب النفسية، مستخدمين جيوشًا إلكترونية مدفوعة وممولة لبث الأكاذيب والشائعات والنيل من رموز القوات الجنوبية، في محاولة مكشوفة لضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته الأمنية. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى دور فعّال للنخبة الإعلامية الجنوبية، من صحفيين وكتّاب وناشطين ومؤثرين على منصات التواصل، لتفنيد تلك الادعاءات وكشف حقيقتها للرأي العام، وتقديم الصورة الحقيقية للمؤسسة الأمنية والعسكرية الجنوبية وجهودها وتضحياتها.
هذا الدور لا يقتصر على الدفاع فقط، بل يشمل كذلك توثيق الإنجازات، وتغطية التحديات، ونقل صوت الميدان بصدق ومهنية، بما يعزز الوعي المجتمعي ويحصنه من الاختراق الإعلامي المعادي. كما أن النخب الإعلامية مطالَبة بلعب دور تعبوي وتوعوي، يعزز من الاصطفاف الوطني خلف المؤسسة الأمنية، ويكرّس مفاهيم الانتماء والمسؤولية والولاء للقضية الجنوبية ومشروعها التحرري.
وفي الوقت الذي تشتد فيه الهجمات على الأجهزة الأمنية، يجب أن يكون الإعلام الجنوبي صوتًا موحدًا ومنبرًا مقاومًا، يُسهم في بناء رأي عام داعم للقوات المسلحة الجنوبية، ويقف سدًا منيعًا أمام حملات التشويه التي تستهدف ضرب معنويات رجال الأمن وزعزعة الأمن الداخلي. فهذا الواجب الإعلامي لا يقل أهمية عن الواجب الميداني، إذ إن الكلمة الصادقة والقلم الحر يُعدان خط دفاع لا يقل أهمية عن البندقية.
إن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع، وخاصة الإعلاميين والناشطين، تحمل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية، والانحياز الكامل للحق، والوقوف بثبات إلى جانب من يسهرون على أمن الوطن ويدفعون أرواحهم في سبيل حمايته. الدفاع عن المؤسسة الأمنية الجنوبية هو دفاع عن المشروع الوطني الجنوبي، وعن حاضر شعبنا ومستقبله، وعن كرامة كل بيت جنوبي قدّم شهيدًا أو جريحًا في طريق الحرية والاستقلال.