اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥
كشفت مصادر ميدانية أن ميليشيا الحوثي الإيرانية شرعت في تنفيذ استعدادات وتحضيرات عسكرية واسعة النطاق لتعزيز مواقعها القتالية في عدة جبهات رئيسية، تحسبًا لأي عمليات عسكرية مرتقبة قد تشهدها الأزمة اليمنية خلال الفترة المقبلة.
وتأتي هذه التحركات في سياق محاولات الجماعة التخفيف من الضغوط الميدانية والسياسية التي تواجهها، وتأمين مواقعها الاستراتيجية بعد سنوات من الجمود القتالي النسبي.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية أن القيادي الحوثي يوسف المداني المكنى بـ'أبو حسين' والمعين في منصب رئيس هيئة الأركان العامة بصنعاء قام زيارات ميدانية خلال الأيام الماضية لجبهات القتال في محافظة تعز، في خطوة عسكرية حملت دلالات تحضيرية مهمة في المشهد القتالي الذي يشهده المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي زار يومي الخميس والجمعة جبهات لحم، البرح، ومقبنة، في تعز وكان في استقباله وعلى رأس فريقه الميداني كل من القيادي علي الموشكي والقيادي عبداللطيف المهدي المكنى بـ'أبو نصر الشعف' والمعين في منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للميليشيا.
وتعد هذه الزيارة الثانية لرئيس الأركان الحوثي خلال أسبوع واحدة فقط، بعد جولة سريّة أخرى أجراها في البيضاء، تلتها تحركات مماثلة في الجبهات القريبة من محافظات شبوة وأبين، ما يعكس حجم الاهتمام بجبهات القتال المحاذية للمحافظات المحررة جنوبًا وغربًا وضمن التوجهات الحوثية لمراقبة تطورات الميدان بشكل مباشر.
وتكشف مصادر عسكرية أن جولة 'المداني' إلى خطوط المواجهة ليست زيارة تفقدية عادية، بل تأتي ضمن استعدادات أوسع لإعادة ترتيب القوات، ومحاولة رفع المعنويات في المواقع التي شهدت تغييرات في القيادات الميدانية والأفراد، بعد فترة طويلة من الركود النسبي في القتال.
وتشير معلومات أخرى إلى أن المداني لم يقم بهذه الجولات بمفرده، بل كان برفقة خبراء عسكريين لبنانيين متخصصين في رسم الخرائط العسكرية وبناء الخطط القتالية، ما يشير إلى أن هناك جهودًا ممنهجة لإعادة هيكلة الأداء العسكري في الجبهات، وتحضير الوحدات القتالية لخوض مواجهات حاسمة قد تفرضها المستجدات على الساحة اليمنية.
ويأتي هذا التحرك في وقت تعاني فيه الجبهات من حالة من التوقف القتالي استمرت لنحو ثلاث سنوات، وهو ما أنعكس بشكل واضح على روح المقاتلين المعنوية وتماسك الوحدات في مواجهة التحديات، بل ساهم في تفاقم الخلافات بين القوى الميدانية المختلفة. وتعتقد مصادر مطلعة أن المداني يسعى، منذ توليه منصبه الجديد، إلى ترتيب الجبهات كأولوية قصوى، من خلال زيارات ميدانية متكررة وتعزيز التواصل المباشر مع المرابطين في خطوط التماس.
ويرى مراقبون أن اختيار جبهات تعز ولحم والبرح ومقبنة ليس عشوائيًا، فهذه المناطق تشكل مفاتيح استراتيجية في الجنوب الغربي من البلاد، وتشهد ثقلًا كبيرًا في حجم المعارك وقدرة الجماعات المقاتلة على التحكم في مفاصل طرق التجارة والإمداد. ومن هذا المنطلق، فإن إعادة تقييم الوضع الميداني هناك يمكن أن يكون مؤشرًا على نية قيادة الجماعة التحرك نحو خطوات عسكرية جديدة قد تتطلب استعدادًا لعمليات واسعة أو حتى تغيير في أساليب العمل العسكري التقليدي الذي اتبعته الجماعة في السنوات الماضية.
ويُنظر إلى هذه الزيارات أيضًا في سياق محاولات رفع معنويات القوات بعد فترة من التراجع في وتيرة المعارك، وإعادة الثقة بين عناصر الصفوف الأمامية والقيادة العليا، وهو ما يعد جزءًا من استراتيجية شاملة تحاول أن تنسجم مع متغيرات الواقع على الأرض، لا سيما مع استمرار الانقسامات داخل القوى العسكرية وتذبذب الأداء القتالي في بعض القطاعات.
وعلى الرغم من أن القيادات الميدانية غالبًا ما تكتم تفاصيل هذه الزيارات لاعتبارات أمنية، إلا أن التكرار السريع لرحلات المداني إلى جبهات مختلفة خلال فترة قصيرة يوحي بوجود خطة معركة قيد الإعداد أو على الأقل استعداد لخيارات عسكرية أكثر جدية، خاصة في ظل التحديات السياسية والميدانية المتواصلة التي تواجه الجماعة في مختلف الجبهات.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن مثل هذه الزيارات التفقدية تحمل أيضًا أبعادًا سياسية داخلية، تهدف إلى حشد الدعم للقيادة العسكرية الجديدة وإشعار المقاتلين بأن هناك اهتمامًا مباشرًا من أعلى مستويات القيادة، وهو ما قد يساعد في تخفيف الاحتقان الداخلي ورفع مستوى الانضباط القتالي.













































