اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
منذ منتصف أغسطس الجاري، يواصل وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري جولة ميدانية شملت عددًا من المحاور والألوية العسكرية في محافظات 'حجة، صعدة، مأرب، الجوف، حضرموت والمهرة'.
وتأتي هذه الجولة في ظل واقع عسكري معقد تشهده المناطق المحررة، حيث تتوزع القوات المسلحة إلى فصائل متعدد، تتباين تبعا للجهات الممولة والداعمة لها. وفقا لمراقبين.
وخلال زياراته المتعددة، أكد وزير الدفاع 'محسن الداعري'. أن الشعب اليمني يعول على قواته المسلحة بمختلف تشكيلاتها لاستعادة الدولة والقضاء على جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مشددًا على أهمية التنسيق والتجانس بين مختلف الوحدات العسكرية لضمان وحدة القرار والعمل العسكري. بحسب ما نشر بصفحته الرسمية في الفيسبوك.
ومع استمرار هذه التحركات، يثار تساؤلات واسعة حول الرسائل التي تحملها، وهل تعد إشارة إلى الاستعداد لمعركة فاصلة مع الحوثيين؟ أم تطمين للحلفاء والداعمين بأن الشرعية ماضية في خيار الحسم العسكري إلى جانب المسارات السياسية والدبلوماسية؟
*الاستعداد لمعركة فاصلة*
ويرى صحفيون ومحللون أن هذه الزيارات تشكل مؤشرا على رفع الجاهزية القتالية وتوحيد الصفوف استعدادا لمواجهة جماعة الحوثي والقضاء عليها.
وتعليقا على ذلك، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي 'عبدالواسع الفاتكي'. لـ' المهرية نت'. إن:' الزيارات الميدانية الواسعة التي قام بها وزير الدفاع برفقة وفد رفيع من وزارة الدفاع لعدد من المحاور والألوية العسكرية في المحافظات المحررة، عكست حجم الاهتمام بالاستعدادات الميدانية والتطورات المرتبطة بجبهات القتال'.
وأضاف الفاتكي أن' الزيارات حملت رسائل عسكرية وسياسية متعددة الأبعاد، أبرزها أن الحكومة الشرعية ووزارة الدفاع ماضيتان في رفع مستوى الجاهزية القتالية استعدادا لمعركة فاصلة مع جماعة الحوثي ، وأن خيار الحسم العسكري لا يزال مطروحًا بقوة على الطاولة'.
وتابع' الرسالة الواضحة للحوثيين تتمثل بأن الشرعية لا ترى بمسارات التفاوض أو خارطة الطريق الأممية مبررا لإيقاف الاستعدادات الميدانية، خصوصًا مع استمرار الحوثيين في الحشد والتجنيد والتصعيد العسكري على أكثر من جبهة'.
وأشار الفاتكي إلى أن ' التحركات لا تنفصل عن الموقف الإقليمي ، إذ من المرجح أن تحظى الخطوات العسكرية للحكومة الشرعية بدعم وإسناد من دول التحالف العربي ، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا الدعم يعزز من جدية التحضير لخيار عسكري يوازي الضغوط السياسية والدبلوماسية القائمة ، ويبعث برسالة واضحة بأن الوقت لم يعد مفتوحا أمام المراوغة الحوثية'.
ولفت إلى أن' أبرز المؤشرات التي تجعل الحديث عن مواجهة عسكرية أكثر واقعية هو استمرار جماعة الحوثي في تهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر والساحل الغربي ، عبر استهداف السفن وخطوط الملاحة؛ مما قد يدفع باتجاه تصعيد محدود أو واسع النطاق في هذه الجبهة تحديدا'.
وواصل' كما أن الاستهداف المتكرر بالصواريخ والطائرات المسيّرة، فضلا عن التطورات الإقليمية المرتبطة بالتصعيد العسكري بين الحوثيين وإسرائيل، يعزز فرضية أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا أكبر'.
وأوضح الفاتكي أن' الزيارات جاءت أيضًا للتأكد من جاهزية الجيش الوطني وقدرته على التعامل مع أي طارئ عسكري ، فضلا عن تفقد الاحتياجات الميدانية ورفع الروح المعنوية للمقاتلين '.
تعزيز التنسيق العملياتي
وبين الفاتكي أن' الزيارات تهدف أيضا إلى تعزيز التنسيق العملياتي بين مختلف الجبهات ، بما يمهد لإنشاء غرفة عمليات مشتركة تدير أي مواجهة مقبلة ، بحيث لا تبقى الحرب محصورة في جبهة واحدة ، بل تتحول إلى معركة شاملة تربك المليشيات على امتداد مسرح العمليات'.
وستدرك قائلا ' في ضوء هذه المعطيات يبدو أن خيار العودة إلى طاولة المفاوضات أو إحياء خارطة الطريق الأممية ما يزال مستبعدا بهذه المرحلة، فالمناخ الميداني والإقليمي يسيران باتجاه التصعيد، خاصة مع تصلب الموقف الحوثي ورفضه تقديم أي تنازلات حقيقية ، وإصراره على فرض أمر واقع عسكري وسياسي'.
ورأى الفاتكي أن' هذه التحركات تمثل مؤشرا على مرحلة جديدة من الصراع ، حيث تسعى الحكومة الشرعية إلى رفع جاهزيتها القتالية وتوحيد جهودها الميدانية ، في ظل استمرار التعنت الحوثي وتصاعد التوترات الإقليمية'.
واختتم حديثه قائلا:' مع استمرار الدعم الإقليمي والدولي للحكومة ، يظل خيار الحسم العسكري قائما بقوة ، فيما تبقى مسارات السلام مرهونة بتغيرات لم تلوح في الأفق بعد'.
رفع المعنويات وتعزيز الانضباط
بدوره، يقول الصحفي 'عامر دعكم'. إن:' زيارات وزير الدفاع محسن الداعري تأتي في سياق رفع معنويات القوات العسكرية وتعزيز انضباطها وبقائها على أهبة الاستعداد والجاهزية'.
وأكد لـ'المهرية نت' أنه:' من الواضح جدا أنها تبعث تأكيدًا على أن الجيش يستعد لاستكمال معركة التحرير وإنهاء الانقلاب الحوثي، وهذا ما نأمله ونرجوه كشعب'.
رسائل للحوثيين والداعمين
من جهته، يقول الصحفي' حمزة الجبيحي' إن:' هذه الزيارات لها أهمية بالغة في شد أزر المقاتلين وتعزيز فكرة أن الحوثيين ليسوا دعاة سلام وأنهم لا يفهمون إلا بلغة القوة'.
وأضاف لـ' المهرية نت'. أن:' هذه التحركات تقدم رسائل واضحة للحوثيين بأن الجيش الوطني اليمني على جاهزية عالية لتحرير البلاد، وأنه بانتظار القرار فقط'.
وتابع' كما تحمل رسائل للداعمين الإقليميين، بأن لا يظنوا الحوثي سيرضخ لأية مساعي للحل السياسي أو للسلام أو لأية قرارات محلية أو دولية ولن يقبل بذلك إلا إذا انكسر عسكريا في الميدان، وعليه فإن الدعم ينبغي أن يتجه نحو تعزيز الخيار العسكري '.
وتوقع الجبيحي أن 'الحوثيين لن يستجيبوا لأي مساعٍ سياسية أو دعوات للسلام وأن هناك معركة قادمة'. متمنيا أن' تكون المعركة المقبلة الفاصلة للتخلص من جماعة الحوثي الانقلابية'.